في افتتاح أشغال المؤتمر العام لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي بالرباط ..الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر: الحركة الاشتراكية الديمقراطية العربية مدعوة إلى توحيد صفها وعقلنة خطابها ومشروعها

السفير الفلسطيني جمال الشوبكي:الشباب العربي هم قادة الغد ومن سيقودون حركة التغيير العربية ويقفون ضد الاحتلال والعنصرية

منسق التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي باسم كمال: ضرورة إشراك فعلي للشباب العربي في القيادة السياسية والحزبية

الأمين العام لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي فادي حماد: التأكيد على المسؤولية الملقاة على عاتق الشباب التقدمي في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية في البلدان العربية

الكاتب العام للشبيبة الاتحادية فادي الوكيلي العسراوي: ضرورة تحصين وتمنيع الشباب العربي ضد قوى الانغلاق والتقليد والجمود والتطرف

 

 

تتواصل أشغال المؤتمر العام لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي بعاصمة المملكة المغربية الرباط على مدى أيام 27، 28، 29، و 30 مايو 2025، بحضور 24 وفدا ينتمون لـ 16 دولة عربية، يمثلون الشبيبات الاشتراكية الديمقراطية والمنظمات الشبيبية.
شكل هذا المؤتمر العام الذي تم تسمية دورته بـ «دورة فلسطين»، محطة سانحة للتناول بالدراسة والتحليل العديد من القضايا التي تهم المنطقة العربية بصفة عامة وقضايا وطموح وتطلعات الشباب العربي، وفي مقدمة هذه القضايا التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وأمن واستقرار دول المنطقة العربية ووحدة أراضيها بالإضافة إلى التداول في تجربة الشباب الاشتراكي في العالم العربي فضلا عن دور الشابات العربيات في الحركة الاشتراكية العالمية، من التمثيل الرمزي إلى القيادة الفعلية.
كما كان للمشاركين في هذا المؤتمر فرصة مواتية عبر جلسة خاصة للإطلاع على التجربة البرلمانية في المغرب وعمل الفريق الاشتراكي، من خلال مداخلات لكل من عبد الرحيم شهيد رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، ويوسف ايدي رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، وسعيد بعزيز عضو الفريق الاشتراكي بمجلس النواب ورئيس لجنة العدل والتشريع.
وكان للمؤتمرات والمؤتمرين لقاء مع جمال الشوبكي سفير دولة فلسطين بالمملكة المغربية لاطلاعهم على الوضع المأساوي بفلسطين جراء استمرار حرب الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني ومستجدات وتطورات ملف القضية الفلسطينية عربيا ودوليا.
ما ميز انطلاقة هذا المؤتمر العام الجلسة الافتتاحية التي نظمت بالمركز التابع لوزارة العدل بتيكنوبوليس بسلا، بحضور أعضاء من السلك الديبلوماسي ممثلا في عدد من سفراء الدول العربية المعتمدة بالمغرب، وعدد من ممثلي الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي، فضلا عن مؤتمرات ومؤتمرين للشبيبات الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي والمنظمات الشبيبية العربية، الذين ينتمون إلى 16 دولة عربية و 24 وفدا عربيا.
ترأس هذه الجلسة الافتتاحية إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مرفوقا بجمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين بالمملكة المغربية، وباسم كامل، منسق التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، ثم الحسين الحسني، الأمين العام لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي، وفادي حماد الأمين العام لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي، وفادي الوكيلي العسراوي الكاتب العام للشبيبة الاتحادية.
وفي كلمة له بالمناسبة، رحب الكاتب الأول للحزب، بضيوف المغرب والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مبرزا أن احتضان الاتحاد الاشتراكي لهذا المؤتمر العام يندرج في إطار دينامية الاتحاد الاشتراكي الديبلوماسية الدولية والعربية.
وبنفس المناسبة، سجل الكاتب الأول بأن ميلاد هذا التنظيم الشبيبي الاشتراكي الديمقراطي العربي كان بالمغرب بمبادرة واحتضان من الاتحاد الاشتراكي والشبيية الاتحادية.
كما لم تفت الكاتب الأول الفرصة للتذكير بالسياق العربي والدولي الذي ينعقد فيه هذا المؤتمر المتسم بسيادة اللايقين على المستوى الدولي، بفعل التحولات العميقة والمتسارعة التي يعرفها العالم جيوسياسيا واستراتيجيا ، الصعود المخيف لليمين والشعبوية وحرب المصالح والحمائية الاقتصادية، عودة التوترات المسلحة المهددة للأمن والسلم العالميين ( أوكرانيا – روسيا، الهند- باكستان …) ، بداية نهاية الأحادية القطبية التي سادت منذ انهيار جدار برلين وبداية بروز قوى جديدة ( الصين ، الهند ، البرازيل…).
أما على المستوى العربي، سجل لشكر استمرار تصدع الصف العربي، استمرار حرب الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني أمام العجز السياسي والأخلاقي الدولي عن وقف هذه الحرب، مع ما يترتب عن ذلك من مخاطر على الشرق الأوسط والمنطقة العربية برمتها، استمرار تغلغل المشروعين العثماني والفارسي في المنطقة العربية، واستمرار التضييق على الحريات وفرملة النهوض الديمقراطي في كثير من الأقطار العربية.
وبالموازاة مع ذلك، أبرز الكاتب الأول للحزب أنه أمام هذه التحديات التي تتقاسم الأقطار العربية الكثير منها، فإن الحركة الاشتراكية الديمقراطية العربية مدعوة أكثر من أي وقت مضى إلى توحيد صفها، وعقلنة خطابها ومشروعها، بعيدا عن الشعارات والحماسة، حتى تكون عنصرا مجتمعيا وسياسيا مساهما في تحقيق أهداف وطموحات الشعوب العربية في الأمن والاستقرار والتنمية والحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني على وجه الخصوص.
وفي الأخير، شدد الكاتب الأول على أنه لا يمكن للعمل المشترك أن ينجح ويؤتي أكله «إلا إذا انطلقنا جميعنا من مسلمة لا تقبل أي تنازل أو تفاوض، وتتجلى في الاحترام الصارم للوحدة الوطنية والترابية لجميع أقطارنا العربية».
من جهته، استعرض جمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين، الوضع المأساوي الذي يوجد عليه الشعب الفلسطيني، جراء استمرار العدوان والإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي حيث وصل عدد الشهداء إلى أزيد من 70 ألف شهيد من بينهم 18 ألف طفل، وأكثر من مليون طفل يعانون الجوع، مسجلا أنه لأول مرة يستخدم الجوع في هذه الحرب القدرة.
وأكد السفير الفلسطيني أن ما يشهده الشعب الفلسطيني من حصار وتجويع ودمار لا يزيده إلا تمسكا بحقه المشروع في تقرير المصير، ولا سلام بدون عدالة ولا عدالة بدون إنهاء الاحتلال وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة.
وذكر السفير الفلسطيني بالرباط أن انعقاد المؤتمر وتسميتة بـ»دورة فلسطين» يأتي في ظل ذكرى نكبة فلسطين، الجريمة التاريخية، واصفا النكبة بأنها ليست حدثا تاريخيا فقط، بل جرحا مفتوحا إلى الآن وأنها «سياسة تطهير عرقي مستمرة تحميها ازدواجية المعايير وصمت العالم في ظل إفلات إسرائيل من العقاب».
وتقدم السفير الفلسطيني بالشكر والتقدير للمملكة المغربية، ملكا وحكومة وشعبا، على الدعم الثابت للقضية الفلسطينية، كما نوه بمواقف حزب الاتحاد الاشتراكي الداعمة للقضية، وبدور الشبيبة الاتحادية والاتحاد العربي في الدفاع عن الحق الفلسطيني داخل المحافل الدولية، معربا عن اعتزازه بالشبيبة الاتحادية وباتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية، واصفا إياهما بأنهما «خزان للكفاءات ومنصة للمواقف المساندة لفلسطين».
ودعا الشوبكي الشباب العربي المشارك في هذا المؤتمر العام باعتبارهم قادة الغد، وأصوات حرة لا تباع ولا تشترى ولا تساوم، ومن سيقودون حركة التغيير العربي في المستقبل، إلى تشكيل تيار شبابي عربي موحد يقف في وجه الاحتلال والعنصرية وإبادة الشعوب.
وبدوره شدد باسم كامل، منسق التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي، على رمزية تسمية الدورة بـ»دورة فلسطين»، داعيا إلى الوقوف دقيقة صمت ترحما على أرواح الشهداء، ومؤكدا أن الشباب العربي الاشتراكي يمتلك من المؤهلات ما يجعله قادرا على كسر هيمنة القوى الكبرى، مطالبا بإشراك فعلي للشباب في القيادة الحزبية والسياسية، ومحذرا من الاكتفاء بإدماجهم في اللجان الجانبية فقط.
كما أشاد باسم كامل بالدور الفعال الذي يلعبه إدريس لشكر على المستوى السياسي في دعم العمل الديمقراطي الاجتماعي على المستوى العربي والدولي، كأحد أبرز الشخصيات السياسية البارزة جهويا ودوليا المتسمة بالحكمة والتبصر وبعد النظر.
ومن جانبه، أكد فادي حماد، الأمين العام لاتحاد الشبيبة الاشتراكية الديمقراطية في العالم العربي، أن المؤتمر يشكل فصلا مشرقا جديدا في مسار الديمقراطية الاشتراكية، مذكرا بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق الشباب التقدمي في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية التي تمر بها عدة دول عربية، موجها تحية خاصة لحزب الاتحاد الاشتراكي على استضافته لهذا الحدث التاريخي ودعم هذا الإطار الشبابي الاشتراكي الديمقراطي في العالم العربي منذ التأسيس إلى اليوم.
وعبر فادي الوكيلي العسراوي، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، عن اعتزاز الشبيبة الاتحادية باحتضان المغرب لأول دورة لهذا المؤتمر بعد توسعه ليشمل 16 منظمة، مشددا على أن هذا اللقاء هو مناسبة لتجديد الالتزام بالقيم المشتركة كالحرية، الكرامة، العدالة الاجتماعية، حقوق الإنسان والحداثة.
ودعا الكاتب العام للشبيبة الاتحادية، بهذه المناسبة، إلى بلورة برامج عملية للتصدي للتحديات المشتركة وعلى رأسها التشغيل، الصحة، التعليم، والهجرة السرية، مبرزا أن الشبيبة ليست مجرد آلية نضالية بل هي مشروع للمستقبل.
وبالموازاة مع ذلك، أكد العسراوي على تحصين الشباب في العالم العربي، كمشارك وفاعل أساسي في البناء والدفاع عن الأوطان، وتمنيعه ضد الانغلاق والجمود والتطرف وتوجيه نحو مجابهة التحديات وكسب الرهانات المعقودة عليه.
وتتوزع أشغال المؤتمر، الذي يستمر إلى غاية 30 ماي، في شكل جلسات موضوعاتية تتناول الدبلوماسية البرلمانية، التحديات المشتركة، التجارب الشبابية في القيادة، ووضع المرأة في الحركة الاشتراكية، بالإضافة إلى جلسة خاصة حول الوضع الفلسطيني الراهن، وزيارات ميدانية بمدينة طنجة.
وسيختتم المؤتمر بانتخاب أجهزة جديدة للاتحاد، والمصادقة على البيان الختامي، ليؤكد مرة أخرى الدور المحوري الذي يلعبه المغرب وحزب الاتحاد الاشتراكي في دعم الدينامية الشبابية التقدمية، وتعزيز الحوار والعمل العربي المشترك في ظل التحديات الراهنة.


الكاتب : الرباط: عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 29/05/2025