توقيع كتاب «الرواية البوليسية، التأصيل والتحول» بالمحمدية

 

عرف فضاء 5 أكتوبر بالمحمدية يوم الجمعة 28 يونيو 2024 في الساعة السادسة والنصف مساء، لقاء حول الرواية البوليسية تمحور حول كتاب للناقد محمد الكرون موسوم ب «الرواية البوليسية، التأصيل والتحول»، نظمه الاتحاد المغربي للثقافات المحلية بتنسيق مع مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم فرع المحمدية، حيث حضر في التقديم الأستاذ عبد الإله رابحي فيما قدم قراءة كل من الروائي عبد الإله الحمدوشي والكاتب والناقد مصطفى الغتيري، قراءة في الكتاب.
بعد تقديم المتدخلين والتعريف بمنجزاتهما وطرح أسئلة تتعلق بالتجنيس وموقع الرواية من الأدب بشكل عام، تناول الكلمة عبد الإله الحمدوشي، ليتحدث عن ظروف وبداية اهتمامه بالرواية، باعتباره من الأوائل الذين اشتغلوا على هذا المشروع، متطرقا لكيفية تحول بعض الروايات إلى سيناريوهات سينمائية وأفلام تلفزية على سبيل المثال لا الحصر، «الرهان الأخير» و»الحوت الأعمى…» كما تحدث الحمدوشي عن علاقته بالروائي المختص بعلم الإجرام الراحل الميلودي الحمدوشي الملقب ب «كلومبو»، وعن لقائهما لتكون بداية لكتابة روايات ثنائية مثل «القديسة جانجاه…» وغيرها.و أشار الحمدوشي إلى اهتمام النقاد ودور النشر برواياته لتتم ترجمتها بعد ذلك للغة الإنجليزية ودخولها للحرم الجامعي بأمريكا، وفي الأخير أشاد بالكتاب النقدي للمحتفى به على أساس أنه أول تجربة في مجال نقد الرواية البوليسية، وجرد تاريخها رغم قلة وصعوبة المراجع المتعلقة بها خاصة في المغرب أو في العالم العربي.
الأستاذ مصطفى الغتيري دراسة مركزة وماتعة حول كتاب المحتفى به، وحول نوعية المنهجية التي سلكها المؤلف لتحليل الروايات البوليسية. أما في ما يخص مرحلة التأصيل فقد أضاف الغتيري أن هذا الكتاب أشار إلى بداياتها في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما التأصيل الفعلي لجنس الرواية البوليسية تم في إنجلترا على يد مبدعين رواد مثل (شارلك هولمز وأغاثا كريستي ودوروثي سايرز).
وفي نهاية مداخلته، أشار الغتيري إلى أن مرحلة الرواية البوليسية السوداء ظهرت خلال عشرينيات القرن العشرين على يد روائيين أمريكيين، وهما (دتشيل هاميت ورايموند شاندلر) حيث اختار هذا النوع من الرواية أن ينهل من معين الأحداث الاجتماعية ومن عالم العصابات وانحراف الشباب والصراع السياسي.
أما في ما يخص المحكي البوليسي العربي، فقد أشار الكاتب محمد الكرون الى أنه عرف بعض المحاولات لإبداع نصوص في جنس الرواية البوليسية، لكن لم تصل في نظر الكاتب، على مستوى التخييل والسرد البوليسي، إلى مرتبة الاحترافية والقصدية في إبداع نمط حكائي بوليسي وتطويعه للنبش في إشكالات الواقع العربي التي أرجعها محمد الكرون إلى غياب الديمقراطية وحرية التعبير والانغماس في التحديث بدل اعتناق الحداثة، ثم ضعف ثقافة الروائيين بآليات التحري وتهميش النقاد للمحكي البوليسي.


الكاتب : شفيق الزكاري

  

بتاريخ : 01/07/2024