تِلْكَ القَناديل

كُلُّ القَناديلِ التي أَوْقَدْتُها
وأَرَدْتُها شَلاّلَ نورِ
في مَفاوٍزِ حَيْرَتي
كُلُّ الفُوانيسِ التي
كانَتْ فَتائِلُها
جَدائِلَ مِنْ حَريرِ حُشاشَتي
وَوَقودُها نُسْغاَ
تُكَرِّرُهُ المَواجِعُ
مِنْ مَناجِمِ مُهْجَتي
تِلْكَ المَصابيحُ التي
رَاهَنْتُ اَشْواطاً عليها
كَيْ تَكونَ غَدائِرُ اللَّيْلِ الغَشومِ وَقيدَها،
أَوْ عَلَّها تَأْتي
عَلى شَجَرِ الوسَاوِسِ والهَواجِسِ
في دِغالِ كَآبَتي الكَحْلاءِ
تَجْعَلُها رَماداً بارِداً
أذْريهِ فَوْقَ جِبالِ يأَسٍ باسِقٍ
نَفْسُ القَناديلِ التي خَبَّأْتُها
بَيْنَ الحَنايا كالْوَليدِ
مَخافَةَ الأَدْواءِ والأرزاءِ
حينَ قَهَرْتُ صَبْراً طالَما هَدَّ اصْطِباري..
قَدْ خَبَتْ
جَذَمَتْ جِلامُ السّافِياتِ فُروعَها
لَحَسَتْ تَماسيحُ الظّلامِ طِلاءَها
ذَهَبَتْ عَصافيرُ الرّياحِ بِنورِها
إِذْ لَمْ تُلَقِّنْها اللّيالي
كَيْفَ تَجْثو ثُمَّ تَحْبو
في خُضوعِ خانِعٍ
حَتّى تَمُرَ مَواكِبُ الإعْصارِ
صاهِلَةً عَلى سُرُجِ الدّمارِ
تَهُزُّ مَيْمَنَةً وَمَيْسَرَةً
حُشودَ بُروقِها وَرُعودِها.


الكاتب : الطاهر لكنيزي

  

بتاريخ : 05/10/2018