جنوب إفريقيا.. المؤتمر الوطني الإفريقي يفقد أغلبيته في البرلمان

فشل المؤتمر الوطني الإفريقي، الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا منذ ثلاثين سنة، في الاحتفاظ بأغلبيته المطلقة في الجمعية الوطنية بحصوله على 40 في المائة فقط من الأصوات التي تم الإدلاء بها في الانتخابات التشريعية التي جرت الأربعاء الماضي، حسبما أعلنت اللجنة الانتخابية أول أمس الأحد.
وأعلنت اللجنة الانتخابية النتائج الرسمية، مساء الأحد، والتي أظهرت فوز حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بـ 159 مقعدا فقط من أصل 400، ما يشكل انتكاسة قاسية له بعدما كان له 230 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته.
وتمثل هذه النتيجة نقطة تحول تاريخية بالنسبة لجنوب إفريقيا، حيث حظي حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بالغالبية المطلقة منذ العام 1994.
وبلغت نسبة المشاركة 58,63 في المائة، بانخفاض عن 66 في المائة المسجلة خلال الانتخابات السابقة المجراة سنة 2019.
وتوجه أكثر من 27 مليون ناخب إلى مراكز الاقتراع، يوم الأربعاء الماضي، لانتخاب نوابهم الذين سيختارون بدورهم رئيس الدولة المقبل، في انتخابات تعد بأن تحدث تغييرات عميقة في المشهد السياسي في جنوب إفريقيا.
وحصل أكبر حزب معارض، التحالف الديموقراطي، على 87 مقعدا في البرلمان.
وأصبح حزب «أومكونتو وي سيزوي» (إم كا) بزعامة الرئيس السابق جاكوب زوما ثالث قوة سياسية في البلاد إذ حاز 49 مقعدا، في نتيجة مفاجأة بالنظر إلى أن الحزب تأسس قبل بضعة أشهر فقط.
ولايزال حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أكبر حزب في الجمعية الوطنية. ويتعين على المجلس الجديد انتخاب الرئيس المقبل هذا الشهر.
في غضون ذلك، ينبغي على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أن يقيم تحالفات لتشكيل حكومة ائتلافية، أو تشكيل حكومة أقلية وسيتعين عليها أن تسعى في كل مرة إلى إيجاد حلفاء لتمرار ميزانيتها ومشاريع قوانينها.
وأعلن «التحالف الديموقراطي» عن «مناقشات استطلاعية» مع أحزاب أخرى «لتحديد خيارات» بهدف تجنب أي تحالف «مروع» بين حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وحزبين من اليسار الراديكالي.
وأفادت بعض الأحزاب بوجود تناقضات في فرز الأصوات.
وكان الحزب الأعلى صوتا حزب «أومكونتو وي سيزوي» بقيادة الرئيس السابق جاكوب زوما، الذي حذر السلطات الانتخابية من المضي قدما في إعلان النتائج النهائية.
وقال زوما (82 عاما) السبت «إذا حدث ذلك فسيتم استفزازنا» مشيرا إلى قضايا «خطيرة» لم يحددها.
وكان صيف العام 2021 قد شهد اضطرابات وأعمال نهب غير مسبوقة منذ ثلاثة عقود أدت إلى سقوط 350 قتيلا. ونشبت أعمال العنف التي دامت عشرة أيام وطالت مناطق عدة في جنوب إفريقيا بعد توقيف زوما بسبب عدة قضايا فساد.
وأكد وزير الشرطة أن قوات الأمن «جاهزة» و»لا مجال لتهديدات بعدم الاستقرار». ودعت وزيرة الدفاع إلى «الهدوء» واحترام القانون.
وقال رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة موسوتو مويبيا إن اللجنة ستنظر في «كل ما سيتم تقديمه إلينا» مشيرا إلى 24 حالة إعادة فرز أصوات.
وقاطع حزب «إم كا» المراسم الرسمية لإعلان النتائج مساء الأحد.
وقال المتحدث باسم الحزب نلامولو ندليلا لوكالة فرانس برس إن «وجودنا سيكون بمثابة موافقة على إعلان غير قانوني» لنتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في 29 ماي.
واحتفل مئات من أنصار حزب «إم كا» بـ «فوزهم» الأحد، في موكب حول كواكسيمبا، المعقل السابق لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي بالقرب من دوربان.
وقد يشكل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي ائتلافا مع اليمين أي مع التحالف الديموقراطي وهو ما من شأنه أن يطمئن عالم الأعمال خصوصا، أو مع اليسار الراديكالي أي مع حزب «إم كا» بزعامة زوما أو مع حزب «المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية» بقيادة يوليوس ماليما، علما أن زوما وماليما عضوين سابقين في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي.
وأكد حزب زوما أنه لن يتفاوض مع حزب المؤتمر طالما بقي رامابوزا رئيسا له.
لكن الأمين العام لحزب المؤتمر فيكيل مبالولا قال «لن يملي علينا أي حزب سياسي شروطا كهذه».


بتاريخ : 04/06/2024