جمعية رباط الفتح تتذكر زلزال الحوز من خلال لوحات الدكتور عبدالكريم بنيس ..

عبدالكريم بناني:الطبيب بنيس يقدم لنا باكورة من أعمال فنان رقيق تتدفق من لوحاته إشراقات الأمل في حلة زاهية بهية

بعد مرور سنة على فاجعة زلزال الحوز، تنظم جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة معرضا للفنان التشكيلي عبدالكريم بنيس تحت شعار « حتى لاننسى «،وذلك من فاتح أكتوبر إلى غاية 20 أكتوبر 2024 برواق محمد الفاسي الرباط.
عن هذا المعرض ،يقول الأستاذ عبد الكريم بناني رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة :»مرت سنة على زلزال الحوز والمناطق المجاورة لها، في أعاليها وبساطاتها. استطاع المغاربة جميعهم وبدون استثناء تجاوز المحنة والآلام والدمار، والتغلب على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والنفسية الناتجة عن الهزة المدمرة بصمود وعزيمة ، فهبت كل فئات المجتمع بالتعبير عن التضامن مع المنكوبين كل حسب إمكاناته لتقديم الدعم والمواساة والتآزر والانصهار في عملية إعادة البناء واستشراف المستقبل لمنطقة عزيزة على كل مواطن ،هبت كل مصالح الدولة منذ اللحظات الأولى إلى إغاثة المنكوبين في انسجام تام بين المصالح جميعها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح والمساكن وإمداد الساكنة بما تحتاجه من مؤونة وعلاج وإعادة الإسكان وتعليم وفك العزلة حفظا لكرامة هؤلاء المواطنين المنكوبين وهب كذلك المجتمع المدني بكل مكوناته بالتعبير المادي والمعنوي عن تضامنه الفعال لتقديم الدعم والمعونة ودبت في هذه المناطق المتضررة حركة تضامنية رفيعة اقتسم فيها الغني والفقير مع المتضررين ما يملكون كثيره أو قليله».
ويضيف الأستاذ عبد الكريم بناني في كلمة تقديمية بهذه المناسبة : « لقد واكبت كل هذه التفاعلات التضامنية، أعمال من نوع آخر تسلط الضوء على الحادث المأساوي، فكتب المحللون السياسيون والاقتصاديون والاجتماعيون دراسات معمقة وتحليلات استشرافية، كما كتب الأدباء والشعراء والعلماء نصوصا تعبيرية رائعة، كما لم يستكن هاجس الفنانين لخط مشاعرهم عبر الريشة واللون والضوء والصورة والإبداع.
وها هي جمعية رباط الفتح التي ساهمت منذ الساعات الأولى لوقوع الزلزال، تقدم للجمهور المغربي أعمالا فنية تعبيرية رائقة بريشة فنان – هو في الأصل طبيب – في شخص البروفيسور عبد الكريم بنيس الذي يمتعنـا اليـوم بـمـا خطت أنامله من لوحات تشكيلية معبرة عن مشاعره، بفنية عالية وعاش مع لوحاته على مدى عام كامل، ويرحل بنا إلى جبال وسهول المنطقة المتضررة يدعونا إلى استقراء الضرر في دهاليز الدمار ودروب الألم.
ماذا عسانا ننتظر يضيف رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، من طبيب حكيم يتجاوز ألم المريض فيقدم له الدواء والعلاج بعد استكشاف المرض والألم.
وها هو الطبيب بنيس يقدم لنا باكورة من أعمال فنان رقيق تتدفق من لوحاته إشراقات الأمل في حلة زاهية بهية».
النشاط الفني للطبيب الأستاذ عبد الكريم بنيس قديم، لكنه غير معروف كثيرا، وتوقف لفترات طويلة بسبب دراسته ثم مهامه المهنية والعلمية والجمعوية والسياسية والنقابية.
في عام 1963، وكان عمره 15 سنة، شارك في معرض لتلامذة من مدرسته الثانوية في وجدة، بتوجيه من أستاذتهم في الرسم. تم
بيع اللوحتين اللتين عرضهما وكانتا مستوحاة من مناظر طبيعية لبطاقات بريدية رسمهما بصباغة «الغواش» على الورق، ربما بسعر 50 درهما لكل منهما كانت ثروة صغيرة في ذلك الوقت. استمر في رسم وصباغة بعض اللوحات الصغيرة دائما بمادة الغواش على
الورق، حتى 1967-1966، عندما بدأ دراسته الطبية في الرباط. لم يتبق من رسوم تلك الفترة سوى لوحتين، يصفهما بالناجية. بعد ذلك رسم القليل بسبب دراسته ومهامه المختلفة.
استأنف عبد الكريم بنيس الصباغة تدريجيا منذ عام 1997 وخاصة منذ عام 2010 أنتج بضع عشرات من اللوحات على القماش نادرا على الورق المقوى باستعمال الطلاء الزيتي أو الأكريليك وذلك حول مواضيع مختلفة. في أوائل عام 2010 رسم بشكل أساسي
لوحات ذات مواضيع وصفها بعض أصدقائه بالملتزمة: المهاجرون والمتظاهرون والغرقى والنساء اللائي يحملن البضائع والأضرار و مصائب الحرب، كما أنتج مجموعات صغيرة حول مواضيع مختلفة كانقسام الوجود، وشخصيات مختلفة (نساء) جبليات، والباعة المتجولين على الشواطئ الشمالية، والممرضات أثناء جائحة كوفيد ، والصور الظلية النسائية والمناظر الحضرية والمناظر البحرية والمناظر الطبيعية الجبلية الشمالية، والمناظر الطبيعية التجريدية، والعصافير، واللوحات التجريدية ….
عبد الكريم بنيس عصامي في الفن التشكيلي، لم يأخذ تعليما فنيا أكاديميا أو دروسا خاصة. لقد صنع تجربته ووجد تقنياته الخاصة من خلال الممارسة، وساعد نفسه في البداية ببعض الكتب، وهو يبحث عن بعض المعلومات أو النصائح في شبكة الأنترنت عندما يشعر
بالحاجة إليها.
وفي الأونة الأخيرة، أنتج سلسلة من اللوحات حول موضوع إبداعات الربيع التي تمثل بطريقة شبه تجريدية المناظر الطبيعية للطريق إلى تطوان.
شارك في عدد من المعارض الجماعية التي نظمتها جمعية إبداعات فنية والجمعية المغربية للأطباء الفنانين.
يعمل منذ عدة أشهر على موضوع زلزال الحوز الذي وقع في 8 شتنبر 2023 أنتج عددا من اللوحات معظمها مقدم في هذا المعرض. إنه يأخذ الموضوع فقط من الجانب الفني في طريقة اختيار موضوع اللوحة وطريقة صنعها وفقا لإلهام اللحظة ووفقا لبعض الأحداث والمواقف.
الفنان الدكتور عبدالكريم بنيس بعد توجيه الشكر للسيد عبد الكريم بناني رئيس جمعية الفتح للتنمية
المستديمة، على تفضله بالإتاحة له إمكانية تقديم بعض من أعماله التشكيلية حول زلزال الحوز في
هذا المعرض. لم يغفل متابعته أطوار التحضير وحرصه على التنظيم المحكم للمعرض.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 02/10/2024