جثمان المواطن المغربي الحسين مزال يصل إلى مسقط رأسه بخنيفرة وأسرته تطالب بملاحقة القتلة

بعد أكثر من ثلاثة أشهر من اختطافه بالجزائر وتصفيته وحرقه وهو مكبل الأطراف

 

بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على مقتله بالديار الجزائرية، وبعد رحلة معاناةعاشتها أسرته بمدينة خنيفرة، وصل إلى مطار محمد الخامس الدولي، مساء يوم الاثنين 12 أبريل 2021، جثمان الضحية المغربي، الحسين مزال، ليجري نقله، بعد الانتهاء من الإجراءات المطلوبة، إلى مسقط رأسه بخنيفرة، حيث ووري الثرى، صباح اليوم الموالي الثلاثاء، في موكب جنائزي مهيب ومؤثر، علما أن أسرة الضحية لم تتوقف عن التقدم لعدة جهات من أجل مساعدتها على نقل جثمان ابنها إلى وطنه المغرب.
ويذكر أن الضحية، الحسين مزال، كان يقيم بمنطقة الذرعان الجزائرية منذ سنة، إلى نحو اليوم الذي اختفى فيه، وبعده بحوالي أسبوع انتشر خبر العثور على جثته محروقة، وتحديدا في العاشر من يناير 2021،وتم الكشف حينها عن إقدام «عصابة مغربية»، مكونة من أربعة عناصر، على اختطافه واحتجازه بمكان ما وسط عنابة، بمنطقة البوني بحي بوسدرة، حيث تمت تصفيته، وهو مكبل اليدين والرجلين، وتم نقل جثته، على متن سيارة رمادية اللون من نوع هيونداي، صوب غابة بسيرايدي، ضواحي عنابة، حيث عمد المجرمون إلى حرقها والتنكيل بها.
وصلة بالفعل الإجرامي، تشدد أسرة الضحية على ضرورة عدم إغلاق ملف الجريمة، مقابل تعميم ما ينبغي من المذكرات الوطنية والدولية بخصوص الجناة، من أجل الإسراع في توقيفهم وتقديمهم للعدالة، سواء بالمغرب أو الجزائر، مع تفعيل القصاص بإنزال أشد العقوبات في حقهم، وكان بعض معارف الضحية، بالمنطقة الجزائرية المذكورة، قد نشروا عدة صور لأشخاص بوصفهم المشتبه بهم وراء الجريمة البشعة، مع احتمال قوي أنهم تمكنوا من دخول الأراضي المغربية عبر الحدود البرية.
واستنادا لمصادرها من الديار الجزائرية، أفادت أسرة الضحية، في شخص الأم المكلومة، أن ابنها الحسين مزال، الملقب وسط معارفه ب «الشينوي»، قد تعرض فعلا لعملية اختطاف، في ظروف ملتبسة، مع الاحتجاز والقتل والحرق، لطمس آثار الفعل الاجرامي، على يد العصابة التي ما يزال أفرادها في حالة فرار بعد اكتشاف أمرهم، بحسب ما أكدته لها السلطات الجزائرية، وأكده شقيق الضحية، محمد مزال، القاطن بمدينة عنابة، والذي لم يفت أسرته المطالبة بحمايته هو الآخر من شر العصابة الإجرامية.
وكانت أسرة الحسين مزال قد تلقت خبر مقتل ابنها بصدمة عميقة، شأنها شأن جيرانه بحي الكورس، بخنيفرة، وأصدقاؤه ومعارفه، فيما تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع قضيته باهتمام واسع وبتعاليق مؤثرة بالنظر لما عرف عن الضحية من سلوك طيب وأخلاق حميدة، والذي كان يزاول مهنة «جباص» بمدينته خنيفرة، وأحد أشقائه يشغل مديرا لمجموعة مدرسية، حيث تواصل أسرة الضحية مطالبتها السلطات المغربية، ونظيرتها الجزائرية، العمل سويا على إنصافها بحل لغز الفعل الإجرامي.
ومعلوم أن أسرة الضحية لم يفتها بالتالي طرق أبواب وزارة الخارجية، والجهات المهتمة بقضايا مغاربة العالم، واللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الانسان ووسيط المملكة بالجهة، وغيرها من الإطارات والهيئات الحقوقية والسياسية، من أجل الدخول على الخط، والعمل على مؤازرتها، ومتابعة ملف الجناة، علما أن أسرة الضحية توجد بكامل أفرادها،في حالة نفسية واجتماعية يصعب وصفها، لاسيما وهي التي كانت تترقب عودته في أية لحظة، ولم تكن تتوقع أن يعود لها مقتولا في تابوت.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 20/04/2021