تنصيب‭ ‬جو‭ ‬بايدن‮… ‬‭‬يوم‭ ‬استثنائي‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭‬

‭ ‬سينصب‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬وكامالا‭ ‬هاريس‭ ‬رئيسا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ونائبة‭ ‬له،‭ ‬اليوم‭ ‬الأربعاء،‭ ‬في‭ ‬عاصمة‭ ‬مقفرة‭ ‬ينتشر‭ ‬فيها‭ ‬الجيش،‭ ‬ما‭ ‬سيجعل‭ ‬يوما‭ ‬كهذا‭ ‬لا‭ ‬سابق‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الأمريكي‭.‬
فقد‭ ‬دعي‭ ‬سكان‭ ‬واشنطن‭ ‬للبقاء‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬لمتابعة‭ ‬احتفال‭ ‬تنصيب‭ ‬الرئيس‭ ‬السادس‭ ‬والأربعين‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تجنبا‭ ‬لخطر‭ ‬العدوى‭ ‬بوباء‭ ‬كوفيد‮-‬19‭.‬
وعلى‭ ‬أي‭ ‬حال،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ممكنا‭ ‬وصولهم‭ ‬إلى‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬الكابيتول‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أرجاء‭ ‬العاصمة‭ ‬المحصنة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬صدمة‭ ‬أحداث‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬مبنى‭ ‬الكابيتول‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬يناير‭.‬
والغائب‭ ‬الأكبر‭ ‬عن‭ ‬مراسم‭ ‬التنصيب‭ ‬سيكون‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايته‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭. ‬عندما‭ ‬يؤدي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬القسم،‭ ‬سيكون‭ ‬قد‭ ‬غادر‭ ‬واشنطن،‭ ‬محطما‭ ‬تقليد‭ ‬نقل‭ ‬السلطة‭ ‬بشكل‭ ‬هادئ‭ ‬ولائق‭.‬
سيكون‭ ‬الملياردير‭ ‬الجمهوري‭ ‬موجودا‭ ‬حتما‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬مارالاغو‭ ‬الذي‭ ‬يملكه‭ ‬في‭ ‬فلوريدا‭ ‬عندما‭ ‬يدخل‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬المدرج‭ ‬المؤقت‭ ‬الذي‭ ‬يشيد‭ ‬كل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬درجات‭ ‬الكابيتول‭ ‬ظهرا،‭ ‬وهو‭ ‬يخطط‭ ‬لمغادرة‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬اليوم‭.‬
وقال‭ ‬ترامب‭ ‬باقتضاب‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬تغريداته‭ ‬الأخيرة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يحظر‭ “‬تويتر‭” ‬حساباته‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‭ “‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الذين‭ ‬يسألون،‭ ‬لن‭ ‬أحضر‭ ‬مراسم‭ ‬التنصيب‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬يناير‭”.‬
ودونالد‭ ‬ترامب‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬منذ‭ ‬أندرو‭ ‬جونسون‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1869‭ ‬يرفض‭ ‬حضور‭ ‬أداء‭ ‬اليمين‭ ‬لخلفه‭.‬
وبموجب‭ ‬التقاليد،‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يرحب‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايته‭ ‬والسيدة‭ ‬الأولى‭ ‬بالزوج‭ ‬الرئاسي‭ ‬الجديد‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬التنصيب‭ ‬ثم‭ ‬يذهبون‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬مبنى‭ ‬الكابيتول‭.‬
كما‭ ‬أن‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬أصبح‭ ‬منذ‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬شنه‭ ‬أنصاره‭ ‬على‭ ‬مبنى‭ ‬الكونغرس‭ ‬رئيسا‭ ‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬وهي‭ ‬مدينة‭ ‬معادية‭ ‬له‭ ‬بشدة‭.‬
لكن‭ ‬نائبه‭ ‬مايك‭ ‬بنس،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬قطيعة‭ ‬مع‭ ‬الرئيس،‭ ‬سيكون‭ ‬حاضرا‭.‬
ومنذ‭ “‬التمرد‭”‬،‭ ‬كما‭ ‬وصفه‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬ضد‭ ‬الكونغرس،‭ ‬رمز‭ ‬الديموقراطية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬تحولت‭ ‬العاصمة‭ ‬الفدرالية‭ ‬إلى‭ ‬معسكر‭ ‬حصين‭.‬
يقوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬عنصر‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬الوطني‭ ‬وجنود‭ ‬الاحتياط‭ ‬بدوريات‭ ‬مسلحة‮.‬‭ ‬فيما‭ ‬وضعت‭ ‬حواجز‭ ‬وكتل‭ ‬إسمنتية‭ ‬لحماية‭ ‬مبان‭ ‬مثل‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬ومبنى‭ ‬الكابيتول‭ ‬أو‭ ‬لإغلاق‭ ‬طرق‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭.‬
وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬قدامى‭ ‬المحاربين‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬يبدو‭ ‬وسط‭ ‬المدينة‭ ‬مثل‭ ‬المنطقة‭ ‬الخضراء‭ ‬في‭ ‬بغداد‭.‬
كذلك،‭ ‬ستغلق‭ “‬ناشونال‭ ‬مول‭”‬،‭ ‬وهي‭ ‬باحة‭ ‬ضخمة‭ ‬تمتد‭ ‬من‭ ‬نصب‭ ‬لنكولن‭ ‬إلى‭ ‬مبنى‭ ‬الكابيتول،‭ ‬أمام‭ ‬الجمهور‮.‬‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يتجمع‭ ‬فيه‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأمريكيين‭ ‬تقليديا‭ ‬لتحية‭ ‬رئيسهم‭ ‬الجديد‭.‬
وبدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬سترفع‭ ‬رايات‭ ‬ولافتات‭ ‬يقارب‭ ‬عددها‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬تمثل‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬الحضور‭.‬
وضاعفت‭ ‬الشرطة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تحذيراتها‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬التهديد‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬المسلحة‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬فعلي‭.‬ وستكون‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬استعدادها‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬التاريخي‭.‬
وكان‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬خطط‭ ‬لمراسم‭ ‬تنصيب‭ ‬افتراضية‭ ‬لمنع‭ ‬الحدث‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬بؤرة‭ ‬لانتقال‭ ‬عدوى‭ ‬كوفيد‮-‬19‭.‬.
ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬ولايته،‭ ‬يريد‭ ‬بايدن‭ ‬إظهار‭ ‬اختلافه‭ ‬عن‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الذي‭ ‬يرفض‭ ‬أنصاره‭ ‬وضع‭ ‬الكمامات‭ ‬ومعظم‭ ‬الإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬ضد‭ ‬الوباء‭.‬
لذلك،‭ ‬سيكون‭ ‬حدث‭ ‬التنصيب‭ ‬تلفزيونيا‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭. ‬وبعد‭ ‬أداء‭ ‬اليمين،‭ ‬سيلقي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬خطاب‭ ‬التنصيب‭ ‬التقليدي‭ ‬الذي‭ ‬سيؤكد‭ ‬فيه‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المصالحة‭ ‬بين‭ ‬الأمريكيين‭.‬
وستؤدي‭ ‬نجمة‭ ‬موسيقى‭ ‬البوب‭ ‬ليدي‭ ‬غاغا‭ ‬النشيد‭ ‬الوطني‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ “‬ستار-بانغلد‭ ‬بانر‭” ‬وستؤدي‭ ‬جينيفر‭ ‬لوبيز‭ ‬كذلك‭ ‬عرضا‭ ‬موسيقيا‭.‬
وبعد‭ ‬الظهر،‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬إكليلا‭ ‬من‭ ‬الزهور‭ ‬على‭ ‬قبر‭ ‬الجندي‭ ‬المجهول‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬أرلينغتون‭ ‬برفقة‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬أسلافه‭ ‬وزوجاتهم‭: ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬ولورا‭ ‬بوش‭ ‬وبيل‭ ‬وهيلاري‭ ‬كلينتون‭ ‬وباراك‭ ‬وميشيل‭ ‬أوباما‭.‬
وفي‭ ‬طريق‭ ‬العودة،‭ ‬سيتوقف‭ ‬موكب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السادس‭ ‬والأربعين‭ ‬على‭ ‬بضع‭ ‬مئات‭ ‬الأمتار‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬وسيمكن‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬السير‭ ‬إلى‭ ‬مقر‭ ‬إقامته‭ ‬الجديد‭.‬
ويمكنه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يعلن‭ ‬عن‭ ‬قراراته‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأولى‭ ‬والتي‭ ‬قدم‭ ‬لمحة‭ ‬عامة‭ ‬عنها‭ ‬مع‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المراسيم‭ ‬لإعطاء‭ ‬إدارته‭ ‬زخما‭.‬
وبدلا‭ ‬من‭ ‬الحفلات‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الزوجان‭ ‬الرئاسيان‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬ستكون‭ ‬الأمسية‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬التلفزيون‭ ‬مع‭ ‬عرض‭ ‬خاص‭ ‬يستضيفه‭ ‬الممثل‭ ‬توم‭ ‬هانكس‭ ‬وسيتخلله‭ ‬خطاب‭ ‬لجو‭ ‬بايدن‭ ‬وكامالا‭ ‬هاريس‭.‬

كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬على‭ ‬عتبة
‭ ‬دخول‭ ‬التاريخ‭ ‬

تدخل‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬تاريخ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأربعاء‭ ‬عندما‭ ‬تصبح‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬وأول‭ ‬شخص‭ ‬أسود‭ ‬يتولى‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وهو‭ ‬منصب‭ ‬يتوج‭ ‬مسيرة‭ ‬غير‭ ‬اعتيادية‭ ‬لهذه‭ ‬المرأة‭ ‬المتحدرة‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬مهاجرين‭.‬
في‭ ‬سن‭ ‬السادسة‭ ‬والخمسين،‭ ‬سمحت‭ ‬ممثلة‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬لجو‭ ‬بايدن‭( ‬78‭ ‬عاما‭) ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شبابها‭ ‬وحيويتها‭ ‬باستقطاب‭ ‬أصوات‭ ‬ناخبين‭ ‬كانوا‭ ‬يتعطشون‭ ‬إلى‭ ‬تمثيل‭ ‬أفضل‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬هرم‭ ‬السلطة‭.‬
وأكد‭ ‬بعض‭ ‬الناخبين‭ ‬حتى‭ ‬أنهم‭ ‬يصوتون‭ ‬لصالح‭ ‬ابنة‭ ‬المهاجر‭ ‬الجامايكي‭ ‬والأم‭ ‬الهندية‭ ‬وليس‭ ‬لجو‭ ‬بايدن‭ ‬المخضرم‭ ‬في‭ ‬السياسة‭.‬
وارتدت‭ ‬هاريس‭ ‬الأبيض‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬المناديات‭ ‬بحق‭ ‬تصويت‭ ‬النساء،‭ ‬عندما‭ ‬ألقت‭ ‬كلمة‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬مشيدة‭ ‬بوالدتها‭ ‬وكل‭ ‬اللواتي‭ “‬ضحين‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المساواة‭ ‬والحرية‭ ‬والعدالة‭ ‬للجميع‭”.‬
وأضافت‭ “‬أفكر‭ ‬فيها‭ ‬وفي‭ ‬أجيال‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬السوداوات‭ ‬والاسيويات‭ ‬والبيضاوات‭ ‬ومن‭ ‬أصول‭ ‬أمريكية‭ ‬لاتينية‭ ‬وهندية‭ ‬اللواتي‭ ‬مهدن‭ ‬الطريق‭”.‬
وأشادت‭ ‬ب‭”‬جرأة‭” ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬اختيارها‭ ‬ووعدت‭ “‬إن‭ ‬كنت‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬تتولى‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬لن‭ ‬أكون‭ ‬الأخيرة‮.‬‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬طفلة‭ ‬صغيرة‭ ‬تشاهدنا‭ ‬هذا‭ ‬المساء‭ ‬تدرك‭ ‬أننا‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬فيه‭ ‬ممكن‭”.‬
وخلال‭ ‬الحملة،‭ ‬دعت‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬إلى‭ ‬تعبئة‭ ‬تاريخية‭ ‬للنساء‭ ‬والأقليات‭ ‬عبر‭ ‬التنديد‭ ‬بمحاولات‭ ‬عرقلة‭ ‬الاقتراع‭ ‬في‭ ‬ولايات‭ ‬تضم‭ ‬غالبية‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين‭.‬

وتساءلت‭ ‬في‭ ‬جورجيا‭ ‬إحدى‭ ‬الولايات‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ “‬لماذا‭ ‬تظنون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬النفوذ‭ ‬يحاولون‭ ‬منعكم‭ ‬من‭ ‬التصويت‮..‬‭ ‬لأنهم‭ ‬يدركون‭ ‬قوتكم‭”.‬
وبعد‭ ‬موجة‭ ‬الغضب‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬ضد‭ ‬العنصرية‭ ‬وعنف‭ ‬الشرطة‭ ‬وعدت‭ ‬بأنها‭ ‬ستعمل‭ ‬مع‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ “‬القضاء‭” ‬على‭ ‬كل‭ ‬مكامن‭ ‬الظلم‭.‬
قامت‭ ‬وهي‭ ‬تضع‭ ‬الكمامة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬وتلتزم‭ ‬باجراءات‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مثل‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬بحملة‭ ‬أكثر‭ ‬نشاطا‭ ‬منه‭ ‬فرقصت‭ ‬أثناء‭ ‬جولاتها‭ ‬الانتخابية‭ ‬أو‭ ‬التقت‭ ‬زبائن‭ ‬في‭ ‬مقاه،‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق‭ ‬بسبب‭ ‬انتشار‭ ‬الوباء‭.‬
قامت‭ ‬هاريس‭ ‬بمسيرة‭ ‬مهنية‭ ‬لامعة‭ ‬تنطبق‭ ‬عليها‭ ‬مواصفات‭ ‬الحلم‭ ‬الأمريكي‭ ‬رغم‭ ‬فصول‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل،‭ ‬وكانت‭ ‬تحلم‭ ‬بأن‭ ‬تصبح‭ ‬أول‭ ‬رئيسة‭ ‬سوداء‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭.‬ وتدخل‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬نائبة‭ ‬للرئيس‭ ‬لكن‭ ‬بدون‭ ‬شك‭ ‬تتطلع‭ ‬إلى‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬العام‭ ‬2024‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬تحقيق‭ ‬الاختراق‭ ‬المطلق‭ ‬بوصول‭ ‬امرأة‭ ‬رئيسة‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬
وكامالا‭ ‬هاريس‭ ‬كانت‭ ‬رائدة‭ ‬خلال‭ ‬مسيرتها‭ ‬المهنية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭.‬
ولدت‭ ‬هاريس‭ ‬في‭ ‬20أكتوبر‭ ‬1964‭ ‬في‭ ‬اوكلاند‭ ‬بولاية‭ ‬كاليفورنيا‭.‬
كان‭ ‬والدها‭ ‬دونالد‭ ‬هاريس‭ ‬أستاذا‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ووالدتها‭ ‬شيامالا‭ ‬غوبالان‭ ‬باحثة‭ ‬في‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي،‭ ‬وانفصل‭ ‬والداها‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬هاريس‭ ‬في‭ ‬الخامسة‭ ‬تقريبا‮.‬‭ ‬فربتها‭ ‬مع‭ ‬شقيقتها‭ ‬مايا‭ ‬والدتها‭ ‬التي‭ ‬توفيت‭ ‬في‭‬2009‭ ‬.
نالت‭ ‬هاريس‭ ‬درجة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬هاورد‭ ‬إحدى‭ ‬جامعات‭ ‬السود‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬واشنطن‮.‬‭ ‬وهي‭ ‬عضو‭ ‬في‭ “‬ألفا‭ ‬كابا‭ ‬ألفا‭” ‬أقدم‭ ‬نوادي‭ ‬الخريجات‭ ‬الأمريكيات‭ ‬السود‭.‬
درست‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬هايستينغز‭ ‬بجامعة‭ ‬كاليفورنيا،‭ ‬وأصبحت‭ ‬مدعية‭ ‬وشغلت‭ ‬منصب‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬لسان‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬لولايتين.
انتخبت‭ ‬مدعية‭ ‬عامة‭ ‬لكاليفورنيا‭ ‬في‭ ‬2010‭ ‬وأعيد‭ ‬انتخابها‭ ‬في‭ ‬2014،‭‬وفي‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭ ‬تزوجت‭ ‬دوغلاس‭ ‬إيمهوف‭ ‬وهو‭ ‬محام‭ ‬لديه‭ ‬ولدان‭ ‬من‭ ‬زواج‭ ‬سابق‭.‬
وعندما‭ ‬كانت‭ ‬مدعية‭ ‬عامة‭ ‬أقامت‭ ‬هاريس‭ ‬علاقة‭ ‬عمل‭ ‬مع‭ ‬بو‭ ‬بايدن‭ ‬النجل‭ ‬الراحل‭ ‬لبايدن،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتولى‭ ‬المنصب‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬ديلاوير‭. ‬وتوفي‭ ‬بو‭ ‬بايدن‭ ‬بالسرطان‭ ‬العام‭‬2015‭ ‬.
وبصفتها‭ ‬نائبة‭ ‬للرئيس،‭ ‬لن‭ ‬تبتعد‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬إذ‭ ‬أنها‭ ‬بموجب‭ ‬الدستور‭ ‬تملك‭ ‬صلاحية‭ ‬ترجيح‭ ‬كفة‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تعادل‭ ‬الأصوات‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬50‭ ‬عضوا‭ ‬جمهوريا‭ ‬وخمسين‭ ‬ديموقراطيا‭.‬
في‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬استخدمت‭ ‬مهارتها‭ ‬وأسلوبها‭ ‬الصارم‭ ‬في‭ ‬الاستجواب‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مرشحي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭.‬
خلال‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬للديموقراطيين‭ ‬تواجهت‭ ‬مع‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬احدى‭ ‬المناظرات،‭ ‬منددة‭ ‬بمعارضة‭ ‬السناتور‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬السبعينيات‭ ‬لبرامج‭ ‬نقل‭ ‬التلاميذ‭ ‬والاختلاط‭ ‬في‭ ‬الحافلات‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬المدارس‭.‬
وقالت‭ “‬كان‭ ‬هناك‭ ‬فتاة‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الصف‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬شمله‭ ‬الاختلاط‭ ‬في‭ ‬مدرستها،‭ ‬وكانت‭ ‬تنقل‭ ‬بالحافلة‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬كل‭ ‬يوم‭” ‬مضيفة‭ “‬تلك‭ ‬الفتاة‭ ‬الصغيرة‭ ‬هي‭ ‬أنا‭”.‬
وأتاح‭ ‬لها‭ ‬ذلك‭ ‬إحراز‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬لكن‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة‭.‬ وانسحبت‭ ‬من‭ ‬السباق‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2019‭ ‬ وأعلنت‭ ‬تأييدها‭ ‬لبايدن‭.‬
ورغم‭ ‬حدة‭ ‬المناظرة،‭ ‬أوضح‭ ‬بايدن‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يكن‭ ‬أي‭ ‬ضغينة‭ ‬لهاريس‭ ‬ووصفها‭ ‬بأنها‭ ‬تتمتع‭ “‬بذكاء‭ ‬من‭ ‬الصف‭ ‬الأول،‭ ‬ومرشحة‭ ‬من‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬ومنافسة‭ ‬حقيقية‭”.‬ وقد‭ ‬اختارها‭ ‬بايدن‭ ‬لمنصب‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬حملته‭ ‬بسبب‭ ‬تجاربها‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬التشريعية‭ ‬والقضائية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬وقربها‭ ‬من‭ ‬نجله‭ ‬بو‭.‬ ويعول‭ ‬بايدن‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬صورتها‭ ‬كامرأة‭ ‬عصرية‭ ‬فخورة‭ ‬بعائلتها‭ ‬المختلطة‭.‬
لكن‭ ‬ماضيها‭ ‬كمدعية‭ ‬عامة‭ ‬يلقي‭ ‬أيضا‭ ‬بثقله‭ ‬على‭ ‬مسيرتها‭.‬ ويأخذ‭ ‬عليها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬السود‭ ‬والتقدميين‭ ‬سمعتها‭ ‬كمدعية‭ ‬قاسية‭ ‬خصوصا‭ ‬عبر‭ ‬إصدارها‭ ‬عقوبات‭ ‬شديدة‭ ‬على‭ ‬مرتكبي‭ ‬جنح‭ ‬صغيرة،‭ ‬أثرت‭ ‬خصوصا‭ ‬على‭ ‬الأقليات‭.‬
في‭ ‬مواجهة‭ ‬مايك‭ ‬بنس‭ ‬في‭ ‬المناظرة‭ ‬الوحيدة‭ ‬بينهما،‭ ‬هاجمت‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬إدارة‭ ‬السلطة‭ ‬لأزمة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬ووصفتها‭ ‬بانها‭ “‬أكبر‭ ‬فشل‭ ‬لأي‭ ‬إدارة‭ ‬رئاسية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭” ‬البلاد‭.‬
وفي‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬وصفها‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬بأنها‭ “‬وحش‭ ‬لا‭ ‬يتفوه‭ ‬إلا‭ ‬بأكاذيب‭”.‬


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 20/01/2021