تحت شعار «السينما والتربية على الذاكرة… من أجل ذاكرة متجددة»، تحتضن عدد من مراكز التخييم المغربية، من 17 إلى 21 يوليوز 2025، فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الفيلم التربوي لأطفال المخيمات الصيفية، وهي تظاهرة ثقافية وتربوية تسعى إلى ترسيخ الوعي بالذاكرة الجماعية المغربية في أوساط الأطفال واليافعين، عبر وسائط الفن السابع، في تجربة تمزج بين الترفيه والتكوين الهادف.
هذه الدورة، وفق الجهة المنظمة، جاء التأكيد على أن بناء الأوطان لا يتم من فراغ، بل من ذاكرة جماعية قوية وواعية. ومن هذا المنطلق، يراهن المنظمون على تحويل السينما إلى أداة تربوية تسهم في دعم الخيال، وتنشيط الذاكرة، وتكوين حس نقدي لدى الأجيال الصاعدة، بعيدا عن التلقي السلبي لما تبثه الشاشات والتطبيقات المعولمة.
وقد عبرت مديرة المهرجان نادية أقرواش عن وعيها الحاد بتأثير المحتوى البصري على الناشئة، خصوصا في ظل الإقبال الكثيف على الفيديوهات الموجهة من ثقافات أجنبية، مشيرة إلى أن الدورة الحالية تأتي كرد تربوي على هذا الواقع، وكمساهمة في ترسيخ الانتماء الوطني من خلال الذاكرة الجماعية.
المهرجان الذي يزور أربعة مراكز كبرى للتخييم، العالية بالمحمدية، وسيدي الطيبي بالقنيطرة، والمعمورة بسلا، وبوزنيقة، يعد جزءا من استراتيجية تثقيفية طويلة الأمد، دأبت الجمعية المنظمة على تنميتها داخل الفضاءات التخييمية.
فكل دورة، كما توضح أقرواش، تمثل محطة لبناء مهارات التفكير النقدي والتذوق الجمالي، وتمتين العلاقة بين الطفل وبيئته الثقافية والتاريخية، من خلال السينما، النقاش، والورشات التفاعلية.
وينطلق المهرجان مساء الخميس 17 يوليوز من مخيم العالية بالمحمدية بحفل افتتاح يتضمن كلمات افتتاحية، تقديم لجنة التحكيم برئاسة المخرج والكاتب سعد شرايبي، وعضوبة جيلالي بوجو، نورالدين فاتحي، رشيدة سعودي ومصطفى اهنيني. بالإضافة إلى وصلات فنية وتكريمات لكل من الفنانة السعدية أزگون، والفنان جناح التهامي، يليها عرض فيلم الافتتاح «صديقتي المدرسة» للمخرج العربي شقرون.
وسيتم عرض الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية طيلة أيام المهرجان، مع تخصيص فقرات للنقاش مع مخرجيها وممثليها، وذلك في فضاءات مفتوحة داخل المخيمات.
وتخصص الدورة مجموعة من الورشات التكوينية واللقاءات المفتوحة التي تستهدف تحفيز الأطفال على التفكير والتحليل الفني، إلى جانب ندوات فكرية، منها ندوة «السينما وتجديد الذاكرة» بمشاركة نخبة من الباحثين، لحسن العسبي ،نور الدين محقق وجمال بوزوز ،ويسير اللقاء محمد اشويكة ،ولقاء مفتوح مع المخرج حسن دحاني والممثل جواد العلمي، وتقديم كتاب «سردية التاريخ» للباحث أشرف الحساني.
كما تتضمن الدورة ماستر كلاس مع المخرج خالد الإبراهيمي، ولقاءات حوارية مع فنانين معروفين، مما يخلق تواصلا مباشرا بين الطفل والفاعل الفني.
وتختتم فعاليات المهرجان يوم الإثنين 21 يوليوز بالمركز الوطني للتخييم بوزنيقة، حيث سيتم الإعلان عن نتائج المسابقة الرسمية، وتوزيع الجوائز ويتعلق الأمر بالجائزة الكبرى، جائزة لجنة التحكيم، جائزة الجمهور (الأطفال)، جائزة أحسن طفل ممثل، جائزة أحسن طفلة ممثلة
وسيتوج الحفل بعرض الفيلم الفائز، في لحظة احتفالية تجسد ثمرة هذا العمل الجماعي والتربوي الهادف.