جمعية السن الذهبي age dor تحيي جلسات النزاهة الفنية

 

في أحد المركبات السياحية بجماعة عين الشقف وبين أحضان الطبيعة الربيعية الدافئة و أشعة الشمس المتسللة بين أفنان الأشجار المتنوعة، نظمت جمعية السن الذهبية النسوية أمسية النزاهة الملحونية بهذا الفضاء الهادئ، وقد أحيى هذا الحفل الفني جوق الشاعر المنشد الملحوني ذ محمد الحضري .
وكما هو معلوم‘ فإن النزاهة تعد نشاطا ثقافيا وفنيا كان يقوم به الصناع التقليديون والتجار بمدينة فاس كل فصل ربيع، حيث كانوا يستيقظون قبل بزوغ الشمس ويتوجهون إلى سفح جبل زلاغ المشرف على مدينة فاس و ينصبون الخيام ويقضون يوما رائعا يصاحبهم جوق ملحوني أو أندلسي، حيث يستمتعون بجمال الطبيعة وتناول ما لذ وطاب من الأطعمة الأصيلة و الاستمتاع بالقصائد الملحونية أو نوبات من الآلة الأندلسية، و لا يعودون إلى منازلهم إلا عندما تأفل الشمس نحو المغيب .
استهل أمسية النزاهة المنشد محمد الحضري بقصيدتين دينيتين ليحلق بعضوات الجمعية إلى العوالم المخملية، منشدا أحلى الأشعار الزجلية لفطاحلة شعراء هذا الفن الأصيل، مستهلا فقرات الأمسية بقصيدتين دينيتين، ليستعرض بعد ذلك قصيدة « فاطمة « و « غيثة « ليختم هذه الرحلة الملحونية بملحمة قصيدة « الدمليج « التي تجسد قصة العاشق الولهان الذي ضاع منه دمليج حبيبته ليقوم بعد ذلك بجولة مديدة عبر شوارع وأزقة فاس، باحثا وسائلا عن ما ضاع منه عساه أن يعثر على ضالته إلى أن صادف إحدى السيدات الجميلات التي عثرت على الدمليج و ضربت له موعدا بحديقة جنان السبيل، و بعد لقائهما حاولت إغراءه، سائلة إياه أن يتفضل عليها بجلسة حميمية لمعاقرة كؤوس الراح معها، غير انه اعتذر عن ذلك وفاء لمحبوبة قلبه، فما كان منها إلا إن أرجعت له دمليج زهيرو الضائع، حيث أعاده لحبيبته..، ووسط هذه الأجواء الرائعة كانت قاعة المركب السياحي التي غصت بمنخرطات الجمعية تهتز بالتصفيقات حبا في هذا الفن الأصيل، و كالعادة في النزاهة انفض الجمع النسائي بعد غروب الشمس و هن منتشيات بروائع القصائد الملحونية.
وفي تصريحها للجريدة أكدت المسرحية الفاعلة الجمعوية ذ رجاء الإدريسي عضوة الجمعية أن هذه الأخيرة تأسست سنة 2008 من طرف مجموعة من نساء التعليم المتقاعدات و خاصة أستاذات الرياضة البدنية، و ان أنشطتها متعددة و تهدف إلى اقتسام لحظات من المتعة و الاستفادة و تتنوع بين الرحلات و العروض المسرحية و الرقص و المشي و رياضة اليوكا لكسر و تغيير روتين المرأة المتقاعدة .
و أضافت ذ رجاء قائلة إن الجمعية منذ تأسيسها اعتنت بجسد المرأة و روحها، فعملت على إشراك الرياضة الطبية النسوية أيضا و الكوتش في علم النفس و التقويم الذاتي لإبعاد بعض المنخرطات من شرنقة اليأس و التفكير. كما أن الجمعية تستفيد في أنشطتها من ذاكرة النساء الفنية المنتميات إليها و العارفات بأصول وعراقة تقاليدنا، كما توفر المبيت لهن خلال الرحلات الطويلة المدى و القصيرة المسافات. و خلصت في تصريحها أن مجموعة من الفعاليات النسائية بفاس انضمت للجمعية و دعمتها ماديا و معنويا دون اللجوء إلى آي مصدر مادي آخر.
هذا، و اختتمت أمسية النزاهة بتوقيع الديوان الشعري للمنشد الشاعر محمد الحضري الذي يضم عددا هاما من القصائد الملحونية الرائعة.


الكاتب : فاس: محمد بوهلال

  

بتاريخ : 08/06/2022