جدل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي حول المنصب الجديد للفنانة لطيفة أحرار

بعد تعيينها عضوا بمجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي

 

 

أثار تعيين الفنانة لطيفة أحرار مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، عضوا بمجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي، جدلا ونقاشا واسعين في مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد لهذا التعيين الذي يمتد إلى ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، وبين معارض له.
الفنانة لطيفة أحرار، هي خريجة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي (ISADAC) عام 1995، حاصلة على درجة الماجستير في إخراج الأفلام الوثائقية من جامعة تطوان.عملت كأستاذة جامعية في المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي قبل أن يتم تعيينها مديرة المعهد العالي ISADAC في عام 2022 إلى الآن، وهي أيضا عضو المجلس التنفيذي للمعهد الدولي للمسرح باليونيسكو، وطالبة باحثة في سلك الدكتوراه.
الناقدة السينمائية والأستاذة الجامعية، أمينة الصيباري، تفاعلت مع هذا التعيين منتقدة الهجوم الذي طال تعيين هذه الفنانة، حيث كتبت تدوينة على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلة :» في مجتمع يحتقر الناس فيه الفن عموما ويعتبرونه زايد ناقص.يستمتعون بفيديوهات روتيني اليومي ويتابعون محتويات مبتذلة بتلذذ غامض، لايمكنك أن تطرح حتى جدوى وجود الفن، لأنهم بقوة التعود استطاعوا أن يوجدوا خارج مدارات الفنون.بالنسبة لهم أنشطة الحياة المدرسية هدر للزمن وثمن تذكرة سينما يمكن أن يشترى به سندويتش. ماجدوى المسرح؟ لاشيء.ما أهمية تأمل لوحة ومحاولة سبر أغوارها؟ لاشيء.هل يمكن لمعزوفة موسيقية أن تحلق به بعيدا؟أبداااا».
وتضيف قائلة :» في هكذا سياقات تبخيسية للجميل بمفهومه الفلسفي، لا يمكننا أن نقدر لا الفن ولا الفنانين لأننا بكل بساطة لانؤمن بالفن»،…
وأضافت متابعة :» وأنا أتابع الهجمة التي تعرضت لها الفنانة لطيفة أحرار وهي الفنانة والأكاديمية والمسؤولة على رأس إحدى أهم المعاهد الفنية في المغرب، استغربت كثيرا واستحضرت أسماء أميين كثر في البرلمان مدسوسين في لجن رفيعة لا أحد ينتقدهم ولا ينتقد حتى الطرق الملتوية التي سمحت بوجودهم ولا القيمة المضافة التي يمكن أن يقدموها…
تضامني المطلق مع الصديقة لطيفة أحرار» …
نفس الاتجاه سارت فيه الإعلامية سناء العاجي، حيث وصفت لطيفة أحرار بأنها مشاكسة، ذكية، مبدعة… لا تكتفي بالنجاحات العابرة بل تتحدى نفسها في كل مرة لكي تقدم الجديد…
وتضيف في تدوينة لها:» أكاديميا، لها من المؤهلات ما يجعلها مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي (ISADC). حاصلة على شهادات عليا وعضو المجلس التنفيذي للمعهد الدولي للمسرح باليونسكو…
لكن، ومع ذلك، فأعداء الفن الذين لا يرون للفن والفنانين ومعاهد الفنون من مكان في البلد، يرون أنها لا تستحق تعيينها في مجلس إدارة اللجنة الوطنية لتقييم ضمان وجودة التعليم العالي والبحث العلمي.
استعمال صورة جميلة للفنانة لطيفة أحرار في سياق فني مختلف، فيه الكثير من الاصطياد في الماء العكر والخلط بين سياقات فنية وأكاديمية مختلفة».
وفي ردها على التعليقات الرافضة لهذا التعيين، قالت العاجي:»التعليقات المريضة حول نقاش المدونة وحول تعيين لطيفة أحرار تفضح الكثير من الميزوجينية لدى بعض من يفترض فيهم الرصانة والمعرفة. وتفضح أيضا تصورات معينة لمكانة النساء ومكانة الفن في هذا البلد السعيد».
الناقد السينمائي مصطفى العلواني، كان له رأي آخر، حيث كتب تعليقا حول الموضوع قائلا: «أظن أنه من حق الرأي العام الاهتمام بمصداقية المعايير التي تسند من خلالها الوظائف السامية، لا سيما وأن هناك كثير من التعيينات في مرافق عدة ومناسبات عديدة كانت محط جدل وحديث عن شبهات وحسابات حزبية ضيقة مضرة غاية الضرر ولا سيما عندما يتعلق الأمر بوظائف حساسة .
يعود اليوم هذا النقاش للواجهة بمناسبة تعيين السيدة لطيفة أحرار عضوا بمجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم والبحث العلمي بالمغرب ’’ وما أدراك ’’ .
وأضاف العلواني:» صراحة هذه ليست المرة الأولى التي تكون فيها السيدة لطيفة أحرار موضوع أخذ ورد إذ أن إسناد مهمة مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي لها لم يمر مرور الكرام،
فالسيدة لطيفة أحرار لم تكن حاصلة على شهادة الدكتوراه ولا على التأهيل المهني الذي يخول لها تسيير معهد عال تتخرج منه أطر عليا حسب ما هو متعارف عليه.
ولئن كان البعض اليوم يريد أن يسوغ الأمر بالحديث عن لمسة فنية أو لمسة نسوية، فإننا والحمد لله لا نعدم بهذا البلد العزيز نساء ورجالا يجمعون بين مثل هذه اللمسات المستحبة والاستحقاق الأكاديمي المؤهل .
نتمنى للسيدة لطيفة أحرار أن تستكمل تكوينها الجامعي وتعززه بتأهيل مستحق كما تقتضي بذلك الأعراف ولتنافس المتنافسين بعيدا عن الشبهات».
بدورها تفاعلت الإعلامية، فاطمة الإفريقي، وكتبت: «
في سياق ثقافي مختلف، وفي مجتمعات مؤمنة بقيم الفن والإبداع، ومتصالحة مع قيم المساواة بين الجنسين فكراً وفعلاً، كان سيكون تعيين فنانة وأستاذة باحثة ومديرة لمعهد عالي للتعليم الفني بمجلس إدارة أي هيئة استشارية أو تنفيذية لتقييم جودة التعليم العالي، حدثاً عادياً، وتحصيل حاصل، يستجيب لمبادئ التعددية والتنوع، ولأهمية المقاربة الفنية في تقييم جودة التعليم وفي اقتراح برامج بيداغوجية مفيدة في تقوية مهارات التواصل والإبداع لخريجي الجامعات».
وتساءلت فاطمة الإفريقي:» ما المشكل في تعيين امرأة حاصلة على شهادات عليا، ومسؤولة في مؤسسة جامعية عمومية، وعضوا بالمجلس التنفيذي للمعهد الدولي للمسرح باليونسكو؛ كعضو بمجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم والبحث العلمي بالمغرب؟، وما المُعيب في أن تنتمي امرأة، فنانة، ومديرة لأكبر وأعرق مؤسسة أكاديمية في التعليم الفني العالي بالمغرب ISADAC ؛ إلى هذا المجلس كباقي الأعضاء الآخرين، الذين يمثلون مؤسسات جامعية أخرى بتخصصات مختلفة؟، لماذا هي علاقتنا بالفنون والفنانين هشة وملتبسة ومثقلة بالأحكام المسبقة؟، ولماذا تمثلاتنا عن النساء المشتغلات في الفن موسومة دائما بسوء الظن، والوصاية الأخلاقية، وازدراء قدراتهن الفكرية والقيادية في صناعة القرار ؟»
وفي تقييمها لهذا الاعتراض رأت أن :» ردود الفعل العنيفة والساخرة من تعيين الفنانة لطيفة أحرار عضوا بمجلس إدارة الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي؛ تبعث على القلق والخوف، خصوصا حين تصدر عن النخبة المثقفة والمتعلمة والمؤثرة في الرأي العام»..


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 03/01/2025