ذكرت مصادر طبية فلسطينية أنّ حصيلة الضحايا جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة بلغت 108 شهداء منذ فجر الثلاثاء، نقلوا إلى مستشفيات القطاع. وبهذا ارتفع العدد الإجمالي للضحايا في غزة منذ اندلاع الحرب إلى 64,964 ، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 165,312 مصابا.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية نقلا عن رئيسة غرفة العمليات للتدخلات الطارئة، سماح حمد، أن مدينة غزة التي يقطنها مئات الآلاف تعيش أياما دامية بفعل القصف المكثف والتدمير الممنهج للأبراج السكنية والمباني، في ظل نزوح قسري واسع باتجاه وسط القطاع وجنوبه.
وفي خطوة تعكس تصعيدا خطيرا، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء أنه قصف أكثر من 150 هدفا في مدينة غزة خلال اليومين الماضيين، دعما لعملياته البرية التي بدأت ليلة الاثنين/الثلاثاء. وقد أسفرت هذه العمليات عن خسائر بشرية كبيرة ونزوح جماعي للسكان.
كما أعلن الاحتلال عن إنشاء “ممر انتقال مؤقت” عبر شارع صلاح الدين، للسماح بخروج السكان من المدينة باتجاه الجنوب، ابتداء من ظهر الأربعاء وحتى ظهر الجمعة. وخلال الأيام الماضية، كثف جيش الاحتلال إنذاراته للسكان بمغادرة المدينة والتوجه إلى ما سماه “منطقة إنسانية”، مدعيا أن أكثر من 350 ألف شخص غادروها بالفعل، بينما يتمسك كثيرون بالبقاء لعدم وجود مكان آمن.
شهود عيان وصفوا مشاهد مروعة من القصف الذي استمر حتى ساعات الفجر، فيما أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، سقوط 12 شهيداً بعد منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، بينهم أم وطفلها في مخيم الشاطئ.
تزامن ذلك مع تقرير صادر عن لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة للأمم المتحدة، اتهمت فيه إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة. وقالت رئيسة اللجنة، نافي بيلاي: “خلصنا إلى أن إبادة جماعية تحدث في غزة ولا تزال جارية، وأن دولة إسرائيل تتحمل المسؤولية”. وهذه المرة الأولى التي تصدر فيها لجنة أممية خلاصة بهذا المستوى من الخطورة.
وقد أعربت عدة دول عن تنديدها الشديد بالهجوم. حيث أكدت الصين أنها “تعارض بشدة تصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية وتدين استهداف المدنيين وانتهاك القانون الدولي” . أما فرنسا فدعت إلى “وقف هذه الحملة التدميرية التي لم يعد لها أي مبرر عسكري”، مشددة على ضرورة رفع القيود عن المساعدات الإنسانية فوراً. الاتحاد الأوروبي وصف بدوره الخطوة بـ”المتهورة والمروعة”، من جانبها، اعتبرت حركة حماس التصعيد الإسرائيلي “فصلاً جديدا من فصول حرب الإبادة والتطهير العرقي”.
كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن إسرائيل “مصممة على المضي حتى النهاية في حملتها العسكرية”، مؤكدا أنها غير منفتحة على محادثات سلام جدية. بدوره، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى وقف “المذبحة”، قائلاً: ” العالم بأسره يطالب بالسلام”.
من جهتها، حذرت منظمة اليونيسف من أن أكثر من 10 آلاف طفل في غزة بحاجة ماسة إلى علاج من سوء التغذية الحاد، في ظل إغلاق مراكز الرعاية بسبب أوامر الإخلاء. وقالت المتحدثة باسم المنظمة، تيس إنغرام: “من غير الإنساني أن يطلب من نحو نصف مليون طفل، يعانون من صدمات نفسية جراء أكثر من 700 يوم من الحرب، أن يفروا من جحيم إلى آخر”.
في المقابل، واصلت الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل. إذ حذر وزير الخارجية، ماركو روبيو، حركة حماس من “مهلة قصيرة جدا” لقبول اتفاق وقف إطلاق النار. كما كشف الرئيس دونالد ترامب عن لقاء مرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الشهر.
ومع تحول معظم مدينة غزة إلى أنقاض وتفاقم الأزمة الإنسانية التي وصلت إلى حد إعلان رسمي عن المجاعة في أغسطس الماضي، يبقى الوضع متفجراً. إذ غادر نحو 40% من السكان البالغ عددهم مليون نسمة، وفق الأمم المتحدة، غير أن النزوح مشيا على الأقدام لمسافات طويلة يهدد حياة الأطفال والمرضى.
جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع هجومه البري على غزة : إدانات دولية وتحذيرات من كارثة إنسانية

بتاريخ : 18/09/2025