في حادث مأساوي جديد، عادت المنطقة المنجمية بعوام، إقليم خنيفرة، يوم الأربعاء 25 أكتوبر 2023، لتهتز على خبر مصرع عامل منجمي بصورة مروعة، بعد سقوطه من علو أزيد من 250 متر بباطن الأرض، لينضاف بذلك إلى ضحايا «أغوار الموت»، حيث أفادت المعطيات الأولية أن هذا العامل (م. ح)، والمقبل على سن التقاعد بعد ثمانية أشهر، قد سعى إلى استعمال مركبة المصعد (السكيب) للنزول من مستوى أرضي إلى مستوى آخر، غير أن المصعد انطلق قبل منحه إشارة التحرك، حيث وضع الضحية قدمه في الفراغ ليهوى نحو الأسفل الذي بلغه عبارة عن جثة ممزقة إلى أشلاء، لم يتمكن المنقذون من جمعها إلا بعد حوالي سبع ساعات، بحسب مصادر متطابقة.
وبينما جرى نقل أشلاء الضحية للمستشفى الجهوي ببني ملال لإخضاعها للتشريح الطبي، قبل تشييع جثمانه، رحمه الله، في موكب جنائزي مهيب، تم نقل زميل له مصاب بجروح لأحد مستشفيات فاس لتلقي العلاجات الضرورية، مع الإشارة إلى أن الفاجعة ليست سوى واحدة من عشرات المآسي المماثلة التي تقع بـ «مناجم عوام»، وقد كان طبيعيا أن تخيم موجة واسعة من الحزن والألم بين عموم العمال، ومن خلالهم مختلف أوساط الرأي العام بالقرية المنجمية تيغزى وباقي أرجاء مريرت وخنيفرة، ليعود الحديث عن الوضعية الرهيبة التي ما تزال تحصد الأرواح بهذه المناجم التي ظلت رهينة سؤال غياب شروط السلامة والوقاية من الأخطار.
ومعلوم أن الفاجعة الجديدة وقعت بعد أشهر قليلة جدا من التغييرات الإدارية التي شهدتها الشركة المسيرة، والتي حظيت تفاصيلها باهتمام المتتبعين، خاصة وأن علامات استفهام عديدة رافقتها، بعد وضع حدّ لمهام المدير المساعد السابق، وهو ما ججعل الكثيرين يتساءلون عن كان الأمر يتعلق بإعفاء أو استقالة أو غيرهما، لا سيما أن التغيير الإداري المذكور عرف حضورا شخصيا للمدير العام المركزي للشركة الذي كان مصحوبا بمفوض قضائي ومحامية ومديرة الموارد البشرية؟