بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، وقعت شركة «فيوليا» والمملكة المغربية بروتوكول اتفاق لإقامة شراكة استراتيجية تهدف إلى تطوير مشروع لتحلية مياه البحر سيكون الأكبر في إفريقيا والثاني على مستوى العالم.
تم توقيع هذا البرتوكول اتفاق بشأن هذا المشروع الضخم، يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024 بالرباط، بين كل من وزير الداخلية، عبد الواحد لفتيت، والمديرة العامة للشركة الفرنسية، إستيل براشليانوف.
وينص هذا البرتوكول على إنشاء «فيوليا للبيئة» لمحطة لتحلية مياه البحر بالرباط بطاقة 822 ألف متر مكعب في اليوم من الماء الصالح للشرب، بالتكلفة الأكثر تنافسية للمتر المكعب من الماء الصالح للشرب، وبإمدادات طاقة كهربائية ناتجة، بالأساس، من الطاقات المتجددة.
كما يتعهد الطرفان، بموجب هذه الشراكة، بالعمل، بشكل مشترك، من أجل تنفيذ المشروع على أساس المبادئ المبينة بمقتضى بروتوكول الاتفاق، وسيسعيان إلى الاقتراب من السعر الكامل البالغ 4,5 درهم للمتر المكعب دون احتساب الرسوم.
يهدف المشروع إلى تأمين إمدادات المياه الصالحة للشرب للمناطق الأكثر تأثرًا بالجفاف في المملكة.
وسيتم إطلاق المشروع لشركة «فيوليا» بالقرب من العاصمة الرباط على الساحل الأطلسي كجزء من شراكة بين القطاعين العام والخاص.
ستتولى «فيوليا» مسؤولية بناء وتمويل وتشغيل محطة لتحلية مياه البحر لمدة 35 عامًا، بطاقة إنتاجية تصل إلى 822,000 متر مكعب من المياه الصالحة للشرب يوميًا، أو ما يعادل 300 مليون متر مكعب سنويًا. وستُخصص هذه المياه لتلبية احتياجات مناطق الرباط-سلا-القنيطرة وفاس-مكناس، لتغطية متطلبات حوالي 9.3 مليون نسمة.
وتندرج هذه المبادرة في إطار الاستراتيجية الوطنية المغربية للطاقة التي أطلقها الملك محمد السادس، والتي تهدف إلى تعزيز أمن إمدادات المياه والتصدي للتحديات التي يفرضها التغير المناخي.
وأوضحت الشركة أنها ستقدم «أفضل خبراتها في مجال تحلية المياه لتطوير محطة تتميز بأعلى معايير الكفاءة والابتكار والحفاظ على البيئة. كما ستساهم خبرتها التشغيلية في ضمان الأداء العالي للمحطة مع موازنة التكاليف الاستثمارية والتشغيلية، مما يضمن سعرًا تنافسيًا للمياه على مدى دورة حياة المحطة.
ستتمكن المحطة أيضًا من الاستفادة من الكهرباء الخالية من الكربون، والتي سيتم إنتاجها بشكل أساسي من مصادر متجددة».
وقالت إستل براشلينوف، المديرة العامة لفيوليا «بعد شراكة طويلة الأمد، نحن فخورون بأن نكتب هذه الصفحة الجديدة إلى جانب المملكة المغربية والشعب المغربي لمواجهة التحديات البيئية والمائية. ندرك تمامًا حجم التحديات ونفتخر بالمساهمة في هذا المشروع الكبير الذي سيعزز صمود المغرب في مواجهة أزمة المياه. سنقدم أفضل ما لدينا من خبرات دولية ووجود طويل في المنطقة لخدمة المملكة من أجل مشروع يتميز بالأداء والاستدامة»..