حادث سير مروع ينهي حياة الشاب المغربي المميز سامي لحيق في أورلاندو الأمريكية

نعت ثانوية «ويندرمير» (في ولاية أورلاندو الأمريكية)فقدان أحد ألمع طلابها، الشاب المغربي المميز سامي لحيق، الذي فقد حياته في حادث سيارة مميت يوم السبت 1 مارس الجاري. كان الطالب البالغ من العمر 18 عامًا، والذي تم قبوله مؤخرًا في «جامعة ديوك»، من بين أربعة أفراد لقوا حتفهم في حادث تصادم (عالي السرعة) على طريق «سنترال فلوريدا باركواي» في ولاية «أورلاندو» الأمريكية.
وقع الحادث المأساوي، الذي أدى إلى وفاة «سامي لحيق» و «معاذ محقاتي» حوالي الساعة 10:52 مساءً عندما اصطدمت سيارتان كانتا تسيران بسرعة متجاوزة الحد الأقصى للسرعة، أثناء محاولتهما تجاوز بعضهما البعض، إذ تسبب الاصطدام في انحرافهما عن الطريق، مما أدى إلى سلسلة من الاصطدامات الكارثية بكل من الأشجار وعمود إنارة على حافة المسار.
إثر ذلك نُقل سامي لحيق، الراكب الخلفي في إحدى السيارتين، على وجه السرعة، إلى مستشفى «أورلاندو هيلث» حيث أُعلن عن وفاته لاحقًا فيما أصيب سائق السيارة (شاب يبلغ من العمر 20 عامًا) بجروح خطيرة ويتلقى العلاج حاليًا، كما لقي سائق السيارة الأخرى وراكب آخر حتفهما في الحادث.
كان سامي محبوبا بين أصدقائه وعائلته، وطالبًا متميزًا في ثانوية «ويندرمير»، حيث احتُفي به كـ»باحث متفوق» بعد قبوله في جامعة «ديوك» من خلال برنامج «كويستبريدج» الوطني للتوفيق بين الكليات المرموقة، والذي يُمكّن الطلاب المتفوقين (من ذوي الدخل المحدود) من الحصول على «منح دراسية كاملة» في أكثر جامعات البلاد انتقائية.
وبهذه المناسبة الحزينة أعرب مدير ثانوية «ويندرمير»، «أندرو ليفتاكِس»، عن عميق حزن القائمين من إدارة ومدرسين وطلبة، كما قدمت الدكتورة «ماريا ف. فاسكيز»، المشرفة على مدارس مقاطعة «أورانج» العامة، تعازيها، مؤكدةً أن خسارة حياة هذا الفتى المميز. فادحة.
من الشهادات التي أثنت عليه، ما ذكره أحد المسؤولين بجامعة «ديوك»، قائلا: «بالإضافة إلى إنجازاته الأكاديمية العديدة، فقد تأثرنا بشكل خاص بعمله في تعزيز الوحدة والشمول بين زملائه في الفصل»، كما قال إمام «المركز الإسلامي» في «أورلاندو»: «لقد كان سامي شابا مميزا، مهتما بدراسته ومتفوقا فيها، محبا لتأدية واجباته الدينية، كما أحب لعب كرة القدم وبرز في الرياضة. لقد كان رجلا محترما وقد أحس الجميع بالفراغ الذي تركه هذا الفتى المميز».
بعد إعلان وفاته، اجتمع مئات من الأصدقاء وأفراد العائلة وأبناء الجالية في «المركز الإسلامي» بمدينة «أورلاندو» لحضور صلاة الغائب، كما بادرت ثانوية «ويندرمير»، من جهتها لتنظيم «حفل تأبين» شارك فيه الطلاب والمعلمون والموظفون ذكرياتهم مع الشاب، كما سارعت الثانوية لتوفير مستشارين نفسيين لدعم المتضررين من هذه الخسارة، وتكريمًا لتفوق سامي الأكاديمي وتفانيه، أُنشئ صندوق للمنح الدراسية باسمه، كما نُظمت كذلك، وقفة لحمل الشموع في موقع الحادث،
للإشارة فإن سامي من أبوين مغربيين. وذكر والده «رضوان لحيق» (من مدينة بني ملال) تفاصيل تلك الليلة، وقال: «في تلك الليلة، اجتمعنا على طاولة إفطار مميزة رفقة أقاربه، كانت هذه آخر ليلة يعيشها»، ويعقب: «قبل أن يغادر سامي المنزل، طلبت منه التقاط صورة وهو يرتدي قميص كرة قدم من فريق بني ملال، وهي البلدة المغربية الصغيرة التي وُلدت فيها. كانت هدية من أقاربه هناك، حيث أردت التقاط صورة سيلفي تجمعني به شاركها معهم. كانت تلك آخر محادثة دارت بيننا».
وبهذه المناسبة الأليمة، نتقدم في جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى عائلتي رحيق، وإلى خالة الفقيد الأخت بشرى البكاري، عضو المكتب الوطني لشبكة القراءة، وإلى جميع أفراد عائلتها، راجين من العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمد الفقيد بواسع المغفرة والرضوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.


الكاتب : المهدي المقدمي

  

بتاريخ : 14/03/2025