أمام تغول المافيات عبر سواحل شمال المملكة
بعد اختراق مافيا الهجرة السرية الكبير للسواحل المغربية الشمالية، شددت المصالح الأمنية من إجراءاتها لمراقبة وضبط الاتجار بالبشر عبر البحر وبوسائل جد متقدمة، منها قوارب «الفونتوم» المتطورة، كما دخلت القوات المسلحة الملكية على الخط ومعها الدرك البحري، حيث أوردت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية في بلاغ رسمي لها صدر الأحد، أن عناصرها تمكنت، بتعاون مع الدرك الملكي، من إحباط محاولة للهجرة السرية انطلاقا من شاطئ مارتيل.
وكشف البلاغ أن وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية تنشط على مستوى السواحل المتوسطية تعقبت ليلة الجمعة والسبت قاربا كان منطلقا بسرعة فائقة محاولا الوصول إلى شاطئ مرتيل لنقل مرشحين للهجرة السرية، مضيفة أن التنسيق بين هذه الوحدة وزورقين سريعين تابعين للدرك الملكي أجبر القارب على الفرار إلى عرض البحر، مشيرا إلى أن أيا من المرشحين للهجرة السرية لم يتمكن من امتطاء القارب.
وانتشرت في الفضاء الأزرق صور وفيديوهات لم يتم التأكد من صحتها تظهر عددا من الرجال والنساء والأطفال ينتظرون بشاطئ مارتيل وصول زورق «فونطوم» قصد نقلهم مجانا لأوروبا، وهو المركب الذي طاردته المصالح العسكرية والدركية.
وكشفت مصادر حقوقية من المنطقة الشمالية للمملكة أن جميع السلطات الأمنية والسلطات الترابية، تعمل على نشر العشرات من الحواجز الأمنية في مداخل مدن الشمال لمنع تدفق الشباب المغاربة الراغبين في الهجرة نحو أوروبا وكذا مطاردة الأفارقة الذين يسعون لنفس الغرض، وكشفت نفس المصادر «قيام السلطات الأمنية بحملات توقيف لعشرات الشباب في مداخل المدن السياحية الشمالية والتأكد من هوياتهم وإلزام الشباب القادم من مدن الداخل بالعودة إلى مدنهم الأصلية، حيث أن مدن الشمال تعرف توافد المئات من الشباب المغاربة الحالم بالهجرة»، كما أفادت مصادر متطابقة للجريدة بإمكانية العثور على جثث عدد من الحالمين بالهجرة والذين يمكن أن يكونوا قد هلكوا غرقا على مدى الأيام الفارطة.
وكشفت الحكومة المغربية أنه جرى إحباط 7 آلاف و200 محاولة للهجرة في صفوف المغاربة مع نهاية غشت 2018، بالمقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2017 التي جرى فيها إحباط ما مجموعه 8 آلاف و100 محاولة، وبلغ عدد محاولات الهجرة المحبطة 39 ألف حالة، فيما بلغت مع نهاية الشهر ذاته من العام الجاري 54 ألف حالة، وفقا للأرقام الصادرة عن الناطق الرسمي باسم الحكومة.
ويثير انتشار الهجرة بهذه الطريقة الاستعراضية رسائل مشفرة، عن الجهات التي ترعاها وإمكانية تورط دول الجوار في العملية، خاصة أن الهجرة الإفريقية تأتي في جزء منها من الجزائر عبر الحدود المغلقة في وجه المواطنين، من طرف سلطات قصر المرادية.