جَدِيرٌ بِعُزْلَةِ الْغَرِيبِ

جَدِيرٌ بِي

لَا رَفِيقَ لِي
الْعُزْلَةُ حَلِيفَةُ عَمَاي
الْقَمَرُ غَادَرَ فِرَاشَهُ
إِلَى سَمَاءٍ تَرْقُدُ عَلَى سَرِيرِ الْشَّهَادَة
تُطِلُّ مِنْ شُرْفَةِ الرُّؤَى مَزْهُوَّةً
بِحَنِينِ التَّائِبِينَ مِنْ خَطَايَا الْأَرَق
الذَّاهِبينَ صَوْبَ عَتَاقَةِ الْجُدْرَان
الَّذِينَ يَتَوَكَّأُونَ عَلَى الذِكْرَيَاتِ
وَحِيداً
أَنْظُرُ إِلَيَّ
أَجِدُنِي بِلَا رَصِيدٍ مِنَ الْفُتُوحَات
خَاوِيَ الْقَلْبِ مِنْ الْحُبّ
أَجْوَفَ مِنْ الْفَرَاغِ
أَعْدَمَ مِنْ أَمَلٍ مَرْغُوبٍ فِيه
خَائِبَ الْخُطَى فِي مَسَالِكِ اللَّه
ضَجِراً مِنْ أَنْفَاسِ الطُّفُولة
مُثْقَلاً بِأَوْجَاعِ الْحَيَاة
دَلِيلِي
لَيْلٌ مُقِيمٌ فِي دَهَالِيزِ الذَّاكِرَة
حَبِيبَةٌ تَنَكَّرَتْ لِيَدَيَّ اللَّتَيْنِ مَازَالَتَا
تَحْفَظَانِ عَرَقَ يَدَيْهَا
ارْتِعَاشَةَ شَرَايِينِ الْقَلْب
كَآبَةَ عَيْنَيَّ وَهُمَا يَحْنُوَانِ عَلَى
نَظْرَتِهَا الْحَزِينَةِ جِهَةَ الْغُرُوب
تَشْهَدَانِ عَلَى وَدَاعِهَا الْأَخِيرِ الَّذِي
تَرَكَتْهُ وَدِيعَةً فِي سَمَاء الّذِّكْرَى
تِرْحَالٌ يُعَلِّمُنِي سِيرَةَ الْغَرِيب
نُكْهَةَ الرِّمَالِ فِي عِزِّ التِّيه
……………………..
……………………..
……………………..
اللَّحْظَةَ
أَرَانِي بِلَا ظِلَالٍ
عَارِياًّ مِنِّي
…………………..
…………………..
…………………..
لِي
طَرِيقٌ وَاحِدٌ نَحْوِي
يَقُودُنِي إِلَيَّ
صَمْتٌ مُوغِلٌ فِي كَآبَةِ الْكَوْن
إِيقَاعٌ بَرْبَرِيٌّ عَلَى وَتَرٍ جَرِيحِ
جَلَبَةُ سَكِينَةٍ تُرْبِكُ أَمْنَ الدَّوْلَة
…………………..
…………………..
…………………..


الكاتب : صالح لبريني

  

بتاريخ : 03/11/2017