جون سينا في المغرب.. أكشن عالمي بين شوارع الدار البيضاء ورمال مرزوكة

في ظل المنافسة الحادة التي تشهدها صناعة السينما العالمية، يرسخ المغرب مكانته كوجهة مفضلة لصناع الأفلام.
ومن بين أحدث الإنتاجات التي اختارت المغرب موقعا للتصوير، يبرز فيلم «ماتشبوكس» (Matchbox)، الذي يقود بطولته نجم المصارعة والممثل الشهير جون سينا، حيث خاض تجربة تصوير مثيرة بين شوارع الدار البيضاء ورمال مرزوكة، بميزانية ضخمة بلغت 75 مليون دولار، خصص منها 15 مليون دولار لمراحل الإنتاج داخل المغرب.
بدأ التصوير في يناير 2025 بالعاصمة المجرية بودابست، قبل أن ينتقل فريق العمل إلى المغرب لالتقاط مشاهد الحركة المعقدة.
في الدار البيضاء، تحولت أحياء درب عمر ودرب السلطان إلى مواقع تصوير مفتوحة، حيث شهدت الشوارع مطاردات مذهلة وانقلابات سيارات داخل الأنفاق، بينما التقطت الكاميرات من أسطح المباني مشاهد جوية حابسة للأنفاس.
اعتمد المنتجون استراتيجية ذكية، فاختاروا أوقات الإفطار لإغلاق المواقع المزدحمة، مما قلل من تأثير التصوير على الحياة اليومية للسكان.
تستند قصة الفيلم إلى لعبة سيارات شهيرة، حيث يتتبع العمل شخصية «شون» (جون سينا)، الذي يعود إلى مسقط رأسه بعد عشرين عاما لإنقاذ حبيبته من قبضة عصابة روسية، بمساعدة أصدقاء الطفولة.
خلال هذه المهمة، يجد نفسه في رحلة لاختبار معنى الوفاء وإعادة اكتشاف الروابط الإنسانية.
ويشارك في البطولة إلى جانب سينا كل من جيسيكا بيل وداناي غوريرا، فيما يتولى الإخراج سام هارغريف، المعروف بمهارته في تقديم مشاهد أكشن تجمع بين الإثارة البصرية والبعد العاطفي.
أثارت
مشاهد»التريبورطور» ،الدراجات ثلاثية العجلات، التي ظهر فيها جون سينا في شوارع الدار البيضاء تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت ردود الأفعال بين الحماس لرؤية النجم العالمي في المغرب، والتساؤل حول أسباب اختيار المدينة كخلفية للأحداث.
من جهتها، أوضحت الشركة المنتجة أن المغرب يتمتع بتنوع جغرافي فريد يجمع بين الصحارى الشاسعة والعمارة الحضرية الحديثة، مما يوفر بيئة سينمائية غنية لا تتوفر في أماكن أخرى.
ويضاف «ماتشبوكس» إلى قائمة طويلة من الإنتاجات العالمية التي استفادت من جمالية المغرب كموقع تصوير، حيث شهدت البلاد تصوير أفلام شهيرة مثل «المهمة المستحيلة» و»جون ويك 4». ويتزامن تصوير الفيلم مع استعدادات المخرج كريستوفر نولان لتصوير فيلمه الجديد «الأوديسة»، الذي سيشهد بناء مدينة طينية قرب قصبة آيت بن حدو لتجسيد طروادة الأسطورية، مما يعزز مكانة المغرب كبديل مميز لاستوديوهات هوليوود.
وعلى مستوى الكواليس، شارك أكثر من 360 تقنيا مغربيا في إنجاز هذا الفيلم، مما يعكس تطور الكفاءات المحلية وقدرتها على تنفيذ مشاريع سينمائية عالمية.
ولا تقتصر مكاسب هذا التعاون الدولي على إثراء الشاشة الكبيرة فقط، بل تمتد لتشمل دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل، فضلا عن تعزيز السياحة السينمائية.
مع انتهاء التصوير في المغرب بحلول أواخر أبريل 2025، سيواصل فريق «ماتشبوكس» رحلته إلى سلوفاكيا ثم لوس أنجلوس، حاملا معه مشاهد ستنقل الجمهور إلى قلب المغرب، حيث تتحول شوارعه العتيقة وكثبانه الرملية إلى شخصيات صامتة تروي قصصا عالمية بنكهة محلية، وتؤكد أن السينما لا تحتاج سوى مشهد طبيعي ساحر لتولد الأساطير.


الكاتب : جلال كندالي

  

بتاريخ : 27/03/2025