«جلجامش» بوسريف يفوز بجائزة المغرب للكتاب

أعلنت وزارة الثقافة والاتصال ـ قطاع الثقافة، عن تتويج الشاعر صلاح بوسريف بجائزة المغرب للكتاب، عن ديوانه «رفات جلجامش [كش ـ بل ـ كا ـ مش] الرجل الذي سينبت شجرة جديدة» الصادر عن دار فضاءات بعمان بالأردن. وصلاح بوسريف من الأصوات التي انتصرت للتحديث الشعري في المغرب والعالم العربي، وقد عمل منذ ديوانه «حامل المرآة» على جر الشعر إلى الكتابة، أو ما سماه بوسريف حداثة الكتابة، في مقابل حداثة القصيدة، التي اعتبرها استنفذت شكلها وبناءها، وهي تنتمي في بنياتها ومكوناتها، وحتى في مفهومها إلى ماضي الشعر، لا إلي حاضرها، ولذلك فهو أكد باستمرار على مفهوم العمل الشعري، أو الكتاب، ورفات جلجامش.. يدخل في سياق هذه التجربة التي توسع دوال الشعر، وتعتبر الصفحة الشعرية، بما فيها من بياض وشقوق وفراغات، هي إحدى الدوال التي بها يمكن قراءة الشعر اليوم. وفي هذا الديوان الكتوج، نلمس هذا الاشتغال والبناء، ونشعر بما تحتمله الدوال الشعرية من أفق شعري جديد مغاير ومختلف عن السائد.
«رفات جلجامش»، هو عمل ذهب فيه الشاعر إلى أسطورة جلجامش التي هي أول نص شعري عرفه الوجود البشري، وهي أسطورة تطرح مشكل الوجود البشري، ومعضلة الأبد، أو الموت والحياة. وسعي الإنسان إلى الخلود. وأيضاً ما تحمله الأسطورة في طياتها من معان ودلالات عميقة، في علاقة الإنسان بالأرض والآلهة. وصلاح بوسريف، عمل على كتابة الأسطورة بمنظور جديد مغاير، بعد بحثه في التراث الآشوري والبابلي، وما فيه من نصوص أولى مؤسسة، وكتب أسطورته هو الشخصية في سياقها الإنساني العميق، كما تنبه إلى ذلك الناقد العراقي حاتم الصكر، وأيضاً الشاعر العراقي صلاح نيازي، الذي اعتبر رفات جلجامش عملا عميقاً، وشعراً مثقفا، لم يقرأ مثله، ولا ما يوازيه منذ أكثر من عشر سنوات تقريباً.
الديوان ملحمي في بنائه، وفي شعريته التي تمتح من الحوار والسرد والتداعي الحر، وتؤجج اللغة لتخرج عن سياق التراكيب العامة، لتضع المجازات في منعطفات شعرية تدخل في صميم المشروع الشعري لصلاح بوسريف.


بتاريخ : 18/07/2018