تلامذة ابن بري يستكشفون فضاء الذاكرة التاريخية بتازة

وسط عوالم الاستكشاف، وفي مناخ تربوي تفاعلي حافل ،استقبلت إدارة مؤسسة علي بن بري التأهيلية بتازة في شخص مديرها والطاقمين الإداري والتربوي فوجا تلاميذيا من جمعية ابن بري يقوم بزيارة ثقافية واستطلاعية رفيعة لبعض معالم تازة العتيقة نهاية أبريل 2022 تحت إشراف إدارة الثانوية وتأطير الأستاذين الباحثين عبد الإله بسكمار وعبد المجيد بوشواطة، وتنظيم الأطر الإدارية المتدربة بالمؤسسة، ودعم من جمعية أمهات وأولياء تلاميذ المؤسسة والمجلس الإقليمي لتازة . وخاصة النادي الثقافي بمؤسسة علي بن بري التأهيلية وفضاء الذاكرة التاريخية.
وانطلقت الزيارة التي تندرج في إطار دعم الحياة المدرسية كعامل هام لمسار التربية على القيم السامية، وتفعيلا للبرنامج السنوي للنادي الثقافي بالمؤسسة عبر الحافلة من المؤسسة نحو تازة العليا، في جو ربيعي رائق وانسجام أخوي بين الجميع .وكانت أول محطة في البرنامج زيارة ضريح العلامة إمام القراء المغاربة، الأديب واللغوي والعدل الموثق أبي الحسن علي بن بري التازي اللنتي ( 660 هــ / 1261م – 730 هــ / 1329 م ) والذي تتشرف المؤسسة العتيدة بحمل اسمه” أي ثانوية علي بن بري التأهيلية” وأبدى التلاميذ شغفهم بالمكان الذي يجمع عبق التاريخ والعلم والأدب والعمران من جهة، وجمال الطبيعة وجاذبية الفضاء الأخضر من جهة أخرى . وزاد من ألق اللحظة وسموها، الشروحات الضافية التي قدمها الأستاذان عبد المجيد بوشواطة وعبد الإله بسكمار حول عالم تازة الفذ العلامة علي بن بري، وما قدمه من مصنفات وخاصة، أرجوزته في علم القراءات ” الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع ” التي طارت شهرتها عبر أنحاء العالم الإسلامي، وكانت تُدَرَّس في فترات تاريخية بجامعتي الزيتونة بتونس والأزهر بالقاهرة . فضلا عن جامعة القرويين بفاس، زيادة على شروحها المتعددة والتي بلغت في المجموع خمسين شرحا .
ويحسب لهذا العالم تقديمه لمخارج الحروف وأصواتها لأول مرة في الثقافة المغربية، مما يعد سبقا إلى مجال علم الأصوات phonétique فضلا عن خطرات لطيفة في المجالين اللغوي والأدبي. كما شملت الرحلة التعريف بباب القبور مدخل تازة الجنوبي سابقا، وباب القصبة وبرج تازة البستيون، ثم زيارة استطلاعية ثقافية لفضاء الذاكرة التاريخية أي المقاومة وجيش التحرير، حيث قدمت الأستاذة حسنة مازي مديرة المتحف معلومات تاريخية هامة حول حركة المقاومة وجيش التحرير، في عموم المغرب، وفي منطقة تازة تحديدا، وقد عاين التلاميذ بإعجاب محتويات المتحف من صور ووثائق وقصاصات جرائد وأسلحة مختلفة كان المقاومون والمجاهدون يستعملونها في مختلف مواجهاتهم مع جيوش الاستعمار.”
إلى ذلك، تعتبر الرحلات المدرسية من أقوى الأساليب التعليمية تأثيرا على الناشئة، فهي تعمل على نقل التلاميذ من منطق التجريد إلى عالم المشاهدة المباشرة، والحصول على المعلومات من مواقعها الأصلية، مما يساعد على تقوية آليات الإدراك والفهم لديهم، فضلا عن تغيير الجو الدراسي وترسيخ ثقافة الاعتماد على النفس والعمل ضمن فريق، مما يؤدي إلى تنمية وتطوير شخصية الطالب وتنمية الشعور بالمسؤولية لديه.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 05/05/2022