بالنسبة للصحة النفسية بصفة عامة، سواء تعلق الأمر بالقطاع الخاص أو القطاع العام، فإنها لم ترق بعد إلى مستوى انتظارات لا المهنيين في القطاع، ولا بالنسبة لعموم المواطنين، ولا على مستوى المرضى خصوصا الباحثين عن العلاج وعن سرير يأوي مريض في حالة نفسية مستعجلة.
أعتقد، ونظرا هذا الوضع المستمر لسنوات عديدة، أن آخر ما تفكر فيه الوزارة الوصية والحكومة بشكل عام هو قطاع الصحة النفسية، رغم التصريحات و الإحصائيات المخيفة في هذا المجال، فوزير الصحة السابق سبق أن صرح بأن 48 ٪ من المغاربة يعانون من مشكل صحي نفسي، ورغم ذلك نجد أن الطاقة الاستيعابية و السريرية محدودة جدا ولا تتحرك من مكانها، كما أن الموارد البشرية المتخصصة في مجال الصحة النفسية نادرة جدا، مثلا أكبر مستشفى للصحة النفسية بالمغرب وهو مستشفى الرازي للطب النفسي ببرشيد، والذي يأوي قرابة 240 مريضا، منهم من هو متابع قضائيا، ومنهم من هو محكوم بالبراءة والعلاج، إلى جانب مرضى «بويا عمر»، ومرضى آخرين، والذي يلبي طلبات إقليمي برشيد وسطات في اختصاص الصحة النفسية لا يتوفر سوى على طبيب نفسي واحد.
هذا الطبيب يقوم بجميع المهام الأمر الذي تسبب له في الإجهاد وترتب عنه ضغط كبير بالنسبة له، ناهيك عن تخصصات أخرى لا توجد أصلا، مثل المحلل النفسي والمعالج النفسي…، أما الممرضين المتخصصين في الصحة النفسية فمحسوبين على رؤوس الأصابع ، بالإضافة إلى مشكل لأدوية إذ لا يزال المستشفى يشتغل بالأدوية من الجيل الأول.
خلاصة الأمر لابد من إيلاء اهتمام متزايد للصحة النفسية والاهتمام بالمريض العقلي ولمّه من الشارع العام، وذلك بتوفير بنية استقبال ملائمة وتكوين الأطر المتخصصة وتحفيزها، ودعم المستشفيات والمراكز الصحية بالأدوية من الجيل الثاني والثالث.
* الكاتب الإقليمي لنقابة ( ف د ش) ببرشيد ممرض مجاز في الصحة النفسية