جلالة الملك محمد السادس ورئيس دولة الإمارات نحو مستقبل مشترك بسقف مرتفع

شراكة استثمارية في مجال السياحة والعقار، وتشمل التعاون والتشاور والخبرة، مشروع مارشيكا ميد

إرساء شراكة استثمارية في مشاريع القطار فائق السرعة (الدار البيضاء/مراكش) في أفق سنة 2029

تمويل مشاريع لتشييد السدود، وبناء محطات لتحلية مياه البحر والربط البيني بين الأحوض المائية

إعادة إعمار المناطق المتضررة بزلزال الحوز، وإقامة منشآت صحية وتعليمية وجامعية واجتماعية

تمويل مشاريع في قطاع الموانئ في المغرب، خاصة ميناء الداخلة الأطلسي وميناء الناظور غرب المتوسط

وضع إطار لمساهمة الإمارات في إنشاء أنبوب الغاز الإفريقي – الأطلسي بين المغرب ونيجيريا

 

 

أجرى جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الاثنين، بالقصر الرئاسي «قصر الوطن» بأبو ظبي، مباحثات على انفراد مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ويقوم جلالة الملك محمد السادس، بزيارة عمل وأخوة لدولة الإمارات العربية المتحدة، بدعوة من رئيس دولة الإمارات، تميزت بتوقيع قائدي البلدين على إعلان «نحو شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة»، الذي يروم الارتقاء بالعلاقات والتعاون الثنائي إلى آفاق أوسع، عبر شراكات اقتصادية فاعلة، تخدم المصالح العليا المشتركة.

 

 


مذكرات التفاهم

وفي هذا الإطار، ترأس جلالة الملك والرئيس الإماراتي مراسم تبادل العديد من مذكرات التفاهم (12 مذكرة تفاهم) الموقعة البلدين:
– مذكرة تفاهم بشأن إرساء شراكة استثمارية في مشاريع القطار فائق السرعة بالمملكة المغربية.
بعد نجاح أول خط فائق للسرعة في إفريقيا، الذي يربط بين الدار البيضاء وطنجة، يطمح المغرب لمد هذا الخط إلى مدينة مراكش في أفق سنة 2029. ولهذا الغرض، يعمل الطرفان على إيجاد وتطوير حلول مبتكرة للتمويل مبنية على الشراكة بين هيئاتهما الحكومية والقطاعين العام والخاص.
– مذكرة تفاهم بشأن إرساء شراكة استثمارية في قطاع الماء، وبموجبها، يقوم الطرفان بخلق فرص للاستثمار وتطوير آليات تمويل مشاريع لتشييد السدود، وبناء محطات لتحلية مياه البحر والربط البيني بين الأحوض المائية.
– مذكرة تفاهم من أجل وضع إطار لشراكة اقتصادية واستثمارية بين البلدين، قصد تطوير عدد من المشاريع الإنمائية. وتستهدف هذه المشاريع، بالأساس، إعادة إعمار المناطق المتضررة بزلزال الحوز، وإقامة منشآت صحية وتعليمية وجامعية واجتماعية، وكذا بنبيات تحتية.
– مذكرة تفاهم بشأن إرساء شركة استثمارية في مشاريع في قطاع الطاقة، وتهدف إلى تسهيل التعاون مع وبين الوكالات الحكومية المعنية والسلطات المحلية أو الجهوية ومؤسسات القطاعين العام والخاص المشتغلة في مجالات الطاقة.
وتشمل مجالات التعاون تطوير محطات توليد الطاقة بالغاز الطبيعي، وتطوير السدود الكهرومائية، وتطوير وتعزيز الشبكة الوطنية لنقل الكهرباء من جنوب المملكة إلى شمالها.
– مذكرة تفاهم بشأن إرساء تعاون وشراكة استثمارية في قطاعي الفلاحة والصيد البحري. وتروم خلق إطار للتعاون الاقتصادي والاستثماري في قطاعي الفلاحة والصيد البحري بالمغرب، وتسهيل تبادل التجارب الفضلى والمعارف والخبرات.
كما تهدف إلى تعميق الشراكة الاقتصادية من خلال مشاريع تروم تسهيل الاستثمار واستكشاف فرص إقامة المشاريع المشتركة في قطاعي الزراعة والثروة السمكية.
– مذكرة تفاهم لإرساء تعاون استثماري في قطاع المطارات، تهدف إلى وضع أسس تعاون بين الوكالات الحكومية المختصة والهيئات الجهوية والقطاع العام في البلدين لتطوير وتقييم فرص الاستمثار وآليات أخرى مبتكرة لتمويل مشاريع في قطاع المطارات بالمغرب، وتسهيل تبادل المؤهلات التقنية والمهارات والخبرات في هذا المجال.
– مذكرة تفاهم لإرساء تعاون استثماري في قطاع الموانئ، بهدف تثمين فرص الاستثمار، وكذا آليات أخرى مبتكرة لتمويل مشاريع في قطاع الموانئ في المغرب، خاصة ميناء الداخلة الأطلسي وميناء الناظور غرب المتوسط.
– مذكرة تفاهم بشأن إرساء شراكة استثمارية مرتبطة بمشروع أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا. وتهدف إلى وضع إطار لمساهمة ممكنة لدولة الامارات في إنشاء أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي بين المغرب ونيجيريا على المستويين المالي و التقني.
– مذكرة تفاهم لإرساء تعاون مشترك في قطاع الأسواق المالية وسوق الرساميل، تروم إرساء تعاون موسع بين المؤسسات والشركات والقطاع الخاص، قصد تعزيز وتنشيط الأسواق المالية ورؤوس الأموال بكلا البلدين.
– مذكرة تفاهم بشأن إرساء شراكة استثمارية في مجال السياحة والعقار، تتوخى إنشاء إطار للتعاون الاقتصادي والاستثماري في هذه القطاعات في المغرب، وتسهيل تبادل المعرفة التقنية والمشورة والمهارات والخبرات بين الطرفين. ويشمل هذا التعاون، على سبيل المثال، مشروع مارشيكا ميد.
– مذكرة تفاهم بشأن إرساء شراكة استثمارية في مشاريع مراكز البيانات، تروم تشجيع وتسهيل وتطوير الاستثمارات في مشاريع مراكز البيانات في المغرب، حيث تشتمل المرحلة الأولية على 100 ميجاوات، مع قدرة إجمالية مستقبلية مستهدفة تصل إلى 500 ميجاوات، وكذا استكشاف الحوافز المتطلبة لدعم المزيد من الاستثمار في هذا المجال.

البيان المشترك

في أعقاب المباحثات التي أجراها قائدا البلدين، صدر بيان مشترك، هذا نصه:
« في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية الشقيقة، لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، بدعوة كريمة من أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أجرى القائدان محادثات ثنائية مثمرة تسهم في ترسيخ وتطوير التعاون الثنائي إلى آفاق أوسع.
وفي البداية، هنأ جلالة الملك، أعزه الله، أخاه سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، على رعايته الكريمة والموفقة للمؤتمر الثامن والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ (كوب 28) بدبي. كما جدد جلالته تهنئته الحارة لسموه بمناسبة عيد الاتحاد الثاني والخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيدا بما تحقق من نهضة وتقدم وازدهار، وحضور دولي وازن، بفضل قيادته الحكيمة.
وخلال هذا اللقاء، عبر قائدا البلدين عن اعتزازهما بعمق أواصر الأخوة الحقة والمحبة الصادقة التي تجمعهما، ووشائج التقدير المتبادل والتفاهم المتواصل التي تربطهما، وارتياحهما العميق لمتانة علاقات التعاون المثمر والتضامن الفاعل، القائمة بين البلدين الشقيقين.
كما أكد جلالة الملك ورئيس دولة الإمارات حرصهما القوي على دعم ومتابعة وتطوير هذه العلاقات المتميزة، والارتقاء بها إلى مستوى شراكة مبتكرة ومتجددة ومتعددة الأبعاد تشمل مختلف المجالات؛ شراكة طموحة في أهدافها، ومبتكرة في وسائل ترسيخها، ومتطورة في آليات تفعيلها، وذلك على أساس المصلحة المشتركة، وبما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
وبهذه المناسبة، أبرز جلالة الملك، أعزه الله، الإنجازات التي تشهدها المملكة، لاسيما في مجال البنيات التحتية، وكذا الإصلاحات البنيوية في مختلف القطاعات، وما واكبها من تدابير تشريعية وتنظيمية لتحفيز المبادرة والاستثمار. كما أوضح جلالته الرؤية الملكية في مجال النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد، القائمة على الاستثمار المنتج بما يعود بالنفع على الطرفين.
وقد أكد جلالة الملك الطموح الكبير للمغرب في مواصلة التقدم الاقتصادي والاجتماعي، حيث يشهد إطلاق عدد كبير من الأوراش والاستثمارات، ويطمح لتحقيق المزيد من المنجزات التنموية والاجتماعية، لاسيما في أفق تنظيم نهائيات كأس العالم 2030، ويحرص في كل ذلك على تمكين أشقائه وشركائه من المساهمة في إنجازها، ومن فرص الاستثمار المتعددة والواعدة التي يوفرها.
ومن جهته، أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بنجاح المشاريع الاستثمارية التي قامت بها دولة الإمارات في المغرب، مثمنا على الخصوص، ما يقدمه الاقتصاد المغربي من فرص وإمكانات في مجال الاستثمار، والمؤهلات الكثيرة والمتنوعة التي يتيحها، والمدعومة بتوفير مناخ محفز للأعمال، فضلا عن الأمن والاستقرار الذي يميز المغرب، والذي يجعل منه وجهة جذابة للاستثمار.
وفي هذا الإطار، واستنادا إلى التجارب السابقة الناجحة، وتماشيا مع الرغبة المشتركة في مواصلة تعزيز سبل التعاون المثمر بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، اتفق قائدا البلدين على العمل على توحيد الجهود نحو تحقيق الشراكة المبتكرة والمتجددة، والحرص على استكشاف الفرص للمساهمة في المشاريع الاقتصادية والإنسانية، ودعم برامج التنمية البشرية بما يعود بالفائدة على الشعبين والبلدين الشقيقين، وذلك من أجل الارتقاء بالعلاقات إلى أعلى المستويات، وفتح آفاق أرحب في مختلف مجالات التعاون والشراكة على المدى المتوسط والبعيد.
وفي هذا الصدد، وجه قائدا البلدين بوضع خطط للعمل المشترك، تتعلق بتفعيل مذكرات التفاهم الموقعة. كما أكدا على طموح البلدين الشقيقين لإقامة شراكات مشتركة رائدة على مستوى الأسواق الإقليمية والدولية.
وقد عبر جلالة الملك لأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن شكره وتقديره للمواقف الثابتة لدولة الإمارات العربية المتحدة تجاه المغرب، ولما يخص به سموه قضاياه الوطنية والتنموية من مساندة ودعم موصولين».

آفاق شراكة واسعة في مختلف المجالات

إلى ذلك، أكد عدد من الوزراء والمسؤولين، أن مذكرات التفاهم الموقعة تعد بآفاق شراكة واسعة في مختلف الميادين.
وفي هذا الصدد، قال الوزير المنتدب لدى وزيرة الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، في تصريح للصحافة، إن الزيارة التي يقوم بها جلالة الملك محمد السادس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، تعطي دفعة قوية للتعاون في مختلف المجالات.
وأوضح أن الاتفاقات الموقعة «تكتسي بعدا استراتيجيا نظرا لحمولتها الجغرافية، بحيث أن أبعادها تتجاوز التعاون الثنائي بين دولة الإمارات والمملكة المغربية لتشمل دولا إفريقية كثيرة، ومشاريع تهم القارة الأوروبية مستقبلا».
وأكد أن «البعد الاستراتيجي والعالمي، والبعد التنموي والاستباقي يعكس التبصر الحكيم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جانب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان»، مسجلا أن الزيارة الملكية لدولة الإمارات هي «زيارة استثنائية بكل المقاييس».
من جانبه، أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أنه في إطار مذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها يوجد بعد مرتبط أساسا بالتجهيزات التحتية وخصوصا فيما يرتبط بالأمن المائي، بحكم أن هذه الاتفاقية «ستؤدي إلى استثمارات من الجيل الجديد متعلقة أساسا بتحلية المياه وهو برنامج مهم جدا وطموح بالنسبة للمغرب».
وأشار بركة إلى اتفاقية أخرى تم التوقيع عليها تتعلق بالموانئ، مبرزا أن المغرب قد أعطى، طبقا للتوجيهات الملكية السامية، مكانة خاصة للموانئ الكبرى والتي لها بعد استراتيجي.
وأضاف أن المغرب يتوفر اليوم على ميناء الناظور غرب المتوسط وميناء الداخلة الأطلسي اللذان سيتم فيهما ضخ استثمارات من طرف دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه تقوية مكانة المغرب على الصعيدين الجهوي والدولي سواء في مجال التنمية المستدامة أو مجال الأمن والتواصل الدوليين.
ومن جهته، شدد ربيع الخليع، مدير المكتب الوطني للسكك الحديدية، أن مشروع خط القطار فائق السرعة الرابط بين القنيطرة ومراكش يحظى بأهمية خاصة، في إطار توقيع إعلان الشراكة الذي تم بين قائدي البلدين الشقيقين، جلالة الملك محمد السادس وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف أن هذه الشراكة الطموحة والمبتكرة ستمكن من إيجاد هيكلة مالية مبتكرة لإنجاز هذا الخط، الذي سيمكن من الربط بين طنجة ومراكش في مدة لا تتجاوز ثلاث ساعات تشمل ساعة واحدة بين طنجة والرباط وساعة وخمسا وثلاثين دقيقة بين طنجة والدار البيضاء.
كما سيمكن هذا الخط، يضيف السيد لخليع، من إحداث عدة مناصب شغل تقدر بـ 70 مليون يوم عمل و 3700 عمل قار خلال عملية الأشغال.
بدورها، أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أن الشراكة الموقعة في القطاع الطاقي بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تعطي دفعة قوية للاستثمارات الخاصة في هذا المجال.
وأضافت بنعلي أن توقيع هذه الاتفاقية شكل مناسبة لتكريس الاستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي، مسجلة أن البعد الاستراتيجي لهذه الاتفاقية يؤكد على الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس إلى جانب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأشارت إلى أن المغرب يسعى إلى النهوض بجيل جديد من التعاون الثنائي والاستثمارات بعيدة المدى في مجال الطاقة، مبرزة أن هذه الاتفاقية تعتبر فرصة لتعزيز الصمود في ظل الأزمات المختلفة التي يشهدها العالم.
أما المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، محمد بنشعبون، فقد أكد أن الصندوق سيضطلع بدور مركزي فيما يخص تنزيل مذكرات التفاهم التي تم توقيعها أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأضاف بنشعبون أن الصندوق « سيعمل أولا على التركيبة المالية للمشاريع محور مذكرات التفاهم، وسيعمل كذلك بشكل وثيق مع الشركاء الإماراتيين على إيجاد الطريقة الأمثل للتنزيل القريب لهذه المشاربع، التي تهم قطاعات مختلفة من نقل ومطارات وماء وطاقة».


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 06/12/2023