تعتبر جماعة سيدي موسى بن علي ، من الجماعات التابعة إداريا لعمالة المحمدية بجهة الدار البيضاء – سطات ،ناهز عدد سكانها 11445 نسمة حسب الإحصاء الرسمي للسكان والسكنى لسنة 2014 ،بمساحة تبلغ 50 كلم مربع ، تحدها شمالا جماعة سيدي موسى المجذوب وجماعة الشلالات بعمالة المحمدية، وجنوبا جماعة موالين الواد وشرقا جماعة الفضالات بإقليم بن سليمان ،وغربا جماعة سيدي حجاج وادي حصار إقليم مديونة .
تعد متنفسا لمن يبحث عن معانقة الطبيعة في عذريتها ، بحكم أنها تشكل حزاما أخضر ، ورئة طبيعية، بكل المقاييس، كما تتميز بمناخها المعتدل وتعرف تساقطات مطرية متوسطة في السنة، ورغم قدمها ،إلا أنها بقيت تعاني الأمرين بسبب التهميش الذي طالها منذ عقود ، جراء عدم وجود رؤية واضحة المعالم لدى من تعاقب على تسيير شؤونها ،فظلت خارج دائرة التنمية إلى أن تمكن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من تسيير شؤونها لمدة ولايتين متتاليتين في شخص رئيسها الحاج محمد قسوم ورفاقه ، حيث شهدت المنطقة قفزة نوعية على عدة مستويات ، والمنجزات التي تحققت تشهد على هذه الحصيلة الإيجابية ،وقد تضافرت جهود عدة جهات في هذا الباب ، سواء تعلق الأمر بالمنتخبين أو الموظفين والسلطات المحلية والإقليمية ، وأيضا بفضل المشاريع المنجزة خاصة على مستوى شق الطرق من طرف جهة الدارالبيضاء – سطات .
مشاكل متعددة ومجهودات متواصلة
يقول رئيس الجماعة محمد قسوم :»حين تولينا زمام التسيير عقب الانتخابات الجماعية لسنة 2009 ، كانت الجماعة تتخبط في مشاكل متنوعة ترتبط بضعف الإمكانات المالية وخصاص مهول على مستوى البنيات التحتية، وخلال عشر سنوات على تقلدنا مهمة تدبير شؤون الجماعة، انصب اهتمام المجلس على القطاعات الحيوية الأساسية ،فعلى مستوى قطاع التزود بالماء الصالح للشرب تم إبرام اتفاقية شراكة مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب قطاع الماء، لتمكين جميع الدواوير من الاستفادة من الماء الصالح للشرب ،حيث مكنت هذه الاتفاقية جل الساكنة من الاستفادة ولله الحمد، إذ أن جميع الدواوير مرتبطة الآن بشبكة الماء الصالح للشرب.»
و»في ما يتعلق بقطاع التطهير السائل ، يضيف ، فإنه يتم الاعتماد على الحفر الصحية وهناك معاناة في هذا الإطار ،وقد تقدمنا بعدة ملتمسات للمكتب الوطنى للكهرباء والماء الصالح للشرب من أجل ربط الجماعة بشبكة التطهير السائل، وتجويد هذه الخدمة ،ورفع معاناة الساكنة في مجال الحفاظ على البيئة، لاسيما بمركز الجماعة الذي يعرف تواجد كثافة سكانية مهمة. وفي مجال التطهير الصلب، يتم تدبير هذا المرفق من خلال شاحنة تعمل على نقل النفايات الصلبة للمطرح العمومي المحدث بجماعة بني يخلف ،وذلك في إطار مجموعة الجماعات المحلية. وبخصوص قطاع الكهربة القروية فإن جميع المساكن مرتبطة الآن بشبكة الكهرباء ولا أحد من الساكنة خارج دائرة الاستفادة» .
مشاريع فك العزلة عن الساكنة
ظلت المسالك الطرقية هاجسا يؤرق الساكنة ،بحكم أهميتها، والتي تعتير من الضروريات لفك العزلة عن المواطنين خاصة في مواسم الأمطار، هذا الملف كان من أولى الأولويات بالنسبة لمسيري الشأن المحلي اليوم ، «فاعتبارا للطبيعة القروية للجماعة، يوضح الرئيس ، وضع المجلس الجماعي نصب عينيه صيانة وتهيئة المسالك الطرقية، وهكذا وبفضل تدخل مجلس جهة الدار البيضاء سطات، تمت تهيئة مجموعة من المسالك ، هذه العملية لقيت استحسانا كبيرا من طرف المواطنين بحيث عملت على تحسين الولوجيات وفك العزلة ،وقد مكنت من تهيئة قرابة 15 كلم ،والأمل معقود على إتمام العملية بتدخل من مجلس الجهة»، لافتا إلى « أن الطرق الإقليمية عرفت تدخلات من طرف المديرية الإقليمية للتجهيز ،كانت آخرها الطريق الإقليمية 3309 والتى تمت تهيئتها مؤخرا».
قطاعات في صدارة اهتمام المجلس
قطاعات مهمة ظلت محط اهتمام مكتب الجماعة ، وهي ترجمة عملية للبرنامج الذي تقدم به الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لدى الناخبين ، وهي قطاعات حرص المجلس على الاهتمام بها خدمة المواطن.
في مجال التعليم ، تعرف الجماعة الآن تواجد مؤسسات تعليمية عدة للتعليم العمومي، منها ثانوية تأهيلية باشرت عملها خلال الموسم الدراسي 2018/2019 وثانوية إعدادية ، إضافة إلى مجموعتين مدرسيتين ، هما مجموعة مدارس سيدي موسى بن على ومجموعة مدارس سيدي العربي ، تضم عددا مهما من التلميذات والتلاميذ ، إلى جانب قسمين للتعليم الأولي بهاتين المجموعتين ،وقد تم إحداثهما في إطار اتفاقية شراكة مع المؤسسة المغربية للتعليم الأولي تشجيعا للناشئة على العملية التعلمية .
و»دعما لهذا القطاع ، يقول الرئيس ، فقد تعزز بسيارتين للنقل المدرسي خلال الموسم الدراسي 2018/2019 ،كما تسلمت الجماعة سيارة للنقل المدرسي من مجلس عمالة المحمدية بموجب اتفاقية شراكة خصصت لنقل تلاميذ التعليم الإبتدائي،فيما تسلمت الجماعة سيارة أخرى من المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بالمحمدية بموجب اتفاقية شراكة خصصت لنقل تلاميذ الإعدادي والثانوي، والمجلس سيعمل على اقتناء سيارة أخرى خلال الموسم الدراسي الحالي 2019/2020 وذلك لتعزيز أسطول النقل المدرسي، كما ينتظر المجلس أيضا تسلم سيارتين من مجلس عمالة المحمدية».
و»فى إطار الاهتمام بالجانب الرياضي وبغية تقريب الخدمات الرياضية من الشباب بالعالم القروي ، تم في وقت سابق إعداد وتهيئة الملعب الرياضى لسيدي العربي في إطار شراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعة ،حيث يتم فيه تنظيم مباريات رياضية ،كما أننا رفعنا ملتمسات إلى مجلس العمالة بالمحمدية وجهة الدار البيضاء سطات من أجل القيام بإحداث ملاعب للقرب بعدد من النقاط ، لتقريب الخدمات الرياضية للناشئة المستهدفة وتشجيع الرياضة بالعالم القروي» يقول الرئيس.
في القطاع الصحي « تتوفر الجماعة على مستوصف قروي يعمل به طبيبان وإطار طبي ، «إلا أنه يعاني من قلة التجهيزات الأساسية ،وضعف فى مخزون الأدوية رغم الإقبال المكثف عليه من طرف الساكنة ، ويتم نقل المرضى وإسعافهم بواسطة سيارتين للإسعاف ممولتين من طرف مجلس العمالة ومجلس الجهة، منهم المرضى المصابين بالأمراض المزمنة من قبيل القصور الكلوى والسرطان ، حيث يتم نقلهم الى المراكز الاستشفائية بالمحمدية والدار البيضاء دون أن ننسى نقل النساء الحوامل للوضع بمستشفى مولاي عبد الله بالمحمدية».
وأكد الرئيس «أنه وفي اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، ستعمل الجماعة على تعزيز المنشآت الصحية بمشروع لدار الأمومة، والذي سيتم الإعلان عن طلب عروض أثمانه فى الشهور المقبلة» .
و»مادمنا نتحدث عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يضيف رئيس الجماعة، فقد استفادت الجماعة ، ولله الحمد ، من مجموعة من المشاريع التى رأت النور واستبشر بها السكان خيرا ، منها مشروع تأهيل ملعب سيدي العربي ،.مشروع دار الثقافة المنجز في إطار اتفاقية شراكة بين هذه الجماعة والمديرية الجهوية للثقافة بالدار البيضاء والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية،مشروع توسيع دار الطالبة الذي فتحت أظرفة انطلاقة أشغاله خلال شهر يونيو الماضى، وذلك لتعزيز دور الطالبة بالجماعة ،التى تأوي عددا من النزيلات المنحدرات من أسر هشة .»
مشاريع مهيكلة
في أفق 2022
و»تطبيقا لمقتضيات القانون التنظيمي 113-14 المتعلق بالجماعات ،يستطرد الرئيس ، عملت الجماعة على إعداد برنامج عملها للفترة 2017-2022 ، حيث سطرت مجموعة من المشاريع ،وتم إعداده من طرف مكتب للدراسات، ومول من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ويتطلب هذا الأخير توفير غلاف مالي قدره:81.745.416.00 درهم لتأهيل البنيات والتجهيزات والخدمات الاساسية بمبلغ37.260.000.00 درهم ، وتقوية النسيج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والرياضي بمبلغ42.100.000.00 درهم ، والتنمية العمرانية والمحافظة على البيئة بمبلغ 2.385.416.00 درهم «.
في أفق تطوير خدمات القرب
من أجل تجويد خدمات القرب وتطويرها ، فإن الجماعة مقبلة على تأهيل السوق الأسبوعي والمجزرة الجماعية في اطار اتفاقية شراكة مع جهة الدار البيضاء – سطات ، مما سيؤدي إلى تأهيل هذا المرفق العمومي والرفع من قيمة المداخيل الذاتية للجماعة ، يضاف إلى ذلك أن مجلس العمالة بالمحمدية سيعمل هو الآخر على إنجاز مشروع تأهيل مدخل مركز الجماعة في إطار اتفاقية شراكة .
و»رغم المجهودات المبذولة، يقول الرئيس ، فإن المجلس يواجه بعض الصعوبات والإكراهات ، والتي يسعى جاهدا للتغلب عليها ، و يحاول الإستجابة لانتظارات الساكنة المحلية ،ويأتي في مقدمة هذه الإكراهات ميزانية الجماعة ،التي تتميز بضعفها ،بل إن مشروع سنة 2019 قد عرف عجزا قدر ب 8414697.00 درهم ، ونحاول جاهدين قدر الإمكان التغلب على هذا العائق، علما بأن الحيز الكبير من الميزانية يوجه لنفقات الموظفين وباقى النفقات الإجبارية، يضاف إلى ذلك أن هاته الميزانية تشكل فيها الضرائب المحولة حوالى 70 في المائة والمصاريف الإجبارية».
و»يعول المجلس ، يضيف المتحدث ، على إحداث مناطق للأنشطة الصناعية والاقتصادية بالأراضي المخزنية المتواجدة بمنطقة سيدي العربي بمحاذاة الوحدات الصناعية المتواجدة هناك ، ومنطقة للسياحة القروية على ضفاف وادي المالح ، علما بأن تواجد وحدات صناعية للاقتصاد غير المهيكل يفوت على الجماعة مداخيل ضريبية مهمة، ولهذا فإن الإحصاء السنوي العام للضرائب يبدو أمرا مهما لابد منه لتحيين الجداول الضريبية».
تحدي البناء العشوائي ومخاطر «الحشرة القرمزية»
وفي مجال التعمير والبناء أشار الرئيس إلى أن الجماعة « تعرف تواجد تجمعات للبناء العشوائي والتى تم الشروع في القضاء عليها بفضل تدخلات السلطة المحلية والجماعة الترابية» ، لافتا إلى «أن انتشار ظاهرة الحشرة القرمزية قد تسبب فى بعض الأمراض للساكنة» ،مشيرا الى أنه «رغم المجهودات المبذولة في هذا الشأن من طرف السلطات المحلية والقطاعات المهتمة، فإن المعاناة لاتزال مستمرة ، ويبقى الأمل معقودا على تضافر جهود الجميع للقضاء على هذه الحشرة، التى أتت على نبات الصبار وأضحت مصدر قلق للسكان».