في ختام جمع عام ماراثوني امتد لأكثر من تسع ساعات، تم انتخاب جواد الزيات رئيسًا جديدًا لنادي الرجاء الرياضي، مساء أول أمس الاثنين بمدينة الدار البيضاء، خلفًا لعبد الله بيرواين، وسط أجواء مشحونة ونقاشات قانونية وتنظيمية كشفت عن دقة المرحلة التي يمر منها الفريق الأخضر.
ويعود الزيات، الذي سبق له قيادة النادي بين عامي 2018 و2020، إلى واجهة التسيير عبر ولاية تمتد لأربع سنوات، بعد تفوقه في الدور الثاني على منافسه عبد الله بيرواين بـ91 صوتًا مقابل 34، فيما أقصي المرشح الثالث، سعيد حسبان، من الجولة الأولى بعد حصوله على 34 صوتًا فقط.
وانطلق الجمع العام وسط ترقب كبير، خاصة بعد اعتراضات على لائحة المنخرطين، الذين صادق عليهم المكتب المديري، وهو ما اعتبره المرشحان جواد الزيات وسعيد حسبان، خطوة من المنافس عبد الله بيروان، لترجيح كفته، ومضاعفة الموالين له، الأمر الذي تطلب تدخلاً حاسمًا من رئيس العصبة الاحترافية، عبد السلام بلقشور، الذي اجتمع مع المرشحين الثلاثة للتوصل إلى توافق حول لوائح المصوتين.
في هذا السياق، تم استبعاد عشرة منخرطين من اللائحة المتنازع عليها، بسبب عدم قانونية تجديد انخراطاتهم، ما أسهم في تقليص عدد المصوتين إلى 160، من بينهم منخرطون جدد حضروا كملاحظين.
ورغم وجود لجنة من العصبة لمراقبة المسار القانوني، لم يخلُ الجمع العام من مشاهد التوتر، خاصة خلال مناقشة التقرير المالي، الذي كشف عن فائض يفوق 4.5 مليار سنتيم، إلا أن المنخرطين وجهوا انتقادات لاذعة لطريقة التدبير، في ظل تركة من الديون تجاوزت 5 ملايير سنتيم، وترتيب مخيب في البطولة الوطنية (المركز الخامس).
وفي أول تصريح له بعد انتخابه، عبّر جواد الزيات عن رغبته في إعادة الرجاء إلى الواجهة القارية، مستعرضًا ملامح مشروعه الذي يقوم على أربعة محاور مترابطة، أولها تعيين مدير رياضي للإشراف على المشروع الفني ووضع تصور تقني للفريق، ثم إصلاح قانوني ومالي، يشمل تسوية الديون غير القابلة للتحويل إلى الشركة، التي ينبغي تفعيلها بشكل كامل خلال شهري غشت أو شتنبر المقبلين، بعد نقل الملكية فعليًا من الجمعية إلى الشركة.
وهناك أيضا تعزيز الحكامة والتنظيم، عبر توقيع ميثاق المساهمين واتفاقيات قانونية جديدة، تضمن وضوح العلاقات التعاقدية بين النادي ومختلف الشركاء.
وأكد الزيات أن النادي يمر بمنعطف حاسم يتطلب الانتقال الفعلي إلى النموذج المؤسساتي الحديث، مضيفا: «يجب أن يتم تفعيل الشركة الرياضية الآن، للتطور والتقدم، وأعول على كافة المنخرطين لنذهب جميعا إلى الطريق الصحيح. لا خوف على الرجاء وإن شاء الله العودة إلى البوديوم بصفة مستمرة”.
وقبل بدء عملية التصويت، أعلن عبد الله بيرواين استقالته من مهامه كرئيس للنادي، معلنًا بذلك نهاية فترة انتقالية شابها الكثير من الجدل، خاصة على خلفية الأزمة المالية التي تلت اعتقال الرئيس السابق محمد بودريقة، وتأثير ذلك على استقرار الفريق رياضيًا وتنظيميًا.
وفي المقابل، كشف بيرواين أن إدارته باشرت رفع دعوى ضد نادي العين الإماراتي بسبب خرق في بنود التعاقد الخاص باللاعب الحسين رحيمي، مطالبًا بتعويض مالي يناهز مليوني يورو.
ومن جانبه، أكد عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الاحترافية، أن حضوره كان «استثنائيًا بكل المقاييس»، بالنظر إلى دقة المرحلة، مشددًا على أن الرجاء الرياضي يمثل نموذجًا وطنيًا في تبني التغيير الإيجابي.
وقال بلقشور في كلمته الافتتاحية: «المرشحون الثلاثة قدموا مصلحة النادي على كل اعتبار. الخلافات تم تجاوزها، والرجاء مقبل على آفاق جديدة، خصوصاً مع الحديث عن دخول مستثمرين جدد ودينامية تطويرية رياضية واقتصادية».
ورغم أن الرجاء خرج خالي الوفاض هذا الموسم، بعد اكتفائه بالمركز الخامس في البطولة الوطنية، وإقصائه من دور المجموعات في دوري أبطال إفريقيا، فإنه ومع تزايد الضغوط الجماهيرية والإعلامية، ستكون المهمة أمام الرئيس الجديد شاقة، وتتطلب إعادة بناء المشروع الرياضي، وإعادة الثقة إلى الجمهور.
تضم لائحة المكتب الجديد إلى جانب الزيات عددًا من الوجوه المعروفة، مثل مامون بلغيتي، وهناء عبود، وجواد الأمين، وتوفيق حطابي، وسفيان أبوكاد وآخرين، والذين سيكونون في قلب التحول الإداري والمالي المرتقب.
جواد الزيات يعود إلى رئاسة الرجاء وسط أجواء مشحونة وبرنامج إصلاحي شامل

الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 09/07/2025