في مشهد إنساني كبير يترجم خصال وشيم المغاربة الأصيلة، أقامت ساكنة مدينة جرادة مجلس عزاء للضحايا الثمانية الذين لقوا حتفهم بسبب الجوع وبرودة الطقس. وتعود تفاصيل هذه الحادثة الأليمة بحسب ما استقته الجريدة من معطيات لخبر العثور على ثمانية مهاجرين غير نظاميين ينحدرون جميعهم من دول إفريقيا جنوب الصحراء، بعضهم من دولة نيجيريا والكاميرون، والذين وجدوا جثتا هامدة بمنطقة جبلية بجماعة رأس عصفور التابعة ترايبا لإقليم جرادة.
وكانت عناصر الدرك الملكي ومعها السلطة المحلية وفور تلقيها لخبر العثور على جثت الضحايا قد انتقلت إلى مكان الحادثة وشرعت في القيام بمسح شامل وتأمين للمكان في محاولة لجمع الأدلة، قبل نقل الجثامين الثمانية إلى المستشفى الإقليمي بلعوينات قصد إخضاعها للتشريح الطبي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، الذي أكدت نتائجه أن سبب الوفاة هو تعرض الضحايا لدرجات حرارة متدنية جدا مع استبعاد أي أسباب أخرى.
وقد كانت اللحظة المؤثرة التي هزت القلوب هي لحظة تشييع جثامين الضحايا الذين انطلقوا من دولهم وعبروا الحدود وواجهوا الجوع ووعورة المسالك بحثا عن حياة جديدة قبل أن تنتهي رحلتهم بشكل محزن ويتم دفنهم بمقبرة حي السلام بمدينة جرادة، التي أقام أبنائها إلى جانب إحدى جمعيات المجتمع المدني وفي حضور ممثلين عن هيئات حقوقية وطنية ودولية مجلس عزاء ترحما على أرواح ضحايا الهجرة غير النظامية.