كشكول فني فيلمي متنوع ، كان هو طبق العروض لمساء اول امس الثلاثاء بسينما « روكسي» بطنجة، التي يبدو أنها بدأت تستقطب أكثر فاكثر من المتفرجين، مما كان عليه الحال في السابق..
أربعة افلام كانت في الموعد ، ابانت جميعها مرة اخرى عن أن اليد المبدعة المغربية على مستوى التقنية في السينما بدأت تنضج، وتفرز منتوجا لائقا وتنافسيا.. على الاقل على المستوى الإقليمي أو القاري، إن لم نقل الدولي، خاصة بالنسبة للشباب خريجي المعاهد العليا في المجال السمعي – البصري الذين بدأوا» يتشربون» الصنعة.. مثلما ابانت هاته الافلام كسابقاتها التي عرضت خلال هاته الدورة لحد اللحظة، وحسب قناعات العديد من المتتبعين، أنها تحتاج الكثير و الكثير في مجال كتابة السيناريو خاصة، ذلك هناك أفكار، وهناك مقومات الصناعة السينمائية في حدودها الدنيا ، لكن يعوقها كيفية التناول و المقاربة..
على هذا الاساس كان موعد المهرجانيين الثلاثاء بداية مع الفيلم القصير « مرشحون للانتحار» (19 دقيقة ) للمخرج حمزة عاطفي ، سيناريو حمزة عاطفي و تشخيص كل غالية بنعزاوية، زكريا عاطفي، كنزة صلاح الدين، سناء فاضل، شامة أوتابيحت و حمزة الفاضلي طرح فيه المخرج أنه « في كل سنة كالمعتاد، تمنح الدولة 5 في المئة من ساكنتها فرصة التضحية من أجل المصلحة العامة، في كل مدينة توجد بناية تدعى دار التضحية، تستقبل المرشحين للانتحار. العربي خزوز رجل مهمش يائس يقدم نفسه للتضحية..»
الفيلم الثاني من هذا الصنف كان هو فيلم « الزنزانة» ( 20 دقيقة ) للمخرج ربيع الجوهري، الذي سبق له المشاركة السنة الماضية في مسابقة الفيلم الطويل بشريط» رقصة الرتيلاء» ، وقد كتب سيناريو فيلم «الزنزانة»الفلسطيني محمود ماضين وقام بتشخيصه صباح بنشويخ ،و استعرض فيه الجوهري أنه في زنزانة غريبة تتظاهر فتاة بالنوم في كل مرة يدخل فيها سجانها. عندما رسمت علامات على الحائط سمعت الصوت نفسه قادما من الخلف، دهشتها ستكون كبيرة عندما نجحت في إحداث تقب في الجدار..
الشريط السينمائي الطويل الاول في البرمجة كان عبارة فيلم وثائقي تحت عنوان «حياة مجاورة للموت» ( 96 دقيقة ) مخرج لحسن مجيد ن سيناريو عبد الواحد المهتاني و تشخيص كل من سعاد بوماضا،احمد وكاري، ابتسام النصي وحميد اغراس، و تناول فيه مجيد سيرة المقاومة بالمناطق الجنوبية للمملكة وسياقات المخطط الاستعماري لخلق دويلة في الصحراء المغربية، حيث « يستحضر فيه الإطار العام لاحتلال الصحراء المغربية من طرف الاستعمار الإسباني سنة 1884، مع الإشارة لأهم معارك المقاومة المغربية الصحراوية منذ 1913 ونضالات جيش التحرير بالجنوب، وخطاب جلالة المغفور له محمد الخامس بمحاميد الغزلان كان بمثابة تحذير مغربي موجه لفرنسا، التي كانت قد شرعت في تأسيس «المنظمة المشتركة للأقاليم الصحراوية»، بهدف تأسيس دولة لبدو الصحراء في شمال أفريقيا تكون عاصمتها تندوف.»
كما يكشف الفيلم من خلال وثائق نادرة وغير منشورة تنسب لبعض الديبلوماسيين الاسبان تكشف عن محاولة إسبانيا في الستينيات من القرن الماضي وضع نواة لدولة صحراوية منفصلة عن المغرب خلال سنة 1967، وهي الفكرة التي تلقفتها الجزائر لتبني حولها سياستها ضد الوحدة الترابية للمغرب، و تأسيس «البوليساريو» وملابسات العلاقة مع ليبيا وتطور الفكر الانفصالي ليخلص إلى أن صلب النزاع كان ولا يزال مع النظام الجزائري، الذي هيأ لبناء المخيمات سنة 1974، لينتقل اعتمادا على الدعم اللوجستيكي لجبهة «البوليساريو» إلى سن سياسة التهجير القسري والاختطافات، منذ تنظيم المسيرة الخضراء وإلى نهاية الثمانينيات.
الفيلم الاخير في البرمجة اليومية للمهرجان على مستوى المسابقة الرسمية كان هو شريط السينمائي الطويل « عاشوراء « ( 92 دقيقة ) للمخرج طلال السلهامي، وهو الثاني في تجربته الإخراجية ، وقد كتب سيناريو الفيلم كل من طلال السلهامي، جواد لحلو و ديفيد فيلمان. يتناول فيه قصة اربعة اطفال يلعبون لعبة تخويف بعضهم البعضن يتوجهون إلى منزل يقال عليه إنه ملعون، فيختفي أحدهم في ظروف غامضة. سيتناسي الناجون الثلاثة ذكرى ما كان يمكن ان يحدث حتى عاد سمير بعد 25 سنة، حينها بات يتعين على المجموعة أن تلتف مجددا لمواجهة ذكريات الماضي..
توثيق، عاطفة، رعب و بسيكودراما .. في عروض اليوم الرابع من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة
الكاتب : طنجة: جمال الملحاني
بتاريخ : 07/03/2019