تعيش مدينة المحمدية، «مدينة الزهور»، على وقع ورش تنموي مفتوح، مع انطلاق عدة مشاريع كبرى تهدف إلى إعادة تهيئة بنيتها التحتية وتحديث معالمها الحضرية، استعدادا لاستقبال تظاهرات قارية وعالمية مرتقبة.
من بين هذه المشاريع الكبرى، تبرز أشغال تهيئة شارع الحسن الثاني، وشارع المقاومة، وشارع محمد السادس، وهي أوراش حيوية من شأنها أن تعيد رسم وجه المدينة وتعزز من جاذبيتها الاقتصادية والسياحية. غير أن طموحات ساكنة المحمدية تتجاوز تحسين الطرقات وتجميل الواجهات، فمع تنامي الوعي البيئي والحاجة الملحة لوسائل نقل عصرية ومستدامة، يتجدد حلم إنشاء خط ترامواي بتصميم مغربي حديث (مثل الرباط والدار البيضاء) ويعتمد شكلا إبداعيا مميزا خاصا بالمحمدية يربط مختلف أحياء المدينة ويؤمن تنقل المواطنين بطريقة مريحة، نظيفة وصديقة للبيئة.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية استغلال هذه الأشغال الجارية لتأسيس البنية التحتية اللازمة لمشروع الترامواي، بما يحقق عدة أهداف استراتيجية في آن واحد تتوزع ما بين الحفاظ على جمالية المدينة وتقليل الضغط المروري، تشجيع النقل العمومي والحد من التلوث الناجم عن السيارات الخاصة، وترشيد النفقات عبر الاستفادة من تزامن أشغال التهيئة مع مد الشبكات الأساسية، إضافة إلى مواكبة الطفرة العمرانية وجعل المحمدية أكثر تنافسية كمدينة حديثة ومتكاملة.
إن الرهان على الترامواي لا يشكل فقط خطوة نحو تطوير النقل الحضري، بل يعكس رؤية أوسع نحو مدينة ذكية ومزدهرة، تُعانق التنمية المستدامة وتحترم بيئتها الطبيعية. فهل يتحول حلم ساكنة «مدينة الزهور» إلى واقع قريب… مع بداية العد التنازلي نحو مغرب حديث ومتجدد؟
تهيئة مدينة المحمدية وحلم ركوب الترامواي

الكاتب : الحسين غوات
بتاريخ : 30/04/2025