في هذا الصمت الصغير
كأني أسمع صوت جان دمو، يمشي أكثر من إصرار التعب، يمشي فوق تأجيل ما حولنا
كظل لا ينتهي
كغصن ينكسر بمخاض
كغيوم شاردة في السراب
كأبواب موصدة بالندم.
نتمايل كأصابع النار على ذكريات الصور
لهذا بالضبط قلت، لا شيء جداً يتسع
فقط نحن الاثنان سنبكي سوياً
في رماد الحقيقة
في اللحظة الأخيرة
في هذه الليلة.
فقط نحن الاثنان في وضع ترحيب
لكن الموت في الظلام
دائماً
خافضاً رأسه
كمشهد اعتراف
سيبدأ في المكان الذي وقف فيهِ
(جان دمو) آخر مرة
مدركاً
لأولِ مرة
في أصابعه ينبت الشِّعر،
سيورطنا
رغم ذلك، نقفُ مثلهُ على حافة عزلة التِّيهْ.
وحيدا أخذ يبكي
خارج رصيفِ النص،
بحثاً عن موته، عن ما يليق بأسْمالِنا.
حينما الْتفت مخرجاً يده
هَمسَ،
وحدهُ يُظهرُ خدوشاً على صمته
والعالم فوق رأسه
يتأرجح كاملاً
«هذا ما يَعني أنْ تَتَخَفَّى».
فبراير 2024
*جان دمو، شاعر عراقي من مدينة كركوك، ولد عام 1942م وتوفي سنة 2003 بأستراليا. له مجموعة شعرية واحدة فقط بعنوان «أسمال».