يحل الروائي الفرنسي جون – ماري غوستاف لوكليزيو، صاحب” صحراء” و”الباحث عن الذهب”، الأسبوع المقبل بالرباط، ضيفا على أكاديمية المملكة المغربية .
لوكليزيو الذي تربطه علاقة روحية مع المغرب، والذي استوحى من أفضيته، مكانا لتحرك شخصياته وأحداثه الروائية، لايزال إلى اليوم يتذكّر تلك الرحلة التي قام بها إلى المغرب في عام 1953، بصحبة والده الطبيب الفرنسي المقيم في نيجيريا والمناهض للاستعمار، اذ يقول “عندما كنت صغيراً، جئتُ لزيارة المغرب برفقة عائلتي. كان ذلك أوّل احتكاك لي بعالَم مختلف وقريب في آن. كان والدي يريد أن يطلعنا على مساوئ الاستعمار فجاء بنا إلى المغرب”. كما لا ينسى التّذكير، في كثير من حواراته، بما يدَين به لزوجته المغربية جْميعة، المنحدرة من إحدى قبائل الصحراء المغربية، والّتي تعرّف عليها في الرباط خلال منتصف السبعينيات، وأنجز بالاشتراك معها كتاب رحلات وفوتوغرافيا بعنوان “ناس الغيوم”، فيه وصفٌ لرحلة قاما بها معاً إلى مسقط رأس زوجته وعوالم طفولتها في جهة “السّاقية الحمراء”.
وتضم كتابات لوكليزيو المستوحاة من طبيعة وناس المغرب: رواية “صحراء”، وكتاب الرحلات “ناس الغيوم” (بالاشتراك مع زوجته جميعة)، ورواية “السمكة الذهبية”، لأن المغرب يحضر فيها باعتباره فضاء روائيّاً، وانخراط هذه الأعمال الثلاثة في مسارٍ خطّي يبدأ من نداء الصحراء إلى العجز أمام الواقع، وكلّ عمل منها يفتح الطريق للعمل الّذي يليه.
ولا شكّ في أنّ مقاربته للمغرب الصّوفيّ منَحت أعماله نَفَساً جديداً ومختلفاً، من خلال عرضه لنماذج وشخصيات من الصحراء المغربية، تمتلك صفاتٍ نفسيّة ذات كثافة عالية، من جهة، ومن خلال اشتغاله على فضاءٍ جديد باعتباره وسيطاً بين الحاضر والجذور، من جهة ثانية. لكن ما هو أكيد أنّ مسَار زوجته جميعة، “الوحيدة التي تعود إلى جذورها بعد جيلين من الغياب”، كان حافزاً قويّاً ودافعاً له نحو رحلة روحية داخل الذّات، قام بها على مدى سنوات طويلة، من خلال مجمل أعماله الأدبية، ظهرت معالمها الأولى في “صحراء” (1980)، وتكرّست مع “الباحث عن الذهب” (1985)، إلى أن اكتملت بشكلٍ تامّ في رواية “ثَورات” (2003).
جون – ماري غوستاف لوكليزيو ضيفا على أكاديمية المملكة
بتاريخ : 23/11/2024