أصدر المناضل السياسي والنقابي وقيدوم الاتحاديين بالمحمدية مولاي الحسن باجدي كتابا موسوما بـ “حانوت ومهن الحومة “: مسار ومحطات في قلب حركية المجتمع، صدّره بإهداء : “إلى روح والدي قدوتي وفخري وأستاذي الأول… روح والدتي، الكثير من الحب والعناية ، الحضن الدافئ الحنون…روح شريكة حياتي على مدار نصف قرن من الزمن، الزوجة والأم المثالية…بناتي وأبنائي، أحفادي وحفيداتي، روح قلبي وسعادة حياتي… زوجتي، شقيقاتي وأشقائي الفخر والسند وتاج فوق رأسي… كل من رافقتهم (ن) من الأخوات والإخوان والرفاق ،والرفيقات وعملنا وناضلنا سويا، بصدق ونكران للذات، سياسيًا، نقابياً، جمعوياً وإعلامياً … كل الناس الطيبين الصادقين… لكُنَّ ولَكُمْ جميعاً، أقول تقبلوا مني أن أهديكم هذا الكتاب وأتمنى صادقاً أن ينال رضاكم (ن)…
وفي تقديم للكتاب كتب الأستاذ ميلود بكريم:
“يسلط مولاي الحسن باجدي الضوء في هذا الكتاب على شريحة من المجتمع المغربي، ظلت غائبة عن أقلام الكتاب والمبدعين، ربما لعدم إدراك أهمية أدوارها كركيزة لاستقرار المجتمع من خلال توفير الحاجيات الأساسية للمستهلكين، والانخراط في حركية المجتمع، والتفاعل مع قضايا الوطن المصيرية. يقف القارئ لهذا الكتاب على هم يشغل الكاتب، محاولا تشريح كل جوانبه وإشكالاته، والعلائق المتفاعلة بين أجزائه وتمفصلاتها المختلفة. يتعلق الأمر بـ (مول حانوت (الدرب وهو لا يقصد بهذا المصطلح البقال بائع المواد الغذائية فقط، بل يجعله ممتدا ليشمل مختلف المهن والحرف التي تتوزع على دروب وأحياء المدن المغربية، من بقال وخضار وخياط وخباز وصانع تقليدي وغيرهم من أصحاب الحوانيت التي تتفاعل أدوارها لخدمة المستهلكين.
إن ما يعطي قيمة لمحتوى هذا الكتاب في اعتقادي، هو أن صاحبه ليس بعيدا عما يكتبه، أو ناظرا إليه من الخارج، بل يسرد لنا من قلب الأحداث التي عايشها لفترة زمنية تقارب ستة عقود، راكم خلالها تجربة كبيرة. فمنذ نعومة أظافره، بعد الاستقلال مباشرة ، واكب تجربة والده البقال الذي مارس مهنة التجارة بالدار البيضاء منذ مطلع القرن العشرين بعد توقيع عقد الحماية مباشرة، فاحتك الكاتب بهذه المهنة فخبر أسرارها وأسر من يتعاطاها. كما تعرف على كل المهن والحرف التي تستقر بالدرب بحكم العلاقات الاجتماعية التفاعلية داخل الدرب.
وإضافة لكون الكاتب أحد المنتمين لمهنة تجارة القرب، فقد كان أيضا أحد الغيورين على هذا القطاع، فهب مبكرا للانخراط في التنظيمات النقابية للتجار الصغار والمتوسطين، وذلك منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، وكان من بين مؤسسي نقابة التجار الصغار والمتوسطين، وساهم فيها كأحد قيادييها. ونشط داخل غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بالمحمدية كعضو بمكتبها التنفيذي، إلى جانب كونه عنصرا فعالا في هيئة سياسية يسارية، ومراسلا لجريدة الاتحاد الاشتراكي لمدة طويلة. كل هذا الزخم الذي أغنى تجربة الكاتب، سيضفي على محتوى كتابه مصداقية لا يتطرق إليها شك مما سيضيف، ولا شك للقارئ معلومات غزيرة وموثوقة (مول حانوت (الدرب وأدواره الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لينكشف الغطاء عن مهن وحرف داخل دروب المدينة المغربية، ظل ممارسوها بعيدين عن اهتمامات الكتاب والمبدعين والباحثين في العلوم الاجتماعية والاقتصادية، رغم أهمية أدوارها داخل المجتمع”.