جبالٌ ستزهو وتشدو

 

…وغنيْتُ أيامَ جفـتْ ينابيع كل الجهات ) )

إذا عينُ ضوئيَ جفَّتْ
فأين ترفرف أجنحتي في ليالي صخور؟
وهل تشرق الشمس من قمة مثلما فرِح الأولون بها ؟

أحقًّا تحَدِّث نارُ جحيم هنا وهنالك ،
عن ظمإ شبّ هو أغرب ما لفَظَت شفتان؟
تجف عيون الذي لم ير الضوء يفترُّ
من منبع فيك يا جبلا فيه كلَّمني من أحبه نبضي
بخير الإشارات : أن غدا سيفجر بالضوء:
كل الصخور ستزهو وتشدو
برقص الرؤى وقطوف الأماني.

حلمي الذي سيَهِلُّ…

جفّتْ ينابيعي وما كفَّتْ رَحَى في القلب عن طحن الذي يمتصُّ مني ما تخلَّف من عميق التُّرْبِ، ما افترّ دفْقٌ من حجارٍ كنت أشهد عندها عيْنًا تسيلُ فتنشر النعمى، ويضحك لي مكاني حيث كنتُ، وترقص اللحظاتُ ، يا حضنا إليه كنت آوي ثمَّ أُسقَى من معين ليس ينضب، هذه عيْنِي قد انسكبت من الأحزان في ما قدْ تهَدِّدً ني : أأرحل ؟ والذي في الروح أدرَى يا شعابُ بما تأجَّجَ فيك منذ أفول أمسِ فثورة الإنسان ينطق الحجَر الكريم بها وعنها ، ها هنا يا عيْنَ رأسي لن تجفّ رؤىً، ويا حلُمي الذي سيَهِلُّ في مطرٍ سيهطل عن قريب.

أغنيةٌ في حجَر

ألق النيران تراقص في جبلي
بأزيزٍ يزري بأشد بروق
كجحيم في الآفاق ارتجَّتْ،
حتى ضيّعتُ بهاءَ شروق
فانداح رماد يغزو
كل رُبًـى،
ودخانٌ يخنق كل عميق
بئستْ رؤيا النيرانِ
إذا تأتي حتى ما يُكشف وجهُ طريق
ماذا في شفتي يتبلورُ
أو يتجوهرُ؟
ملحمة تهدرُ
أغنية من حجر يغرقه ماء يدففه ُ
أو تصهره النار
أرفعها أو ترفعني
في جبل يُنثر ُ
وعدًا بغدٍ سيحررني وأحررهُ
نخرج من نيران العار.

في المدينة/ الجبل

سبقتني كف جفافٍ
كي تبعد عن شفتيَّ الماءَ،
وتَهْصِرُ ما نثرتْ
في كل مسالكها من أزهار ضياءْ
***
فَيَسِفُّ جناحي أن أُغْرَى بصعودِ،
حتى لا يجذبني مرتفَعٌ
غطت كل زوايا الطرقات عليهِ
أشباح الليل وأصوات فناءْ


الكاتب : أحمد بنميمون

  

بتاريخ : 11/11/2022