نظمت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، اليوم السبت، ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، حفل تسليم جائزة المغرب للكتاب برسم سنة 2024، بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والأكاديمية وممثلي الساحة الفكرية والإعلامية.
ويأتي تنظيم هذا الحفل، الذي يندرج ضمن الدورة الخامسة والخمسين لجائزة المغرب للكتاب، تتويجا لمجهودات الفاعلين في مجالات الإبداع والبحث العلمي بالمغرب، باعتبارها إحدى أعرق الجوائز الوطنية التي تكرس الاعتراف بالعطاءات الفكرية والثقافية، وتسهم في إبراز غنى الساحة الأدبية المغربية وتنوع روافدها، في أجواء احتفالية زينتها وصلات موسيقية قدمها الثنائي «وتر».
وقد أشرفت على تقييم الأعمال المرشحة لجائزة هذه الدورة لجان علمية متخصصة، ترأستها الأستاذة رحمة بورقية، وضمت نخبة من الأكاديميين والباحثين والكتاب المغاربة الذين تولوا دراسة وفرز الأعمال المتنافسة ضمن مختلف الأصناف الأدبية والبحثية.
وأسفرت نتائج جائزة المغرب للكتاب لهذه الدورة عن تتويج ادريس الملياني، ومحمد عزيز الحصيني، مناصفة، بجائزة الشعر، وسعيد منتسب بجائزة السرد، إلى جانب منح جائزة العلوم الإنسانية مناصفة لكل من هشام الركيك وسمير آيت أومغار.
كما فاز حسن الطالب بجائزة الترجمة، والعربي موموش بجائزة الدراسات في مجال الثقافة الأمازيغية، وفؤاد أزروال بجائزة الأدب الأمازيغي، في حين تم حجب جوائز العلوم الاجتماعية، والدراسات الأدبية والفنية واللغوية، وأدب الأطفال واليافعين.
وعبر المتوجون بجائزة المغرب للكتاب عن اعتزازهم بهذا التقدير الوطني الذي يمثل بالنسبة إليهم اعترافا بمساراتهم الإبداعية والبحثية، مؤكدين أن هذه الجائزة تكرس مكانة الثقافة في مشروع بناء مجتمع المعرفة، وتعزز موقع الكتاب والمبدعين ضمن المشهد الثقافي الوطني.
ونوه الفائزون بالجهود التي تبذلها وزارة الشباب والثقافة والتواصل لدعم الكتاب المغربي وتثمين الإنتاجات الأدبية والعلمية، مشددين على أهمية مواصلة هذا الدعم، لاسيما في حقول معرفية تتطلب مجهودا مضاعفا، وفي طليعتها البحث في الثقافة الأمازيغية والعلوم الإنسانية.
كما عبر المتوجون عن شكرهم لأعضاء لجان التحكيم على ما بذلوه من عمل علمي رصين، معتبرين أن هذه الجائزة تمثل حافزا إضافيا لمواصلة الإبداع والعطاء في خدمة الثقافة المغربية بمختلف روافدها وتعبيراتها.
وفي هذا الإطار صرح الروائي والقاص سعيد منتسب الفائز بجائزة المغرب في صنف السرد عن روايته «حساء بمذاق الورد» أن الرواية كتبت تكريما لأمه الراحلة تودا ابراهيم، وعبرها لكل الأمهات، هناك في أعالي الجبال، وفي السهول والصحارى. مضيفا أن الرواية رحلة خارج المكان، وسفر في ذاكرة الأطلس الكبير، تلك الذاكرة التي تحتاج إلى بحث تاريخي واجتماعي وأنثروبولوجي لإخراجها من النسيان. كما أنها رحلة سردية تجري على تخوم الموت، بما هو عبور لبوابات لا يمكن القبض عليها إلا بتحبيك التخييل، أي مزجه بالتاريخ والأسطورة والواقع والمحكيات الشعبية.