جماعة تاكزميرت .. مواطنون يتساءلون عمن أوقف تعبيد طريق فدوكس طاطا تاكموت؟

مما لا شك فيه، أولا لدى المهتمين بقضايا الوطن شماله وجنوبه، شرقه وغربه، أنه لا تنمية في جهة كجسم بدون توفير عروقه المعبر عنها بشبكة الطرق. ثانيا لا يختلف اثنان عن كون عدد من حكوماتنا المتعاقبة همشت بشكل أو بآخر العالم القروي من حيث ضروريات الحياة من ماء، وتعليم، وصحة، وفك العزلة بتوفير الطرق عن أغلبية البوادي، وذلك بشكل متباين، وهي التي أعطت وتعطي كل شيء للحواضر، وبعبارة أخرى للوطن، بدءا من المساهمة في تحريره من الاستعمار الفرنسي والاسباني بعد الاستقلال، والمساهمة في البناء كعمال وكأطر في جميع القطاعات وكرجال أعمال، إلا أن التهميش جعلهم يهاجرون إلى الحواضر حيث الحكومات المتعاقبة وفرت وتوفر ضروريات الحياة لساكنة الحواضر من ماء وتعليم وصحة والشغل وشبكة الطرق وغيرها ولو نسبيا، كأن المغرب يختزل في المدن التي أصبحت لما تذكر تعيش معاناة لا حصر لها في كل شيء في السكن، في قلة الشغل، في العنف، في اللصوصية، في الطلاق وفي التفكك العائلي.
لو تمت العناية بالعالم القروي ولو بتوفير الحد الأدنى من ضروريات الحياة لتم تخفيف المعاناة عن الحواضر، وبالتالي فمعاناة حواضرنا من معاناة بوادينا، وكنموذج لما تمت الإشارة إليه ما جاء في بيان شباب اتحاد فدوكس للرأي العام المحلي والإقليمي بإقليم طاطا حول مآل مشروع طريق فدوكس. هذه الطريق التي كان من المنتظر أن تربط فدوكس بمدينة طاطا فتاكموت تم بن يعقوب فتاليوين والتي تم التداول بشأنها في عدة لقاءات، أصبحت اليوم مهددة بالإقبار النهائي، الأمر الذي يعتبر استخفافا بحاجيات ومطالب الساكنة المحلية التي طال انتظارها لهذا الورش التنموي.
لقد سبق لساكنة فدوكس التابعة لإقليم طاطا بجميع مكوناتها أن راسلت مختلف الإدارات المعنية في سبيل الإسراع بتحقيق هذا المشروع التنموي الذي طالما راود الساكنة، غير أن هذه الاتصالات المباشرة وغير المباشرة تمت الإجابة عنها بصمت وتماطل غير مبرر، مع العلم أن البداية في هذا الطريق الذي يعتبر شريانا للمنطقة كانت سنة 2015 مسافته ثمانية عشرة كيلومتر ونصف بدايته جماعة تاكزميرت إقليم طاطا … قد بدأت فيه الأشغال الخاصة بالتبليط المعروفة «بتوفنا»، وبمصاريف المياه المعروفة ب «لقوادس»، بعد الصفقة الأولى شهر نونبر 2023 من طرف المقاول الفائز بالصفقة، كان هذا في عهد العامل السابق، وتمت الصفقة الثانية بتاريخ 24/11/2024 وهي المتعلقة بتعبيد الطريق من بدايته بامينواقافيدوكس إلى نهايته 18كلم ونصف.
وبعد انتظار الساكنة أكثر من أربعة أشهر استفسرت عن سبب توقف الأشغال وعن مصير الصفقة الثانية والوعد بتعبيد الطريق من طرف العامل السابق الذي قام بزيارة الطريق واستقبلته الساكنة كالعادة بحفاوة بما في ذلك الأعيان والمنتخبين، وصرح للجميع بأن الطريق يعتبر الآن منجزا، لكن ليستمر التوقف لشهور حينذاك قامت لجنة المتابعة المكلفة من طرف المجتمع المدني بالاتصال بمسؤول في إحدى المديريات، الذي كان جوابه، حسب تصريحات مكونات مدنية للجريدة، على الشكل التالي: «لا نتوفر على المبلغ الكافي لتعبيد هذا الطريق في الوقت الذي لم نتوصل بمساهمات من الأطراف الأخرى المستفيدة من هذا المشروع، مما جعلنا نتوقف عن العمل». هذا الرد والوضع الميداني لواقع الطريق، يبين بأن حلم الساكنة قد تبدد، وتم حرمان هذا الجسم القروي من شريان التنمية، في حين أن هناك من يردد بأن الميزانية المخصصة لتعبيد طريق فدوكس تم تحويلها إلى جهة أخرى بعد تدخلات نافذة، مما يستوجب تعميق البحث من العامل الحالي لإقليم طاطا.


الكاتب : محمد مستاوي

  

بتاريخ : 18/06/2025