نظمت جمعية الخدمات الاجتماعية للتعليم العالي بشراكة مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لأسرة التربية والتكوين، لقاء وطنيا بمدرج مزيان بلفقيه بمقر المؤسسة، وذلك يوم 15 دجنبر 2017 حول موضوع « أسرة التعليم العالي والتغطية الاجتماعية» تميز بحضر وزير الثقافة والاتصال ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي بالنيابة، و كذا ممثل عن المجلس الأعلى التربية و التكوين و البحث العلمي و البروفيسور عبد العزيز الماعوني رئيس هيئة الأطباء، و سعيد فكاك رئيس مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقطاع الصحة و ممثل عن وزارة التجهيز و النقل، و مجموعة من الأساتذة الباحثين من مختلف المؤسسات و المدن الجامعية، كما تميز اللقاء بحضور عبد الجليل باحدو رئيس التضامن الجامعي المغربي ونائبه رشيد شاكري والمدير التنفيذي للتضامن مبارك مبركي وعزيز التجيتي وإبراهيم الباعمراني عضوي اللجنة العلمية وأعضاء من المكتب الوطني والأجهزة الإقليمية.
وخلال الجلسة الافتتاحية ألقى ذ/ محمد الدرويش رئيس جمعية الخدمات الاجتماعية للتعليم العالي كلمة تطرق فيها لأهمية هذا اللقاء وراهنيته، مشيرا إلى أن جمعية الخدمات الاجتماعية للتعليم العالي تهدف إلى توفير خدمات اجتماعية في كل المجالات الاجتماعية من سكن و صحة و ترفيه و ترفيه و سياحة بتنسيق تام مع مصالح مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لأسرة التربية و التكوين أولا و مع باقي الفاعلين في القطاعين العام و الخاص .
كما تهدف إلى تبادل الخبرات و التجارب مع المنظمات الاجتماعية المماثلة الأهداف و الوسائل وطنيا و دوليا وتوطيد و تعزيز أواصر التضامن و التكافل و التعاضد بين أفراد أسرة التربية و التكوين عموما و التعليم العالي خصوصا .واستعرض الأنشطة التي سطرتها الجمعية لفائدة أسرة التعليم العالي بشراكة مع مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية لأسرة التربية و التكوين و أخرى مع التضامن الجامعي المغربي .
انطلقت أشغال اللقاء الوطني بعرض لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية استعرض من خلالها الكاتب العام للمؤسسة خدماتها في مجالات التغطية الصحية التكميلية والسكن والترفيه ومنح الاستحقاق والنقل والإسعاف الصحي والتخييم والسياحة… مدعما عرضه بالإحصائيات ومتوقفا عند النتائج المحققة، كما أشار إلى الشروع في إحداث مركبات سياحية لنساء ورجال التعليم كالمركب السياحي بمراكش الذي شيدته المؤسسة، والذي سيعطي دفعة للمجال الاجتماعي لقطاع التعليم والتكوين..
أما العرض الثاني فقد تطرق من خلاله ممثل الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي(CNOPS) لموضوع التغطية الصحية بين الخدمات الأساسية والتكميلية، محددا مهام الصندوق انطلاقا من القوانين المنظمة للصندوق، ومبرزا الجهود المبذولة من اجل تجويد خدماته، ومسايرة التطورات، كما تطرق العرض الثالث لمميزات مجموعة التأمين العالي (GASUPالتي تهدف إلى ضمان تقاعد تكميلي يدخره الأساتذة الباحثون و التامين على الحياة و خدمات أخرى.
أما عبد العزيز العتيقي الأستاذ الجامعي ومحامي التضامن فقد تناول موضوع أسرة التربية والتكوين وحوادث الشغل: أي تأمين ؟من خلال المقارنة بين تأمينات القطاع الخاص و العام ، مؤكدا ضرورة تحصين الموظف بضمانات تأمينية في مواجهة أخطار المهنة.
وقد توج اللقاء بتوقيع اتفاقيات الشراكة بين جمعية الخدمات الاجتماعية للتعليم العالي ومؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية، كما تم توقيع شراكة أخرى مع التضامن الجامعي المغربي، وهي اتفاقية تهدف إلى تكريم مهنة التدريس والتربية والتكوين وإشاعة ثقافة التضامن والتآزر والتعاون بين أفراد الأسرة التعليمية وتفعيل روح التعاضد بين الهيأتين مع احتفاظ كل طرف بهويته واستقلاليته التنظيمية، كما تنصب هذه الاتفاقية على مجالات التعاون في لمعالجة المشاكل التعليمية ذات الطابع القانوني والتشريعي،ومواجهة الاعتداءات المعنوية والأخلاقية التي تدخل ضمن مخاطر المهنة التي يؤمنها التضامن الجامعي المغربي، بالإضافة إلى نشر وتوزيع الوثائق الصادرة عن الهيأتين،والتعاون في مجال تنمية العضوية وتنظيم ملتقيات وندوات مشتركة بين التضامن الجامعي المغربي وجمعية الخدمات الاجتماعية للتعليم العالي بهدف تقديم مقترحات مشاريع إلى الحكومة في مجال التشريعات لحماية المؤسسات التعليمية وإحاطة أعضاء الهيأة التعليمية بكل الضمانات القانونية في حالة المتابعة الجنائية.
وفي هذا السياق ، تناول عبد الجليل باحدو رئيس التضامن الجامعي المغربي الكلمة بهذه المناسبة حيث اعتبرهذا اللقاء اللقاء الأول من نوعه الذي يفتح للتضامن أبواب التعليم العالي في إطار التشارك والتعاون وتكامل الأدوار بين الفاعلين في منظومة التربية والتعليم خدمة لأسرة التعليم، باعتبارهم فريق عمل واحد تربط بين أعضائه قواسم مشتركة فكرية وثقافية، وتجمعهم المثل والقيم من أجل تحقيق التماسك والتلاحم للنهوض والارتقاء بالعمل الاجتماعي لصالح موظفي قطاع التعليم وأسرهم.
وبعد التعريف بجمعية التضامن الجامعي المغربي، الذي كان معروفا فقط على مستوى التعليم الابتدائي والثانوي لأسباب تاريخية،استعرض أهم الأنشطة والملتقيات العلمية التي نظمها التضامن بشراكة مع الجمعيات والنقابات بهدف بلورة رؤى مشتركة لاغناء الساحة الفكرية بجملة من الدراسات والمقترحات الرامية إلى المساهمة في إصلاح منظومة التربية والتكوين. واعتبر عبد الجليل باحدو هذا اللقاء وهذه المبادرة خطوة في طريق تعزيز العلاقات بين مكونات المجتمع المدني ذات الأهداف المشتركة، خاصة في مجال نشر قيم الحداثة والتنوير وبناء مجتمع ديمقراطي تحترم فيه الحقوق والحريات لجميع المواطنين والمواطنات أفرادا وجماعات.
.و قد خلص اللقاء إلى عدة توصيات نذكر من أهمها ضرورة تعزيز علاقات الشراكة و التعاون بين الجمعية و بين كل المؤسسات الاجتماعية وطنيا و دوليا،والعمل على توسيع و تنويع الخدمات المقدمة لأسرة التعليم العالي ومطالبة الجهات المعنية بضرورة اعتماد بطاقة الحياة carte vitale في كل عمليات الاستشفاء و غيرها،والمطالبة بتحيين لوائح الأمراض المعتمدة لدى الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي و التعاضديات في التعويضات و التحملات.