تنا فس الأندية على اللاعب الجاهز يفتح باب التساؤل حول سياسة التكوين

ارتفعت حرارة التنافس بين الأندية المغربية على صفقات اللاعبين، وتحول الميركاتو إلى فرصة لاستعراض عضلات «القوة» المالية، والقدرة على جلب ألمع الأسماء، نزولا عند طلب و»ضغط» الجماهير التي أصبحت تدفع فرقها إلى دخول سوق الانتقالات، حتى ولو كانت لا تتوفر على رصيد مالي يكفي لتدبير تحديات الموسم.
وخلال الساعات الأخيرة، تمكن فريق الرجاء الرياضي من الظفر بخدمات الجناح السابق للجيش الملكي، آدم النفاتي، الذي سيوقع عقدا لمدة موسمين، وهي ضربة قوية للفريق العسكري، الذي فوجئ برفض اللاعب تمديد مقامه، بعدما انتهى عقده بنهاية الموسم الماضي، ليضع خدماته رهن إشارة فريق الرجاء، الذي كان قد أبدى رغبته في التعاقد معه قبل موسمين، عندما أنهى تجربة احترافية قصيرة بالخليج.
وكانت صفقة النفاتي ردا من الفريق الأخضر على الجيش الملكي، الذي خطف منه قبل أيام اللاعب السابق للمغرب التطواني يوسف عربيدي، الذي حول وجهته إلى الرباط، رغم توصله إلى اتفاق مع الرجاء.
وبانتداب النفاتي، يكون الرجاء قد تعاقد لحد الآن مع أربعة لاعبين، بعدما سبق له انتداب المدافع السابق لمولودية وجدة عبد الله خفيفي ويوسف بلعمري، اللاعب السابق للفتح الرباطي، والجنوب إفريقيا هاشم دومينغو.
وتعاقد الجيش الملكي مع عدد من اللاعبين، أبرزهم منصف بلعمري قادما من أولمبيك آسفي وأمين زحزوح وأيوب الخياطي من اتحاد تواركة والمدافع الكونغولي ميسي بيتوموسكا.
وبدوره تمكن الوداد الرياضي من إبرام ست صفقات، لعل أبرزها انتداب الجزائريين شتي ودراوي، فضلا عن منتصر الحتيمي، قادما من ترابزون سبور على سبيل الإعارة، وأسامة محروس من أولمبيك آسفي.
وكان لحتيمي قريبا من التوقع لفريق الرجاء، قبل أن تتمكن إدارة الوداد من خطفه في آخر اللحظات.
ويؤكد تهافت الأندية القوية على المستوى الوطني على اللاعب الجاهز ضعف سياستها في التكوين، حيث أصبح أبناء المدرسة يجدون صعوبة كبيرة في نيل ثقة مدرب الفريق الأول، لأن النتائج الآنية باتت رهان غالبية أندية الدوري الاحترافي الأول، وحتى بالقسم الثاني، بعدما فرض التنافس على الصعود ضرورة البحث عن اللاعب الجاهز، حتى لو كان متقدما في السن.
ورغم أن الجامعة خصصت اعتمادات مالية مهمة لدعم التكوين داخل الفرق، وأطلقت ورش المراكز الجهوية للتكوين، إلا أن الفرق مازالت تسير عكس التيار، وتسعى إلى انتداب الجاهز، على حساب المنتوج الذاتي، الذي يمكن أن تكون له آثار إيجابية، على المديين المتوسط والطويل، لأنه استثمار في المستقبل.
ومن خلال استطلاع أولي على مستوى فرق الدوري الاحترافي الأول، نجد أن فرقا معدودة على رؤوس أصابع اليد الواحدة تمنح الفرصة لأبنائها.
فالرجاء مثلا فرضت عليه الأزمة المالية الاعتماد على أبناء مركز التكوين، خلال السنوات الخمس الأخيرة، وهو ما كان مغيبا قبل ذلك، حيث لا حظ الجميع كيف تحول مركز التكوين قبل سنة 2017 إلى مكان مهجور، بسبب حالة الإهمال الكبيرة، فيما فقد أبناء مدرسة الوداد مكانتهم داخل الفريق الأول، وحتى الأسماء الواعدة التي يتم إدماجها بين الفينة الأخرى هي قادمة من أكاديمية محمد السادس.
وفي انتظار تغيير الفرق لاستراتيجيتها في التعامل مع سياسة التكوين، ندعو الجامعة إلى تفعيل دفتر التحملات، وتقنين سوق الانتقالات، من خلال تخصيص كوطة للاعبين الواعدين، وهذا بالتأكيد سيكون له فائدة حتى على مستوى المنتخبات الوطنية، التي أصبح تعتمد بالدرجة الأولى على تكوين المدارس الأوروبية وأكاديمية محمد السادس، في غياب شبه تام لأبناء الأندية.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 19/07/2023