«جنرال الجيش الميت» يقتحم قلعة الأبدية

ألبانيا تودع روائيها الأشهر

‪‬

توفي أول أمس الأحد، 30 يونيو، الروائي الألباني الشهير إسماعيل قادري عن 88 عاما.
اشتهر قادري بالكثير من الكتابات، وتُرجمت مؤلفاته إلى أكثر من 40 لغة، وحصد العديد من الجوائز المرموقة ، منها
جائزة أمير أستورياس الإسبانية المرموقة  في 2009، وتعيينه عضوا أبديا في أكاديمية العلوم الأخلاقية والسياسية منذ عام 1996 خلفا للفيلسوف الشهير كارل بوبر، والجائزة العالمية تشينو دل دوكا عام 1992 وجائزة مان بوكر عام 2005 وجائزة نويستات الأمريكية عن روايته «أبريل المكسور»التي نشرت عام 1980.
صاحب رائعة «جنرال الجيش الميت»، التي مهدت لسمعته العالمية عام 1963 ولترجمة أعماله اللاحقة، التي توزعت بين الشعر والقصة والمسرح والرواية وترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة بعد أن تجاوزت الخمسين، يعد أشهر روائي ألباني بفضل مواقفه المناهضة للأنضمة الشمولية، ومقاربته الروائية الموظفة لشتى أساليب الإستعارة والمجاز والأساطير القديمة واليونانية بوجه خاص والفلكلور الخرافة اللصيقيتين بثقافة بلده
استخدم قادري الكلمة أداة حرية في ظل الحكم الشيوعي للرئيس السابق أنور خوجة، الذي صنف كأحد أسوأ الأنظمة الدكتاتورية في القرن العشرين. وجعل الروائي الألباني الراحل من محاربة الدكتاتورية الشمولية، واستقراء تاريخ وتراث البلقان وألبانيا بوجه خاص، والتنديد ببشاعة الجريمة السياسية المرعبة المحاور الثلاثة الأساسية لإبداعه الروائي. ولم ينفرد بمضمون يزداد صدقية من يوم لآخر فحسب، بل أغنى الإبداع الروائي بقالب شاعري قائم على توليفة الأسلوب التراجيدي والكوميدي، والتوظيف المدهش للميثولوجيا الإغريقية وللدراما الشكسبيرية، وعرف عنه قوله عن صاحب ماكبث وهاملت وعطيل «لو عاش شكسبير زمن الشمولية الشيوعية لما جعل من ممالك إسكتلندا والدانمارك مصدرا لكتاباته عن الجريمة السياسية».
ولأنه بلقاني الانتماء وإنساني النزعة، فقد عاد في كتابه «الاستفزاز وأشياء أخرى» إلى الخلاف التاريخي بين الصرب والألبانيين، من خلال موقع حدودي ألباني فاقد لأبسط مقومات الحياة والمحاذي لموقع العدو الغارق في الملذات.
ولد قادري عام 1936 بمدينة غجيروكاستير جنوب ألبانيا، واكتشف ميله للقراءة باكرا في بيت جدته، التي كانت قارئة نهمة للكتب الأدبية، وكتب قصيدته الأولى في سن الحادية عشرة، وديوانه الأول في سن السابعة عشرة تحت عنوان «استلهام شباني»، بعد أن انبهر بشكسبير وغوته ودون كيخوت ودانتي ورموز الأدب اليوناني، وكتاب أجواء الملحمة والغرابة والشعوذة والسحر والأشباح.


الكاتب : إسماعيل قادري

  

بتاريخ : 02/07/2024