ممرضو التخدير والإنعاش يدقون ناقوس الخطر ويستنكرون تهميشهم وإثقال كاهلهم في مواجهة الجائحة

جمعيتهم أكدت وفاة ممرض وتسجيل 100 إصابة في صفوفهم في غياب أرقام رسمية 

أكدت الجمعية المغربية لمرضي التخدير والإنعاش أنها انخرطت منذ بداية جائحة فيروس كوفيد 19 في العالم وقبل ظهور أول حالة في المملكة في المخطط الوطني لمواجهة والتصدي للوباء بتلقائية ووطنية كفاعل جمعوي في إطار المنظومة الصحية، وبأنها وإيمانا بدورها ومهامها وفقا لقانونها الأساسي فقد ساهمت بأنشطة غرضها تحسين الخدمات العلاجية المقدمة للمواطن من خلال تنظيم ورشات تكوينية علمية حول الوباء وتطوراته وإجراءات وتدابير الحماية والوقاية ونقاش كل التجارب العالمية عن بعد، إضافة إلى تقديم الخبرة والاستشارة بالتوجيهات والتوصيات الضرورية لكل ممرضات وممرضي التخدير في كل ربوع المملكة والتجاوب مع كل تساؤلاتهم، فضلا عن المواكبة والتواصل اليومي مع كل المنخرطين وخلق آليات التواصل الاجتماعي لنقاش كل المستجدات وتحيينات الوضعية الوبائية، إلى جانب العمل على توفير وسائل الوقاية والتشديد على الالتزام بها من كمامات ومطهرات في الحدود المتاحة.
مبادرات إلى جانب أخرى، أكدت الجمعية أنها لم تدخر جهدا للقيام بها من أجل خدمة المصلحة العامة وحتى تكون في مستوى اللحظة، شأنها في ذلك شأن كافة المهنيين، لكنها أوضحت أنها بالقدر الذي انخرط به عموم الممرضات والممرضين وتقني الصحة عموما، وممرضات وممرضي التخدير خصوصا، بكل وطنية وإنسانية في كل ربوع للمملكة وبمختلف المرافق الصحية والمستشفيات الميدانية ومستويات العلاج، من التنظيم واليقظة إلى الفرز والعزل والعلاج والإنعاش، فإن العديد من الإكراهات فرضت نفسها وأرخت بظلالها على ممارسة ممرضي التخدير، وترتّبت عنها العديد من الإشكالات التي تؤثر سلبا على سلامة وجودة العلاجات، والتي تتمثل في الحرمان من الرخص الإدارية وكثرة الضغط مما ولّد إرهاقا وإنهاكا ينخر صفوف الممرضين، إلى جانب سوء التدبير والتوزيع  للموارد البشرية دون تنظيم مسبق بشروط واضحة، وفي غياب مخططات تتميز بالشفافية والمساواة والتناوب العادل، مما يستنزف طاقات أطر التخدير أو إنهاكهم في المصالح غير المتخصصة في الإنعاش لسدّ الخصاص في تخصصات تمريضية أخرى، فضلا عن الإصابات اليومية في صفوف ممرضي التخدير التي قاربت 100 حالة مع تسجيل حالة وفاة لممرض التخدير والإنعاش بجرادة، وغياب مسارات علاج  واضحة للتكفل بحالتهم وتتبعها مما يعمق جراح الخصاص الحاد في تخصص التخدير والإنعاش من أطباء وممرضين ويؤثر على ضمان استمرارية المرافق والعلاجات.
وتعليقا على هذا الوضع، أكد عبد الإله السايسي في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي»، أن حجم وعدد الإصابات في صفوف الأطر الصحية عموما، وفئة ممرضي التخدير والإنعاش بكوفيد 19خاصة، يعتبر أمرا جد مقلق، بالنظر إلى أنه يتزامن مع التطور غير المطمئن للوباء بكل مؤشراته من إصابات ووفيات، وارتفاع الحالات الخطرة أو الحرجة بوحدات الإنعاش بمختلف المرافق الاستشفائية التي تتطلب فضلا عن الأسرّة والتجهيزات الموارد البشرية من الأطر والكفاءات التي يمكنها تقديم علاجات مركزة ودقيقة. وشدّد رئيس الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش على أن الأطر أصبحت اليوم منهكة في غياب التحفيز والرخص، واستنزفت طاقاتها في ظل الخصاص الحاد في تخصص التخدير والإنعاش وكثرة المهام، من قاعات العمليات إلى الإنعاش العادي مرورا بالنقل الصحي، فضلا عن رصد بعض إشكالات التدبير للموارد البشرية من تنقيلات غير متوازنة بالعدل والتناوب، إلى جانب خطر الإصابة ووجود عدد من الأعطاب من التتبع والمواكبة وتيسير العلاج بمسارات واضحة وسهلة لتشجيع هذه الفئة من المهنيين على الاستمرار، وضخ روح وطاقة إيجابية في نفوسهم لمواجهة الوباء. واستغرب المتحدث عن السرّ في التستر على العدد الحقيقي للمصابين من المهنيين، وأسباب غياب مخطط واضح للسلامة الصحية وما يرتبط بلجان التتبع في كل المرافق الاستشفائية، وعدم الإفراج عن المراسيم المنظمة لمهنة التخدير، خصوصا اليوم بعدما أكدت الجائحة الدور المهم والعمل الجبار لهذه الفئة التي يمكن الاستثمار فيها بفتح ماسترات وسنّ مراسيم واضحة  تتماشى مع الواقع لممارسة المهنة بكل تحدياتها؟ وشدّد السايسي على أن الجمعية تدق ناقوس الخطر اليوم من أجل التدخل العاجل لتجويد العلاجات والحرص على سلامة العاملين والمرضى، ودعم صفوف الجيوش البيضاء بالاستجابة لمطالبهم المشروعة وتوظيف العاطلين لمواجهة وباء حقيقي قهر منظومات صحية قوية عالمية.
وكانت الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش قد استنكرت في بلاغ لها، غياب مساطر إدارية ومراسيم واضحة تتماشى مع تطور الوباء ومواكبته في طب الشغل والأخطار المهنية، وعدم تنزيل الدوريات الوزارية ببعض المرافق الصحية على أرض الواقع وتنظيمه، خاصة ما يتعلق بإسعاف كوفيد 19  الذي أصبح حكرا على ممرضي التخدير، في ظل غياب مراسيم منظمة للمهنة ومصنف للكفاءات وعدم وجود هيئة وطنية تنظم القطاع وتؤطره، إلى جانب غياب مخطط واستراتيجية واضحة لتأمين سلامة العاملين وفقا للمعايير الدولية لمنظمة الصحة العالمية .


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 13/11/2020