جماعة الدارالبيضاء تغفل عن استخلاص واجبات كراء قيسارية موريتانيا طيلة 28 سنة

4 عائلات تستفيد من أموال الجماعة بدون وجه حق

إذا تعمقت في‮ ‬التدبير المعتمد لاكبر مجلس جماعي‮ ‬في‮ ‬المغرب‮ ‬،‮ ‬ونعني‮ ‬هنا جماعة الدارالبيضاء‮ ‬،‮ ‬قد تجد نفسك أمام صدمة مؤسفة‮ ‬،‮ ‬أو قد تنتج فيلما سرياليا مشبعا بالضحك‮.‬
في‮ ‬كل مرة‮ ‬يخرج ملف من الملفات‮ ‬،‮ ‬يجعلك تطرح الكثير من الأسئلة حول عقلية المسيرين الذين تعاقبوا على تدبير شؤون البيضاويين‮ ‬،‮ ‬هذه المرة ننتقل مع الساكنة إلى منطقة تعد من اكثر المناطق شعبية ليس على مستوى المدينة‮ ‬،‮ ‬ولكن على المستوى الوطني‮ ‬،‮ ‬وبطبيعة الحال لن تكون الا قيسارية موريتانيا حيث توجد سينما موريتانيا الشهيرة‮ ‬،‮ ‬والتي‮ ‬تعد واحدة من معلمات الثقافة والفن بالدارالبيضاء‮.‬
انطلقت الحكاية منذ عهد الحماية‮ ‬،‮ ‬بل قبل أن ننطلق في‮ ‬سرد الحكاية لابد من أن نطلع المتتبع كيف تم اكتشاف هذه‮ ” ‬المصيبة‮” ‬المخجلة في‮ ‬تاريخ التدبير المغربي‮ ‬،‮ ‬كان أعضاء من المكتب المسير الجديد لمقاطعة مرس السلطان‮ ‬،‮ ‬يبحثون في‮ ‬اوراقهم بحثا عن وثائق من شأنها ان تنمي‮ ‬المداخيل المالية الجماعة وبالتالي‮ ‬تستفيد منها ساكنة منطقتهم‮ ‬،‮ ‬فعموما هم‮ ‬يتواجدون في‮ ‬منطقة تعد من اغني‮ ‬المناطق على مستوى الترويج المالي‮ ‬،‮ ‬بفضل القيساريات والمحلات التجارية‮ ‬،‮ ‬التي‮ ‬تستقطب‮ ‬يوميا آلاف الزوار من مختلف المدن والقرى المغربية‮ ‬،‮ ‬ومع ذلك تعاني‮ ‬المقاطعة من شح في‮ ‬العقارات لتنفيذ برامج اجتماعية وثقافية ورياضية وما الى ذلك‮ ‬،‮ ‬كما أن منحتها لا تسعفها كي‮ ‬تقوم باستثمارات تعود بالنفع على كل الفئات القاطنة هناك‮ ‬،‮ ‬لماتفحصوا واستفسروا عن المداخيل المالية لبعض القيساريات والعقارات‮ ‬،‮ ‬سقط ما بايديهم وظلوا‮ ‬يحملقون في‮ ‬ذهول واضح فما الذي‮ ‬اكتشفوه ؟‮:‬
في‮ ‬عهد الحماية‮ ‬،‮ ‬عندما أراد المقيم العام بناء بعض المنشآت في‮ ‬مختلف الأحياء من بينها حي‮ ‬بوسبير‮ ‬،‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬يتوفر على قرار بلدي‮ ‬فامر احدى الشركات بأن نشيد الحي‮ ‬،‮ ‬وتبني‮ ‬بجانبه مركزا تجاريا وهي‮ ‬القيسارية التي‮ ‬نتحدث عنها في‮ ‬هذا المقام‮ ‬،‮ ‬والى جانبها قاعة سينما لتكون في‮ ‬نفس الوقت دارت للعرض المسرحي‮ ‬والغنائي‮ ‬وغيره اي‮ ‬دارا للفنون في‮ ‬المجمل‮ ‬،‮ ‬على أساس أن تستفيد‮ ‬من‮ ‬عائدات اكرية المنازل والمحلات التجارية التي‮ ‬بنتها‮ ‬،‮ ‬لمدة‮ ‬75‮ ‬سنة‮ . ‬الشركة في‮ ‬تلك الفترة ولانها مختصة في‮ ‬البناء فقط‮ ‬،‮ ‬كلفت أربع عائلات كي‮ ‬يقوموا بعملية الاستخلاص‮ ‬،‮ ‬الإتفاقية التي‮ ‬عقدها المقيم العام مع الشركة‮ ‬،‮ ‬كما اشرنا ستنتهي‮ ‬في‮ ‬سنة‮ ‬1996‮ ‬،‮ ‬وبعد انتهائها ستعود كل تلك العقارات للبلدية‮ ‬،‮ ‬وبالفعل تم ذلك ووقعت الشركة مع الاسر الأربعة عقدا‮ ‬يفيد بأن مهمتهم ستنتهي‮ ‬فور انقضاء العقد المذكور‮.‬
العجيب هو أنه عندما استرجعنا وطننا واقمنا نظام الجماعات‮ ‬،‮ ‬لا أحد اكثرت للموضوع‮ ‬،‮ ‬وظلت تلك الأسر تستخلص اموال الاكرية لصالحها‮ ‬،‮ ‬وقد ابلغنا مستشارون مقاطعة مرس السلطان بأن العائلات الاربع ظلت تستخلص تلك الاكرية لأن لا احد اتصل بها حتى الشركة الفرنسية التي‮ ‬شيدت المشروع‮ ‬،‮ ‬وما من جماعة أو‮ ‬غيرها سبق وفتحت معهم هذا الموضوع‮ ‬،‮ ‬وظلت الأمور تورث وهم من‮ ‬يقوم بالاشراف على تفويت المحلات ونحن نعلم‮ ‬،‮ ‬أن المحلات هناك تساوي‮ ‬ملايين الدراهم‮ ‬،‮ ‬حتى ان المغادره المحل‮ ‬يفوته للمكتري‮ ‬الجديد بما‮ ‬يتراوح بين‮ ‬200‮ ‬و400‮ ‬مليون سنتيم واحيانا أكثر بكثير حسب الموقع والمساحة‮ ‬،‮ ‬وهي‮ ‬عملية تتم عن طريق ما‮ ‬يعرف ب‮ ” ‬النوار‮” …‬
المفجع أننا منذ‮ ‬1976‮ ‬بدانا بنظام الجماعات‮ ‬،‮ ‬وفي‮ ‬الثمانينات اسسنا المجموعة الحضرية وبعدها مجالس المدن‮ ‬،‮ ‬كل ذلك لتوحيد الجهود في‮ ‬استخلاص المداخيل المالية ولمعرفة ما للمدينة من عقارات وغيرها‮ ‬،‮ ‬وها نحن مررنا بالسليماني‮ ‬وكمو والعباسي‮ ‬ايام المجموعة الحضرية‮ ‬،‮ ‬الى حدود‮ ‬2003‮ ‬حيث دخلنا تجربة وحدة المدينة ومررنا بساجد في‮ ‬ولايتين والعماري‮ ‬في‮ ‬ولاية وها نحن في‮ ‬نصف الولاية الرابعة‮ ‬،‮ ‬ولم‮ ‬يطرح السؤال حول هذه المنشآت وإلى أي‮ ‬وجهة تساق اموالها‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬مدينة عانت خلال كل الولايات من عجز مالي‮ ‬فاضح‮ ‬،‮ ‬استلزم تدخل الدولة في‮ ‬الكثير من المرات للقيام باستثمارات فيها‮ ‬،‮ ‬مدينة‮ ‬يفوق حجم ديونها الخارجية‮ ‬400‮ ‬مليار سنتيم دون احتساب الفوائد المصاحبة لها‮ ‬،‮ ‬مدينة لا تجد ما تسد به ثقوب النفقات الإجبارية‮ ‬،‮ ‬كحقوق المستلزمين الذين لهم دعاوى قضائية معها‮ ‬،‮ ‬وحقوق الطرامواي‮ ‬والباصواي‮ ‬وحتى النظافة‮ ‬،‮ ‬ومع ذلك لا تبحث في‮ ‬مواردها وعمن‮ ‬يستغفلها‮ ‬،‮ ‬هي‮ ‬التي‮ ‬بلغ‮ ‬الباقي‮ ‬استخلاصه لفائدتها ما‮ ‬يناهز‮ ‬1800‮ ‬مليار سنتيم‮ ‬،‮ ‬بسبب ركود إدارتها الجبائية‮.‬
ان ظلت الجماعة في‮ ‬سبات وهذا امر‮ ‬يتطلب وقفة كبيرة‮ ‬،‮ ‬فأين السلطات التي‮ ‬نعلم أنها تعرف كل كبيرة وصغيرة عن البشر والحجر وترصد اعينها كل شيء‮ ‬،‮ ‬كيف تسمح لمثل هذا التسيب ؟؟
القيسارية والمحلات التجاربة والمنازل المؤثثة للفضاء بوسبير‮ ‬،‮ ‬من شأنها أن تدر على خزينة المدينة ان روجعت السومة الكرائية التي‮ ‬تعود لعهد الحماية‮ ‬،‮ ‬مالايقل عن‮ ‬750‮ ‬مليون سنتيم في‮ ‬السنة‮ ‬،‮ ‬ومن شأن هذا المبلغ‮ ‬ان‮ ‬يسد بابا كبيرا في‮ ‬الشق المتعلق بواجباته الجماعة لدى الشركات المكلفة بالخدمات لديها‮..‬
العائلات كما علمنا بذلك لا تتوفر على اي‮ ‬سند قانوني‮ ‬يسمح لها بالاستخلاص‮ ‬،‮ ‬وهي‮ ‬بذلك على اتم استعداد لان تمد الجماعة بالوثائق المتوفرة لديها‮ ‬،‮ ‬لكن على الجماعة ان تعجل بالاجراءات الإدارية التي‮ ‬من الممكن ان تستصدر من خلالها القرار الجبائي‮ ‬،‮ ‬يعطيها الحق القانوني‮ ‬في‮ ‬استخلاص واجبات الكراء الضائعة منها لما‮ ‬يقارب‮ ‬30‮ ‬سنة‮ ‬،‮ ‬لكن بعد مراجعتها طبع


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 23/10/2024