كشفت حادثة السير التي وقعت على الطريق السيار على مستوى جماعة بوقنادل عن محدودية، إن لم نقل ضعف الحرفية والمهنية، لدى شركة الطريق السيار في التعامل مع الحوادث. فقد أدى انقلاب شاحنة محملة بالبرتقال واحتراقها بالكامل إلى شل حركة السير، خاصة أن الحادثة وقعت يوم الأربعاء، الذي كان يوم عطلة بمناسبة رأس السنة الميلادية.
أظهرت الحادثة عجز الشركة عن إعادة الحركة المرورية إلى وضعها الطبيعي بسرعة كافية، مما أثار غضب السائقين الذين علقوا في الاختناق المروري لفترة طويلة امتدت من منتصف النهار حتى المساء. ولولا وقوع الحادثة خلال النهار، لربما نتجت عنها المزيد من الاصطدامات والضحايا.
هذا الوضع دفع العديد من المواطنين إلى التطوع لمحاولة حلحلة الأزمة، رغم المخاطر التي تعرضوا لها. ويبرز هذا الحادث الحاجة الملحة لتحسين استجابة الشركة لمثل هذه الحالات، فإدارة الطرق السيارة لا تقتصر على توفير محطات أداء وأسعار مرتفعة لمحطات الاستراحة، بل تشمل التواجد الميداني الفعال عند وقوع الحوادث، عبر أطقم مدربة قادرة على التدخل السريع.
إن على الشركة أن تعمل على تكوين موظفيها من خلال برامج تدريبية ومحاكاة للتعامل مع الحوادث بفعالية، ريثما تصل الجهات المختصة مثل الدرك الملكي والوقاية المدنية.
يُذكر أن الحادثة أودت بحياة سائق الشاحنة، الذي توفي بعد انقلاب شاحنته نتيجة انفجار إحدى عجلاتها، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها لاحقًا.