جمعية مكافحة الإيدز تنبّه إلى أهمية استمرار التمويل لمواجهة المرض وتداعياته

أكثر من 23 ألف شخص يتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشري في المغرب

 

أكدت جمعية مكافحة الإيدز أن عدد المتعايشين في بلادنا مع فيروس نقص المناعة البشري يبلغ حوالي 23 ألفا و 500 شخص، مبرزة بأن نسبة تغطية العلاج المضاد للفيروسات القهقرية يصل إلى 77 في المئة. واعتبرت الجمعية في بلاغ لها بمناسبة تخليد اليوم العالمي لمكافحة السيدا الذي يصادف الفاتح من دجنبر من كل سنة، أن هذه النسبة تعتبر واحدة من أفضل المعدلات في شمال إفريقيا، مشيرة في نفس الإطار إلى انخفاض انتقال العدوى من الأم إلى الطفل بشكل ملحوظ بفضل فحص النساء الحوامل.
ورغم هذه النتائج المسجّلة فقد أوضحت الجمعية بأن الوباء لا يزال مركّزًا لدى الفئات السكانية الهشة، مما يتطلب تدخلات موجهة ومستمرة، مستعرضة في هذا الإطار أهمية التمويل في الحفاظ على المكاسب المحقّقة، مشددة على أن أي انخفاض في تمويل الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا سيكون له تأثير مباشر على برامج الوقاية والفحص المجتمعي والتكفل بالأشخاص المتعايشين مع الفيروس.
ووجّهت الجمعية بمناسبة تخليد اليوم العالمي لهذا الموضوع بأبعاده المتعددة، رسالة إلى كل المهتمين بالشأن الصحي، مشددة على أنه رغم التقدم الكبير الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة عبر العالم، فإن الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشري لا تزال هشّة، مشيرة إلى أن التطورات المتعلقة بالكشف المجتمعاتي، والحدّ من المخاطر، والمراكز المجتمعاتية، والحصول المجاني على العلاجات المضادة للفيروسات القهقرية، وأدوات الوقاية المبتكرة، خاصة منها أدوية الوقاية قبل التعرض، قد ساهمت جميعها في استقرار الوباء، لكن هذه المكاسب تتعرض اليوم للخطر بسبب الانخفاض العالمي في التمويل.
وأوضحت الجمعية في بلاغ لها كيف أن التمويل الأخير للصندوق العالمي في جوهانسبرغ لم يتمكن من جمع سوى 11.34 مليار دولار، أي أقل بنحو 4 مليارات من الهدف المحدد، وهو انخفاض كبير مقارنة بعام 2022، مضيفة بأن عدم الإعلان عن مساهمات من قبل بعض المانحين التاريخيين يؤدي إلى تفاقم أزمة صامتة لها عواقب وخيمة على البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، مبرزة بأن هذا الانخفاض يأتي في سياق استمرار أوجه الضعف، حيث أنه ووفقا للتقديرات الدولية، فقد يؤدي الانخفاض الإجمالي في التمويل إلى ملايين الإصابات التي يمكن الوقاية منها، وتفاقم الوفيات المرتبطة بالسيدا، وإضعاف النظم الصحية، وتقويض ما يقرب من أربعين عاما من التقدم.
وجدير بالذكر أن حالات الإصابة بنقص المناعة البشري المكتب التي سجّلت أول ظهور لها في المغرب سنة 1986 تشكّل تحدّيا صحيا كبيرا شأنها في ذلك شأن مرض السل والتهابات الكبد الفيروسية، حيث سطّرت العديد من البرامج والمخططات من أجل القضاء على هذه الأمراض ومعها المنقولة جنسيا في أفق سنة 2030، وهو التحدي الذي يتطلّب بذل وتعزيز المزيد من الجهود لمحاولة الوصول إلى هذا الهدف.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 02/12/2025