جسر جوي مغربي لنقل مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني

المغرب وفلسطين‮: ‬دعم رسمي‮ ‬متأصل‮ ‬و مساندة شعبية ثابتة ومبادرات نبيلة ومستمرة

بالعقل والقلب معا،‮ ‬وبلا أجندات خاصة سوى الوفاء للشعب الفلسطيني‮ ‬ولقضيته

 

صباح أمس الأحد، وصلت إلى مطار ماركا المدني بالعاصمة الأردنية، الطائرة العسكرية المغربية المحملة بالدفعة الثانية من هذه المساعدات الإنسانية التي قرر جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، إرسالها إلى فلسطيني الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكان في استقبال هذه المساعدات سفير المغرب، خالد الناصري، مرفوقا بمساعديه، وممثل الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية للإغاثة والتنمية، وممثل سفارة دولة فلسطين بعمان.
وحطت في وقت سابق من يوم أمس بالمطار نفسه طائرة أولى على متنها مواد غذائية أساسية وأدوية للعلاجات الطارئة وأغطية، تم نقلها إلى الأراضي الفلسطينية بواسطة شاحنات عبر الجسر الحدودي بين الأردن وفلسطين.
ومن المنتظر، أيضا، أن يرسل المغرب شحنة مساعدات مماثلة على متن طائرتين في اتجاه العاصمة المصرية القاهرة، قبل أن يتم نقلها نحو قطاع غزة.
وكان جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، قد تفضل بإعطاء تعليماته السامية لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة لفائدة السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتتكون هذه المساعدات الإنسانية التي تتكون من 40 طنا، تتألف من مواد غذائية أساسية (30 طنا) وأدوية للعلاجات الطارئة وأغطية (10 أطنان).
ويأتي هذا القرار الملكي في إطار دعم المملكة المتواصل للقضية الفلسطينية العادلة، وتضامنها الدائم مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
وكان المغرب قد أدان بأشد العبارات أعمال العنف المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي لا يؤدي استمرارها سوى إلى تعميق الهوة ، وتأجيج الأحقاد وإبعاد فرص السلام أكثر في المنطقة.
ويظل المغرب، الذي يضع القضية الفلسطينية في مقدمة انشغالاته ، وفيا لتمسكه بتحقيق حل دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، من خلال إقامة دولة فلسطينية داخل حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
في السياق ذاته، أعرب سفير دولة فلسطين بالرباط، جمال الشوبكي، عن شكره وامتنانه لجلالة الملك محمد السادس، لدعمه الموصول للقضية الفلسطينية.
وقال في تصريح لقناة الأخبار المغربية (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أول أمس السبت: «أعرب عن شكري للمغرب، ملكا وحكومة وشعبا، لوقوفه مع الشعب الفلسطيني، ولموقفه السياسي الرافض للعدوان الاسرائيلي بأقصى العبارات».
وأبرز السفير الفلسطيني أن «تفضل جلالة الملك محمد السادس بارسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة للضفة الغربية وقطاع غزة، تعزز صمود الشعب الفلسطيني، في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية».
وأكد سفير دولة فلسطين أن مدينة القدس الشريف بحاجة لدعم الجميع، على غرار المغرب الذي يقوم عبر وكالة بيت مال القدس بدعم «أهلنا في المدينة المقدسة في مجالات الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية».
وأضاف السفير أن الشعب الفلسطيني الذي يواجه هذا العدوان بشكل موحد، يتطلع لعمقه العربي والإسلامي، والإنساني الدولي، مشددا على أن هذا العدوان « لن يتوقف بدون عقوبات جدية على إسرائيل».
وأوضح الدبلوماسي الفلسطيني أن الإسرائيليين اقتحموا المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، «ولم يحترموا حرمة المكان ولا الزمان، ولا المكان المقدس»، مشيرا إلى إخلاء مواطنين في حي الشيخ جراح « يسكنون في بيوت بنوها بأنفسهم مند عشرات السنين، وإحلال مستوطنين جاءوا من الخارج لإسكانهم مكانهم».
وخلص سفير دولة فلسطين بالمغرب إلى أن مدينة القدس الشريف تحتاج إلى وقفة، حتى يفهم المحتل أن مدينة القدس لن تكون في يوم من الأيام إلا عاصمة دولة فلسطين، «لأن الشعب الفلسطيني موحد»، مشددا على أن ما حصل في 1948 من نكبة «لن يتكرر اليوم، لأن الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه، ولن يغادر القدس، ولن يغادر، يافا ولا حيفا».
من جهته، أكد سفير المغرب بالأردن، خالد الناصري، أمس الأحد، أن المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، يضع القضية الفلسطينية في مقدمة انشغالاتها وأولوياتها.
وقال الناصري، في تصريح، عقب وصول طائرتين عسكريتين مغربيتين إلى مطار ماركا بعمان، على متنهما مواد غذائية أساسية وأدوية: «إن المملكة كانت ولا تزال وستظل تقف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في صمودهم من أجل نيل حقهم وبناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1976».
وأضاف الناصري أن المغرب ملكا وشعبا، ومن خلال هذه المساعدات الإنسانية العاجلة في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، يجدد التأكيد على وقوفه الدائم من أجل دعم ونصرة القضية الفلسطينية ويبرهن على روابط الأخوة والتضامن الراسخة مع الشعب الفلسطيني. كما ذكر بالجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية ودعم صمود المقدسيين».
من جانبه، أكد الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، حنا عيسى، أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، ظل ولا يزال، مخلصا ووفيا لالتزامه بتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، قائم على حل الدولتين، تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام، من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد حنا عيسى أن مواقف المغرب هي محل تقدير كبير من لدن الفلسطينيين، مبرزا أن المملكة تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها.
وعبر عن امتنانه وتقديره الكبيرين للالتفاتة الملكية بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة لفائدة السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، مضيفا أن هذه المبادرة الإنسانية النبيلة، هي جزء من دعم المملكة المغربية المستمر للقضية الفلسطينية العادلة.
وتابع أن هذه المبادرة الملكية تجسد أيضا التضامن المستمر للمملكة المغربية مع الشعب الفلسطيني، معربا عن تثمينه لهذه الالتفاتة التضامنية.
كما عبر عن الشكر والعرفان لصاحب الجلالة على جهوده وتحركاته المتواصلة لدعم القضية والشعب الفلسطيني في المحافل الدولية وقيادته الحكيمة للجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف.
وثمن الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات عاليا موقف المملكة المغربية في إدانتها للعنف في الأراضي الفلسطينية وتأكيدها على التزامها بحل الدولتين.
وعبر في هذا الصدد، عن عميق الشكر والتقدير للمغرب ملكا وحكومة وشعبا على دعمهم للقضية الفلسطينية ونصرة القدس ، منوها بإدانة المملكة المغربية بأشد العبارات للعنف المرتكب في الأراضي الفلسطينية المحتلة الذي لا يؤدي استمراره إلا إلى توسيع الفجوة وتعزيز الحقد والتشويش على فرص السلام في المنطقة .
أما الوكيل التنفيذي للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، يونس العموري ، فقد أكد أن المغرب كان منذ البدايات مساندا ومدافعا عن الحق الفلسطيني المشروع في إقامة دولة مستقلة.
وقال العموري «إن المغرب منذ البدايات كان مساندا ومدافعا عن الحق الفلسطيني ، ومناضلا قويا، ملكا وحكومة وشعبا، عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
وتابع أن «الموقف المغربي الثابت والداعي دائما لنصرة القضية الفلسطينية والقدس ليس بالجديد أو بالمفاجئ، وإنما كان دائما حاضرا وعلى مدار كافة الأحداث والسنوات».
وأشاد العموري بمواقف المغرب في كافة المحطات النضالية في مسار الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وعبر عن الامتنان والتقدير لمبادرة جلالة الملك محمد السادس بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة للشعب الفلسطيني، قائلا إن هذه المبادرة تجسد أصالة الموقف المغربي العروبي الراسخ والثابت في نصرة قضية الأمة العربية والإسلامية الأولى وعلى رأسها القدس.
وأضاف أن «هذه المبادرة العظيمة لجلالة الملك تأتي في سياقها الطبيعي وكرسائل محبة للشعب الفلسطيني ومساندة للقضية الفلسطينية وللقدس وتعبر عن حقيقة الوقفة الشامخة في وقت نحن في أمس الحاجة لمثل هذه الوقفات».

أزيد من ثلاثين مدينة تستجيب
لنداء الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع لتنظيم اليوم الوطني للتضامن مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان يوم الأحد 16 ماي 2021، بمشاركة أكثر من 15 هيئة مغربية مجتمعية سياسية ودعوية وحقوقية ونقابية وجمعوية في المدن التالية:
الرباط- الدار البيضاء – طنجة- مراكش- الجديدة_ أكادير- برشيد -آزرو -الحاجب – المحمدية- أسفي – بني ملال- الفقية بنصالح- تاهلة- الخميسات- جرسيف – خنيفرة – سوق السبت -العرائش – سيدي قاسم – دمنات – قرية باامحمد – صفرو – تمارة- بنسليمان- القصر لكبير- أزيلال-وجدة – تازة – تطوان – فاس – مكناس – أبو الجعد – اليوسفية – الزمامرة – سيدي بنور – شفشاون – قلعة السراغنة – ابن جرير.
بدء أعمال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة التطورات في فلسطين بمشاركة المغرب
جدة 16 ماي 2021 (ومع) انطلقت اليوم الأحد أشغال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي لمناقشة الوضع في فلسطين وتحديدا مدينة القدس الشريف، بمشاركة المغرب.
ويمثل المغرب في هذا الاجتماع، المنعقد عبر تقنية التواصل المرئي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج السيدة نزهة الوفي، وعبد الله باباه، نائب المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى منظمة التعاون الإسلامي.
ويأتي الاجتماع، بناء على طلب المملكة العربية السعودية، رئيسة القمة الإسلامية، لبحث الاعتداءات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية، وخصوصا في القدس الشريف، وما تقوم به إسرائيل من أعمال عنف في محيط المسجد الأقصى.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية إن إسرائيل تقوم بانتهاكات صارخة بحق الفلسطينيين، معربا عن إدانته لاستيلاء إسرائيل على منازل الفلسطينيين في القدس.
وشدد وزير الخارجية السعودي على أن «القدس الشرقية أرض فلسطينية لا نقبل المس بها»، مبرزا أن «المملكة ترفض رفضا قاطعا الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وتدعو إلى وقف فوري للتصعيد الإسرائيلي».
كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته أمام انتهاكات إسرائيل، والتدخل بشكل عاجل لوضع حد للممارسات الإسرائيلية العدوانية.
وجدد دعم بلاده للسلام في منطقة الشرق الأوسط، وفق المبادرة العربية لإرساء الاستقرار والازدهار، وصولا لضمان حقوق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.


الكاتب : (وكالات)

  

بتاريخ : 17/05/2021