جموع غفيرة تودع «وريث فن أحيدوس»، نجل المايسترو موحى والحسين، بعد إصابته في حادثة سير بإقليم خنيفرة

 

على مشارف منطقة القباب، بإقليم خنيفرة، وتحديدا بقرية أزرو نايت لحسن، جرى، ظهر يوم الثلاثاء 11 فبراير 2025، تشييع جثمان الفنان الحسين (حوسى) أشيبان، نجل أسطورة فن أحيدوس، المايسترو موحى والحسين أشيبان، وذلك في موكب مهيب بحضور عدد كبير من سكان المنطقة، وأصدقاء الراحل ورفاقه في مسيرته الفنية، إلى جانب فنانين وإعلاميين ومهتمين بالشأن الفني، من داخل الإقليم وخارجه.
وقد تلقت الساحة الفنية المغربية، وعشاق فن أحيدوس والفولكلور الأمازيغي، فجر الاثنين 10 فبراير 2025، نبأ وفاة الفنان الحسين أشيبان، نجل الراحل المايسترو موحى والحسين أشيبان، وذلك بالمستشفى الجهوي لبني ملال، متأثراً بجروح خطيرة إثر حادثة سير مأساوية، وقعت قبل يومين من وفاته، على الطريق الوطنية بالموقع الرابط بين واد سرو، ضواحي لهري، وخنيفرة.
وكان الفقيد، أثناء الحادث، في طريق عودته من تقديم واجب عزاء لدى أصهار والده بمريرت، حينما اصطدمت سيارته بأخرى نتيجة تجاوز معيب، ما أدى إلى إصابته برضوض وكسور بليغة استدعت نقله على وجه السرعة إلى مستشفى خنيفرة، الذي عجز عن إسعافه بسبب محدودية الإمكانيات الطبية، ليتم تحويله إلى بني ملال، حيث وافته المنية، مخلفا رحيله صدمة كبيرة وسط عائلته وأصدقائه ومعارفه وأعضاء فرقته.
ويُعتبر الحسين أشيبان، ابن قرية أزرو نايت لحسن بجماعة القباب، ضواحي مدينة خنيفرة، واحدا من أبرز وجوه فن أحيدوس، إذ ورث هذه الرقصة التراثية عن والده، المايسترو موحى والحسين، الذي يُعد أسطورة هذا الفن الأمازيغي العريق، ورافق والده في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية، حيث جسّد على الخشبة إيقاعات ورقصات أحيدوس بروح مغربية أمازيغية أصيلة على مدى أكثر من نصف قرن.
وبعد وفاة الوالد تولى الحسين أشيبان رئاسة الفرقة التي تُعد من أكثر الفرق شهرة في المغرب، وذلك بناءً على وصية والده التي أعلنها خلال حفل فني بمدينة مراكش سنة 2001، وفق الطقوس والأعراف المتبعة في هذا الفن التراثي، ولم تنقطع قيادة «المايسترو الأب» لفرقته رغم تقدمه في السن والشيخوخة، حيث بقي «النسر» محتفظا بحيويته ورشاقته وبحركاته التنظيمية للتحكم في فرقته بشكل مميز.
ومسيرة الفنان الحسين أشيبان حافلة بالتكريمات والإنجازات، حيث حاز على عدة جوائز وطنية ودولية تقديراً لإسهاماته في الحفاظ على رقصة أحيدوس وتطويرها، كما حظي بتمثيل والده الراحل، بتوشيح ملكي، عام 2017، من قبل الملك محمد السادس، اعترافاً بعطاء وإبداع الفقيد في المجال الفني، والذي ظل سفيرا لفنه في مختلف المحافل والتظاهرات الفنية العالمية.
كما أن الفنان الراحل، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 63 عاما، كان أبا لأربعة أبناء، من بينهم محمد أشيبان، الذي يتوقع أن يكون الامتداد الطبيعي لمسيرة والده وجده، حيث من المنتظر أن يرث الفرقة الفنية ويواصل رحلتها في الحفاظ على هذا الإرث الفني الذي سيظل حاضرا بفضل الجيل الجديد الذي سيحمل المشعل ويواصل الطريق بنفس الشغف والعطاء.
وتشاء الصدف أن تتزامن وفاة الابن، الحسين أشيبان، على بعد أسبوع واحد من الذكرى التاسعة لرحيل الأب «المايسترو»، الفنان موحى والحسين أشيبان، الذي غادرنا، في 19 فبراير 2016، عن عمر يتجاوز القرن، وكان الرئيس الأميركي الراحل، رونالد ريغان، وراء تلقيبه بـ «المايسترو» عام 1984، عندما شاهده في عرض فني قدمه بصحبة فرقته ضمن فعاليات والت ديزني.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 12/02/2025