سأتحدث نيابة عن جيل سابق لم يعد له ربما من يمثله في الرياضة النسوية،جيل وحقبة الستينيات وأعتقد أنني الوحيدة التي ما أزال تمثله. في جيلنا، المجتمع المغربي كان يعيش بقيم أخلاقية عالية ، لم تكن المرأة تقاس بجمال مظهرها، ولا الرجل كان يقاس بما يملك من مال.المرأة الرياضية في جيلي، كانت تقاس بمؤهلاتها الرياضية والتقنية ولم تكن أبدا تقاس بحسن شكلها ولا جمالها. مجتمعنا في الستينيات كان مجتمعا نظيفا يسوده الاحترام والعفة والتقدير المتبادل بين الناس.
للأسف، هذا المجتمع، طرأت عليه تحولات سلوكية جدرية،على مستوى القيم ولأن الرياضة جزء لا يتجزء من المجتمع، فقد أصابتها بدورها العدوى لتفقد قيمها وأخلاقها.
في جيلنا نحن رياضيات حقبة الستينيات، لم يكن هناك شيء اسمه تحرش،هذه الكلمة لم تكن موجودة في قاموس مجتمعنا المغربي، وإن وجدت هذه الظاهرة في حقبتنا، فالأمر سيكون نادر الحدوث واستثنائي جدا.
ما يحدث اليوم من انهيار للقيم،أصبح يندى له الجبين، ولكم أن تلاحظوا ما يجري مثلا في التعليم حيث انهارت للأسف كل القيم وأضحت الطالبة أو التلميذة تقاس بمؤهلاتها الجسدية وبجمالها على حساب مؤهلاتها العلمية والمعرفية ولنا حالات كثيرة تابعناها وعايناها تحكي عن علاقات جسدية غير شرعية بين المدرس وبين تلميذته. وإن كان هذا يحدث في التعليم بما يجب أن يكون عليه هذا القطاع من مثالية ومن أخلاق وقيم،فما بالك والرياضة التي أصبحت شؤونها تدار من طرف أناس غالبيتهم تولوا المسؤولية لمصالحهم الشخصية بدون أفق ولا عشق ولا رغبة في خدمة الرياضة الوطنية.
أصبحنا في زمن يقاس فيه الرجل بما يملك وأصبحت المرأة تقاس بما لها من مؤهلات جسدية .مجتمع غير سوي و الحمد الله أنني أنتمي لجيل ذهبي جيل العز والكرامة والقيم النبيلة، زمن الجمال الطبيعي، والجمال الروحي قبل الجسدي، زمن كان الرجل يحمي المرأة ويخاف عليها، زمن الأخوة والصداقة الحقيقية والصافية مع الرجال قبل النساء.
أعتقد أن إصلاح الرياضة يجب أن ينطلق بإصلاح التعليم. وبحكم تجربتي الطويلة وقربي من الرياضة لعقود كثيرة، أعلنها للأسف،هناك مسؤولين ومدربين في الرياضة الوطنية يفتقدون للأخلاق، وتجدهم لا يترددون في التحرش بالفتيات الرياضيات.وإنه لأمر جد خطير، أن يصبح الراعي متوحشا ولا غرابة في مجتمع انهارت فيه القيم.
أقولها بصراحة، بعكس جيلنا حيث الجمال لم يكن مشكلة، الأمر تغير اليوم، والفتاة الجميلة أصبحت مهددة في عفتها كل يوم.
(*) لاعبة دولية سابقة في الجمباز والكرة الطائرة
وأول مغربية عضو في الاتحاد الدولي والافريقي