جمال الدبوز يغضب في وجه الإعلامية الفرنسية كلير شازال

عبر الفنان الكوميدي جمال الدبوز، خلال برنامج «أو نتري ليبر» الذي تديره الإعلامية الفرنسية الشهيرة «كلير شازال» على  القناة الفرنسية «فرانس 5» عن غضبه بكلمات لا تخلو من شدة وحزم وسخرية سوداء وذلك ليلة الإثنين 18 دجنبر الماضي.
غضبته جاءت على إثر سؤال طرحته عليه مقدمة البرنامج خلال الحوار الذي يدخل ضمن الحملة الإشهارية التي يقوم بها الفنان بمناسبة عرض كوميدي يقدمه على مسرح لاسيغال والذي أطلق عليه عنوان «مينتنون أو جمال»
والسؤال سبب الغضبة تمحور حول مدى قوة  أداء جمال الدبوز لدور الناطق باسم الجالية المغاربية وإسماعه لصوته خاصة أثناء الأحداث الإرهابية..، وقد عبر الفنان الكوميدي عن استيائه من تكرار هاته»النعوتات» التي تمس هويته كفرنسي والتي تضطره في كل مرة أن يبرهن بشكل مضاعف بأنه ينتمي لفرنسا. وأضاف بأنه ممل أن يشعر الشخص بأنه غريب في بلده لمجرد أنه يمتلك شعرا وعينين سوداوين، واتهمها بأنها غيرت أجواء الحوار التي انطلقت بشكل جيد.
وكما يعرفه العديد من الجمهور المغربي، فجمال الدبوز يحمل الجنسية المغربية والفرنسية على السواء، فقد ازداد بباريس سنة 1975، والداه ينحدران من مدينة تازة، وكانا يقطنان بالبيضاء لمدة عامين قبل أن يسافرا ليستقرا بباريس وبالضبط في منطقة «تراب»، حيث نشأ جمال. كانت مراهقته صعبة طبعت بالحياة  المضطربة التي يعرفها أبناء بعض الجاليات بالضواحي، وقد انتهت بحادث مأساوي أدى بفقدانه ليده اليمنى، غير أنه استطاع أن ينتصرعلى إعاقته وظروفه..، وبدأ مساره الفني من على المسرح الارتجالي ككوميدي الذي مكنه من التعرف، بعد عدة سنوات، على الفنان الكوميدي الشهير إسماعيل الفرنسي ذو الأصل الجزائري الذي دعمه.
مسار جمال الدبوز مر بعدة محطات تضمنت الاشتغال في برامج إذاعية، ثم في التلفزيون، حيث اشتهر بسلسلة «أش» لينتقل للعمل السينمائي، إذ شارك في أحد أفلام المخرج نبيل عيوش قبل أن يستمر في أعمال أخرى ك»زونزون» و»لو سييل لي زوازو إي تامير» ويساهم في إنتاجات عرفت نجاحات كبيرة مثل»لو فابولو ديستان داميلي بولان» للمخرج جون بيير جوني» ثم بعد ذلك الفيلم الشهير»أستريكس إي أوبليكس» للمخرج ألان شاباط وغيرها من الأفلام، لعل أهمها فيلم «أنديجين» الذي شارك في إنتاجه وأدى دور بطولة قصته التي تكرم الجنود المنتمين لشمال افريقيا الذين حاربوا مع فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، و قد مكنه هذا العمل الأخير من نيل جائزة «أحسن ممثل» في مهرجان»كان» رفقة ممثلين آخرين.
يظل البرنامج  التلفزيوني الفرنسي «جمال كوميدي كلوب» ملتصقا باسم جمال، وهو برنامج يعرض أسبوعيا على قناة كنال بلوس، وقد سمح باكتشاف العديد من المواهب في مجال الكوميديا وخاصة «استانداب»، بنفس الشكل الذي ارتبط اسمه بالمهرجان الدولي»مراكش للضحك» الذي أسسه الفنان سنة 2011 والذي يقام سنويا بالمغرب.
تجدر الإشارة إلى أن الفنان الدبوز متزوج من المذيعة  الفرنسية مليسيا توريو التي أنجب منها طفلا ويستقر بفرنسا ومتجذر بها، وبالموازاة مع ذلك، فإنه من خلال عدة أعمال سواء منها الفنية أو الاجتماعية  وتواجده المستمر في العديد من المحافل بالمغرب (بغض النظرعن الانتقادات التي يتعرض لها حتى في المغرب حول مدى انتمائه و نواياه الحقيقية من هاته المشاريع) لا يتردد عن التصريح بانتمائة للبلد الذي أنجب أباءه وأجداده.. ، يبقى السؤال: هل هذه الغضبة هي غير مبررة ومبالغ فيها أم هي صرخة تحمل هموم أبناء الجاليات الذين يقطنون بفرنسا بالتالي هي تترجم انتهاء عهد فرنسا المثقفة، فرنسا جون جاك روسو التي تنادي بالديمقراطية وتساوي الحقوق بين كل من يحمل جنسيتها، وتراجع فكرها الديمقراطي في ظل ما تعرفه الأجواء العامة الدولية الموشومة حاليا  بدماء الأحداث الإرهابية؟؟؟


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 02/01/2018