بائعة كتب أمام سؤال الحب العابر!
اختارت المخرجة الفرنسية لورا بياني جنس الكوميديا الرومانسية لاستعراض حالة تيه تعيشها شابة تسعى إلى عيش تجربة حب مثالية، لكنها تتردد خوفا من أن تكون مجرد عابرة في حياة أحدهم.
فيلم «جاين أوستن دمرت حياتي»، وهو الفيلم الروائي الأول للمخرجة، يعرض قصة الشابة الباريسية «أكات» (لعبت دورها كاميل روثرفورد) التي تعمل بائعة كتب في متجر صغير حيث تقضي يومها بين رفوف المكتبة في حياة جافة على المستوى العاطفي، ويسكنها حلم أن تصبح كاتبة وأن تخوض قصة حب حالمة على شاكلة ما ترويه أعمال الكاتبة البريطانية جاين أوستن.
تنقلب حياة «أكات» رأسا على عقب حين توصلت بدعوة للمشاركة في إقامة الروائيين والكتاب في بريطانيا شكلت بالنسبة لها فرصة للتغلب على أوهامها، في نقلة وثقتها المخرجة في لقطة نورس يحلق في السماء لحظة إقلاع الباخرة التي أقلتها إلى مقامها الجديد.
وفي مقامها الجديد، تتعرف (أكات) على (أوليفر)، وهو أستاذ للأدب، وسليل الكاتبة جاين أوستن نفسها.
تتلاحق أحداث القصة لتعكس الصراع الداخلي للبطلة بين إقبال وإدبار في كتابة روايتها الأولى والتفاعل العاطفي مع (أوليفر) إلى أن ينتهي بها المطاف وقد حققت حلميها معا إذ قبلت إحدى الدور نشر عملها، ووقعت في شراك الحب.
وفي تصريح لها، عقب عرض الفيلم، أكدت المخرجة لورا بياني، أن ما ألهمها لإنجاز هذا الفيلم كونها هي نفسها تعمل بائعة في مكتبة، وفيها اكتشفت الكاتبة الشهيرة جاين أوستن، وأعمالها ذائعة الصيت، وهو ما أوحى لها بفكرة الجمع بين الاثنين في عمل سينمائي.
وعن اختيارها للكوميديا الرومانسية كجنس سينمائي، تقول بياني، إن هذا الجنس يمكن في نظرها من الحديث عن «قضايانا الأكثر عمقا وسوداوية». «إنه أداة نكشف بها عن حدودنا البشرية، ونسخر به منها».
ولم يفت بياني أن تعبر عن سعادتها بالمشاركة بفيلمها الأول في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مؤكدة أن الأمر يتعلق ب»مناسبة جميلة ومبهرة» للقاء بسينمائيين عالميين والتبادل معهم.
يشار إلى أن لورا بياني، درست السينما والأدب في باريس وروما، وتابعت تكوينها في كتابة السيناريو بالموازاة مع عملها كبائعة للكتب في المكتبة الشهيرة «شكسبير آند كومباني». وهي سيناريست للتلفزيون والسينما لأزيد من 10 سنوات، وعملت على العديد من المشاريع الفنية في فرنسا وخارجها، كما وظفت خبرتها كمستشارة في كتابة السيناريو.