تحت شعار: «البحث عن الذات المبدعة من خلال الممارسة السينمائية»، وبدعم من المركز السينمائي المغربي ووزارة الشباب والثقافة والتواصل وجمعية التربية والتنمية وجماعة ورززات وغيرها من المساهمين، عرفت الدورة الثامنة لمهرجان القصبة للفيلم القصير بورزازات يوم الخميس 20 نونبر2025، أي اليوم الثاني من المهرجان على الساعة التاسعة صباحا، أنشطة صباحية تكوينية استمرارية، لتليها زيارة جماعية لمواقع أثرية وتاريخية تتضمن عددا من ديكورات لأفلام سبق وأن تم إنجازها بمدينة ورزازات وكذا عرض بعض الآلات السينمائية القديمة التي ساهمت في إنجاز هذه الأفلام التي لازالت ملصقاتها شاهدة على مرورها هناك.
بينما عرف بالمركب الثقافي محمد السادس بورزازات، على الساعة الرابعة زوالا، ندوة حول موضوع «تمثلات ذاتية المخرج في السينما المغربية»، ساهم في نقاشها كل من المخرج السينمائي محمد الشريف الطريبق، والناقد سعيد المزواري، والناقد شفيق الزكاري، وسيرها عز الدين تاستيفت.
تمحورت أسئلة هذه الندوة حول حضور الذات المبدعة في الإخراج السينمائي المغربي، مما خلق تنوعا في الرؤى وغزارة من زوايا الاهتمام عند المتدخلين بأسئلة تصب في مغزى الموضوع، تفاعل معها الحضور بالقاعة مما أعطى لتوجه هذا الموضوع المقترح انزياحا مختلفا آخر أعطى استعدادا غنيا للحوار والمناقشة.
استهلت الندوة بمداخلة للمخرج محمد الشريف الطريبق بتسيير من عز الدين تاستيفت، حيث انصب محور مداخلته على رؤيته الشخصية للإخراج ومدى حضور ذاتيته في أفلامه معتمدا على بعض المقاطع من أفلامه التي عبرت عن هذه الذاتية بشكل واضح.
ثم أسند رئيس الجلسة الكلمة للتاقد شفيق الزكاري، ليعتبرأن السينما في المغرب على العموم مرتبطة عضويا بمدى إمكانيات مخرجيها وتكوينهم على المستوى الفكري والإبداعي والمادي، ومدى قدرة هؤلاء المخرجين على التأويل والتخييل، انطلاقا من بيئتهم ومحيطهم المعاش، لذلك يتم من وجهة نظر المتدخل استشفافا تفاوتيا من حيث الجودة والابتكار للنفوذ إلى أغوار ذاتية المخرج.
بعده تناول الكلمة الناقد محمد مزواري ليتكلم عن الذات من زاوية فلسفية بطابع فني متميز في سياق ما أنتج في المجال السينمائي مع الاستشهاد بنماذج من التاريخ السينمائي المغربي في علاقته بتاريخ الفن عموما.
أما يوم الجمعة 21 نونبر 2025، فقد عرفت صبيحة المهرجان، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا استمرار الورشات، موازاة مع هذا، وعلى الساعة التاسعة والنصف صباحا، عرف المركب الثقافي تقديم شريط سينمائي لصاحبه محمد الشريف الطريبق، (بالكون أطلانتيكو)، وتوقيع كتابين سيتمائيين وهما (سينما مختلفة)، و (لغة السينما)، حيث تحدث مؤلفهما عن جيثيات إنجاز الفيلم المذكور باعتباره رؤية في إطار الموجة الجديدة، حيث كان الهدف من هذا الفيلم هو الحديث عن تيمة الحب بلغة مغربية جريئة بعيدا عن اللغات الأجنبية الأخرى التي تستعمل المجال العاطفي بطريقة سلسة.
كما أنه اعتمد حسب قوله، على أهمية الحوار متأثرا بالمخرج (ميشال أوديار) وكتابات (جاك بريفير) وأعمال (يوسف شاهين) لأهمية للحوارات فيها، مضيفا بأنه أي محمد الشريف الطريبق، يقرأ السينما من داخلها وليس من خارجها، لهذا كان غالبا ما يفكر في اللغة السينمائية بعيدا عن الشكل الأكاديمي، محاولا توضيح ذلك في كتابه.
أما عشية نفس اليوم، بالمركب الثقافي، فقد عرفت لقاء سيره الناقد عزيز الحاكم، الذي طرح سؤالا في بدايته حول الفرق الموجود بين الهوية الوطنية والهوية الذاتية، ومقومات السينما المغربية، ليجيب عنهما المتدخلان المخرجان (محمد منخار) من المغرب، و(جاك ترافي) من ساحل العاج، مع تقديم نماذج من تجربتهما.
أما في يوم عشية نفس اليوم، أي في الساعة السادسة مساء، فقد تم تقديم الأفلام الرسمية المشاركة في هذه الدورة.
بينما في صباح يوم السبت 22 نونبر 2025، عرف عرض أفلام قصيرة لفائدة أطفال المدرسة الجمعاتية بإغرم وتنظيم ورشات بحضور فناني المهرجان.
وفي الساعة السادسة مساء، تم عرض ملخص شريط عن تفاصيل هذه الدورة، ثم تقديم لجن التحكيم الرسمية وتقديم شواهد لها من طرف مدير معهد المهن السينمائية، وتقديم المؤطرين للورشات. مع تقديم ورشة غنائية لمجموعة كناوية محلية.
لتأتي لحظة الاحتفاء بالفنان الأمازيغي الحسين باردواز وعرض شريط مختصر عن حياته المهنية، وإبداء شهادة في حقه من طرف صديقه عاطف، وتسليمه في الأخير صورة شخصية من إنجاز الفنان مصطفى مفيد من المحمدية.
وختاما تم الإعلان عن نتائج الفائزين في هذا المهرجان على النحو التالي:
جائزة دونكيشوت التي تقدمها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية لفيلم ندم regret للمخرج عبد الاله مجاني.
أما فيما يخص نتائج لجنة التحكيم الرسمية للمهرجان فكانت على الشكل التالي
جائزة التشخيص ذكور فكانت مناصفة بين الممثل يوسف برزكان وسعد موفق.
جائزة التشخيص إناث مناصفة بين حليمة بحراوي ومنال الصديقي.
جائزة أحسن إخراج عادت لفيلم «ربيع» لمخرجه زكرياء خراط.
جائزة أحسن سيناريو فهي لهونري برونو.
أما الجائزة الكبرى فقد حاز عليها فيلم «ندم» لمخرجه عبد الإله مجاني.

