«دليل أكسفورد للنظرية السياسية»
عن «سلسلة ترجمان» في «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات»، صدرت حديثا النسخة العربية من كتاب «دليل أكسفورد للنظرية السياسية» الذي يضم مجموعة دراسات لمُنظرين سياسيين حررها جون س. درايزك، بوني هونيغ، آن فيليبس؛ بترجمة بشير محمد الخضرا، ومراجعة عمر التل.
تعرف النظرية السياسية منذ فترة طويلة بأنها أحد الفروع الرئيسة للعلوم السياسية، وقد نشطت في السنوات الأخيرة في اتجاهات مختلفة، بحسب الكتاب، حيث يدور التحليل النصي الوثيق للنصوص التاريخية مع العمل التحليلي حول الطبيعة والأسس المعيارية للقيم السياسية، وحيث تتنافس التأثيرات القارية وما بعد الحداثة مع التأثيرات من الاقتصاد والتاريخ وعلم الاجتماع والقانون. علاوة على ذلك، تحث الاهتمامات النسوية المعاصرة على النظر إلى المشكلات القديمة بمنظار جديد، كما تفتح تحديات التقنيات الجديدة آفاقًا جديدة لهذا الحقل.
يوفر هذا الدليل تغطية شاملة وحاسمة للحقل الحيوي والمُتنازَع عليه للنظرية السياسية، ويساعد في وضع جدول أعمال له يمتد سنوات. ويحتوي على خمسة وأربعين فصلًا من تأليف عدد من المنظّرين والباحثين السياسيين، كلٌّ في مجال تخصصه، يبحثون في النظرية السياسية: كيف كانت في الماضي القريب، وإلى أين يمكن أن تتجه، وماهية جوهرها، وسياق عولمتها، والتحديات التي تطرحها التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية.
فيصل دراج يقرأ روايات
محفوظ من زاوية فلسفية
ما زال المنجز الروائي والقصصي للروائي المصري نجيب محفوظ (1911 – 2006)، الحاصل على نوبل للآداب عام 1988، يثير كثيراً من الأسئلة، ويستفز النقاد والباحثين والدارسين الأكاديميين، وطلبة الدراسات العليا، في العالم العربي والعالم، لإعادة النظر، وإعادة القراءة، والتحليل، والتأويل، والبحث عما أعيا النقاد والباحثين تفسيره، لما ينطوي عليه منجزه السردي على تجريبية واضحة، ورغبة في اختبار الأشكال والتيارات الروائية، والوقوع على معنى الوجود، كما على معنى التاريخ، وأدوار الأفراد والجماعات في هذا التاريخ، كما أنه انشغل، منذ بدايات تجربته الأدبية، والروائية، بالأسئلة الكبرى، الفلسفية، والميتافيزيقية، وعلاقة البشر بالكون، والله، والذات والآخرين..
انطلاقاً من هذه الخلفية سعى الناقد الفلسطيني فيصل دراج، إلى قراءة عمل محفوظ في كتابه الجديد «الشر والوجود: فلسفة نجيب محفوظ الروائية» (الدار المصرية اللبنانية، 2022). وما يربط الاثنين، الروائي المصري والناقد الفلسطيني، يتمثل في دراستهما للفلسفة، الأول في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة لاحقاً) وتخرجه فيها عام 1934، والثاني في جامعة دمشق، ثم حصوله على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من إحدى الجامعات الفرنسية عام 1974، لكن الأهم من ذلك، هو رغبة دراج في أن يعثر على الخيط الناظم لكتابة محفوظ الروائية، وهو من وجهة نظره خيط فلسفي، ونظرة ميتافيزيقية إلى الوجود والعالم، تتسم بنوع من اليأس الساخر، والضحك الأسيان على الوجود الإنساني في هذا العالم.