قرر مجلس جماعة بني ملال فسخ عقدة كراء سينما فوكس بعد أن توقفت أشغال إعادة تهييئها، إذ تدخل رئيس الجماعة في دورة شهر ماي التي عقدها المجلس قبل أيام بمقر الجماعة، مجيبا عن تساؤلات بعض الأعضاء حول مآل مشروع السينما، مؤكدا بأنه سيعمل قريبا على فسخ العقد الذي أبرمه المجلس قبل حوالي سنتين مع الشخص الذي فاز بصفقة كراء السينما لأنه لم يحترم مقتضيات دفتر التحملات وأوقف الأشغال منذ مدة.
ومعلوم أن مجلس جماعة بني ملال اقتنى سينما فوكس من مالكيها بمبلغ ناهز مليارا و 500 مليون سنتيم، وقرر آنذاك الحفاظ عليها كتراث ثقافي تاريخي لمنطقة بني ملال بعد أن تم بيع مقر سينما أطلس وتحويلها إلى بناية تجارية. ولهذا الغرض أعد دفترا للتحملات يبقي عليها كقاعة سينمائية مع إضافة مرافق أخرى تهدف لتطوير الإنتاج السينمائي والمسرحي بالمنطقة، حيث فاز بالصفقة أحد المهتمين بميدان السينما بكراء شهري (رمزي) بقيمة 15000 درهم فقط لتشجيع الاستثمار في هذا المجال، علما بأن المشروع سيستفيد من دعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل بقيمة 300 مليون سنتيم على غرار خمسة مشاريع أخرى مماثلة قررت الوزارة دعمها لتشجيع الثقافة السينمائية بمختلف المدن المغربية. وتم إعداد تصميم فني رائع لانجاز المشروع غير أن صاحب الصفقة أوقف الأشغال بشكل مفاجئ ليتحول المكان إلى بناية مهجورة تخدش جمالية الشارع الرئيسي بمدينة بني ملال.
وكان سكان بني ملال قد رحّبوا بقرار إعادة تهيئة سينما فوكس بعد أن تم إغلاق القاعتين الوحيدتين بالمدينة (أطلس و فوكس) منذ نهاية الثمانينيات، حيث كانتا تمثلان رمزا للثقافة السينمائية والمسرحية بالمدينة، فرجة وتكوينا، في إطار برامج «سيني كلوب الذي كان يستهوي آنذاك العديد من شباب مدينة بني ملال، مما جعل من الإعلان عن خطوة الحفاظ على سينما فوكس وتطويرها تحظى باهتمام سكان مدينة بني ملال الذين أسعدهم الخبر، بالنظر لأن الكثيرين منهم يطمحون لإعادة إحياء النشاط السينمائي بالمنطقة كواجهة ثقافية هامة، وهو ما يجعلهم اليوم يتمنون من ألا يخيب مجلس الجماعة آمالهم.