أعلن أطباء الأطفال الأفارقة من مدينة الدارالبيضاء، مساء يوم الجمعة 10 يناير 2025، عن تأسيس جمعيتهم الإفريقية، وذلك خلال أشغال المؤتمر الإفريقي الأول لطب الأطفال الذي امتدت أشغاله على مدى ثلاثة أيام، والذي جرى تنظيمه تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس وبشراكة بين الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص ومؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة.
المؤتمر الذي عرف مشاركة أكثر من 500 طبيب ومختص بشكل حضوري ومتابعة حوالي ألفي شخص عن بعد، استقبلت فعالياته ممثلون للجمعية الدولية لطب الأطفال، وجمعية أطباء الأطفال الناطقين باللغة الفرنسية، وجمعية أطباء الأطفال الفرنكفونيين جنوب الصحراء، وهي عبارة عن تكتلات وائتلافات مدنية تضم عددا مهما من جمعيات طب الأطفال، إضافة إلى رؤساء جمعيات مختصة في المجال من مالي، والسينغال، وفرنسا، والغابون، وموريتانيا، وتونس، وليبيا وغيرها من دول القارة.
وأشاد المشاركون في هذا الحدث العلمي بقيمة التظاهرة وأهميتها وراهنيتها في ظل ما تعرفه دول القارة الإفريقية تحديدا من تحديات صحية، خاصة في الشق المتعلق بوفيات الأمهات والأطفال، كما شكّلت الورشات مناسبة لتقديم ومناقشة آخر الدراسات العلمية الحديثة، وهو ما اعتبره المشاركون يعتبر خطوة مهمة في إطار التكوين المستمر.
وتوقف ممثلو الجمعيات الحاضرة خلال مداخلاتهم في الجلسة الافتتاحية الرسمية للمؤتمر عند الجهود التي يبذلها المغرب لتطوير الشراكات جنوب جنوب، خاصة في المجال الصحي، حيث أعلنوا بالمناسبة إجماعهم على اختيار المغرب في شخص رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص، الدكتور سعيد عفيف، رئيسا للجمعية الإفريقية لطب الأطفال التي تم تشكيلها بالمناسبة، والتي يرى المعنيون بأنها ستعزز من التعاون في هذا المجال وستفتح آفاقا أرحب لتكوين الأطباء الشباب.
وتعليقا على هذا الأمر، أكد الدكتور عفيف في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن تأسيس هذه الجمعية واحتضان بلادنا لهذا المؤتمر، يأتي تعزيزا للجهود الدبلوماسية المدنية والموازية التي تقوم بها مختلف التنظيمات لتطوير الشراكات جنوب جنوب من موقعها تبعا للتعليمات الملكية، وللدفاع عن قضية الوحدة الترابية في مختلف المحافل، مشددا على أن المجال الصحي يعتبر أحد الرافعات الأساسية لهذا الترافع، بالنظر لكون بلادنا تقوم بدور محوري لدعم الصحة في القارة ولكونها ذلك تفتح أبواب المؤسسات لاستقبال الطلبة الأفارقة للتكوين في المجال الطبي، وهو ما يعكسه العدد المرتفع لهم ونسبتهم مقارنة بباقي الطلبة الأجانب.
وأوضح الدكتور عفيف أن تنظيم المؤتمر بالتزامن مع الذكرى 81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال تشكل فرصة لاستحضار ما قام به المغاربة ملكا وشعبا وما قدموه من تضحيات للحصول على الاستقلال، مشيرا إلى أن المرحلة اليوم تتميز باستمرار مسيرة المغرب في التطور والنماء والرقي، داخليا وخارجيا، وهو ما تشهده العديد من المجالات ومناحي الحياة اليومية، ويعكسه كذلك الدور الريادي الذي تقوم به بلادنا اليوم على صعيد القارة من خلال اعتماد الشراكات التي تقوم على مبدأ رابح رابح، وبذل كل الجهود التي من شأنها خدمة الأفارقة وإفريقيا وضمان السيادة الصحية لها.