شهد إقليم جرادة وعدد من جماعاته على مدى أسبوع وأكثر هبوب رياح قوية مصحوبة بزوابع رملية كثيفة حجبت الرؤية، حيث اكتسى الفضاء الخارجي لهذه الجماعات اللون الأحمر بسبب الغبار والرمال، وأصبحنا أمام ظاهرة أخرى من المظاهر التي أصبحت تعيشها هذه المناطق في ظل مناخ صحراوي بعد أن كانت ولسنوات عدة تعرف مناخا شبه صحراوي، إذ أصبحت ظاهرة زحف الرمال بادية للعيان، التي غطت مساحات مهمة من الأراضي بسبب العديد من العوامل التي ساهمت إلى حد كبير في اتساع رقعة التصحر.
تصحر شمل كذلك جماعات ترابية أخرى وذلك بسبب عدم وجود حزام أخضر، استمرار الحرث العشوائي الذي أتى على مساحات من الأراضي الرعوية، استمرار ظاهرة الجفاف الذي يضرب منطقة الظهرا منذ سنوات وقلة التساقطات المطرية، انعدام برامج للتشجير وإعادة تشجير المساحات التي طالها الإهمال، الفشل الذي عرفته البرامج السابقة وضعف نتائجها ومحدوديتها في التصدي لظاهرة زحف الرمال، غياب الهاجس البيئي لدى مختلف الجماعات الترابية وغياب برامج ومشاريع للتشجير خاصة بالجماعات القروية المعنية اساسا بظاهرة زحف الرمال، بالإضافة إلى تقلص المساحات الرعوية إلى مستويات مخيفة على حساب الحرث الجائر، وغياب حواجز تعمل على وقف زحف الرمال..وغيرها من الأسباب التي ساهمت في توسع الظاهرة بشكل ملحوظ.
هذه الوضعية، تضع الجميع أمام مسؤولية التصدي لها عبر إقرار برامج للتشجير وإعادة التشجير، وتحديد المساحات الرعوية التي تسحرت في أفق تأهيلها وحمايتها من الترامي، وتثمين غطائها النباتي الذي ساهم وبشكل كبير في وقف زحف الرمال خلال السنوات الماضية، ويؤكد المتتبعون والمعنيون على أن الجماعات الترابية بالإقليم، وخاصة بدائرة عين بني مطهر، يجب أن تشتغل على كل ما هو بيئي وان تبرم شراكات مع المندوبية السامية للمياه والغابات ومصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري تهدف إلى إنشاء حزام أخضر يربط بين الجماعات الترابية الأربع بدائرة عين بني مطهر، وكذا تأهيل الغابات التي طالها الإهمال واستهداف الإنسان.