«جميعنا المرضى رقم صفر» فيروس الخوف و»تأله الإنسان» في كتاب جديد

صدر حديثا في إيطاليا، كتاب «كوفيد-19.. فيروس الخوف» ويناقش تبعات الجائحة على الثقافة والمجتمع.
يعتبر الكتاب كما جاء في مجلة «بابيلون» الإيطالية الأول من نوعه الذي يتطرق لتبعات تفشي الجائحة، ويعطي صورة دقيقة عما حدث في العالم خلال الأشهر القليلة الماضية.
ويبيّن هذا الكتاب كيف استحوذ موضوع الجائحة على كل شيء، انطلاقا من «المريض رقم صفر» ومدينة ووهان التي تمثل مركز الوباء، مرورا بشهادات العاملين في القطاع الصحي الإيطاليين، وصولا إلى الآمال في إيجاد لقاح.
وتطرق المؤلفان -اختصاصي الأمراض المعدية ماسيمو أندريوني والمعالج النفسي جورجيو ناردوني- إلى تاريخ الفيروسات والأوبئة السابقة مثل إيبولا والسارس، وتحدثا عن الخفافيش والأخبار الزائفة، وحتى الجغرافيا السياسية وآمال المستقبل.
وحسب هذا الكتاب، نحن جميعا نمثل «المرضى رقم صفر» في هذه القصة، وذلك في إشارة إلى الأشخاص الذين ساهموا دون علم في نشر جنون الارتياب الخطير في القارات الخمس، وذلك بسبب السلوك غير المسؤول للقلة مقابل شجاعة الكثيرين، وأولهم الأطباء.
ويعتبر الكتاب أن الجيل الذي يخوض التجربة يعاني من فقدان القدرة على التحكم بحياته اليومية بسبب شر غير مرئي، معتبرا أن هذا الجيل يجازف أيضا بالتسبب في تقهقر العلوم إلى دور هامشي بشكل لا يمكن تفسيره، وبسبب العادات السيئة يقود الإنسان نفسه إلى التهلكة.وهذا الأمر يهدد عن غير قصد بوضع «العام رقم صفر» من الناحية الثقافية بحسب وصف الكتاب الذي ينتقد ممارسات أتت على حساب صحة الفرد وصحة الكوكب، ويناقش الكتاب ما اعتبره الغطرسة والعجرفة لما يمكن وصفه بالإنسان «المتأله» أو «الإنسان الإله» الذي يعتقد أنه خالق الكون المادي، بيد أنه ليس سوى كائن بالغ التأثر بما يجري.


بتاريخ : 13/05/2020